عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 15-08-2019, 01:18 PM
reda laby متواجد حالياً
 
 عضويتي » 580
 اشراقتي » Feb 2018
 كنت هنا » اليوم (07:56 AM)
آبدآعاتي » 2,759,404[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » الإطلاع المتنوع الثقافات
موطني » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
عذاب الميت ببكاء أهله عليه







إنَّ الميِّتَ ليُعذَّبُ ببُكاءِ أَهْلِهِ عليه فذُكِرَ ذلِكَ لعائشةَ فقالَت:
وَهِلَ تعني ابنَ عمرَ إنَّما مرَّ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ على قبرٍ،
فقالَ: إنَّ صاحبَ هذا ليُعذَّبُ وأَهْلُهُ يبكونَ علَيهِ ثمَّ قرأت: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى
قالَ: عن أبي معاويةَ على قبرِ يَهوديٍّ


الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني
المصدر : صحيح أبي داود | خلاصة حكم المحدث : صحيح

تُوُفِّيَتْ ابنةٌ لعُثمانَ رضِيَ اللهُ عنه بمكَّةَ، واسمُها أمُّ أبانَ، قال ابنُ أبي مُلَيْكَةَ:
وَجِئْنا لِنَشْهَدَها، أي: نحضُر جِنازتها، وحضَرها عبدُ الله بنُ عُمرَ وعبدُ الله بن عبَّاسٍ رضِي اللهُ
عنهم، قال: وَإِنِّي لَجالِسٌ بَيْنَهُما -أَوْ قالَ: جَلَسْتُ إِلَى أَحَدِهِما، ثُمَّ جاءَ الآخَرُ فَجَلَسَ إلى
جَنْبِي-، فقالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ رضيَ اللهُ عنهما لِعَمْرِو بنِ عُثمانَ -وهو أخوها-:
ألا تَنْهَى عَنِ البُكاءِ؟ وذلك حين بَكَتِ النِّساءُ وخرجتْ أصواتُهنَّ من الدَّارِ، قال:
فإنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: إنَّ المَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكاءِ أَهْلِهِ عليه، وليس الحُكمُ
مُختصًّا بأهلِه فقط، وإنَّما خرَج الكلامُ مخرجَ الغالبِ؛ إذ مَن يبكي على الميِّت عادةً هم أهله،
فقالَ ابنُ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما: قدْ كانَ عُمَرُ رضِيَ اللهُ عنه يقولُ بَعْضَ ذلكَ، ثُمَّ حَدَّثَ،
قالَ: صَدَرْتُ مَعَ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنه مِنْ مَكَّةَ، أي: خرجتُ منها، حتَّى إذا كُنَّا بالبَيْداءِ، و"البيداء"
: الصَّحراء، والمرادُ بها: الصحراءُ التي بين مَكَّةَ والمدينةِ، وقيل: موضعٌ قريبٌ من ذي الحُلَيْفَةِ،
قال: إذا هُوَ بِرَكْبٍ، أي: مجموعة من الناس، تَحْتَ ظِلِّ سَمُرَةٍ، و"السمرة":
هي الشجرة العظيمة، فَقالَ: اذْهَبْ، فانظُرْ مَن هؤلاءِ الرَّكبُ، قالَ: فَنَظَرْتُ فإذا صُهَيْبٌ،
وهو ابنُ سِنانٍ، وكان معه أهلُهُ، قال: فأَخْبَرْتُه، فقالَ: ادْعُه لي، فَرَجَعْتُ إلى صُهَيْبٍ
فقُلْتُ: ارْتَحِلْ، فالْحَقْ أمِيرَ المؤْمِنِينَ، ففعل ولَحِقَ به إلى المدينة، قال: فلَمَّا أُصِيبَ عُمَرُ،
أي: طَعَنه أبو لؤلؤةَ المجوسيُّ، دَخَلَ صُهَيْبٌ يَبْكِي، يَقُولُ: واأَخاهُ، واصاحِباهُ!
فَقالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عنه: يا صُهَيْبُ، أَتَبْكِي عَلَيَّ، وقد قال رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:
إنَّ المَيِّتَ لَيُعَذَّبُ ببُكاءِ أهلِهِ عليه؟! ومع أنَّ عمرَ لم يمُتْ بعدُ عند هذا الكلامِ،
ولكنَّه خاف أن يُفضيَ بكاؤُه إلى البُكاءِ بعدَ الموتِ، قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما:
فَلَمَّا ماتَ عُمَرُ رضِيَ اللهُ عنه، ذَكَرْتُ ذلكَ لِعائِشَةَ رضِيَ اللهُ عنها، فقالَتْ: رَحِمَ اللهُ عُمَرَ،
واللهِ ما حَدَّثَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ اللهَ لَيُعَذِّبُ المُؤْمِنَ ببُكاءِ أهْلِهِ عليه
، ولكنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: "إنَّ اللهَ لَيَزِيدُ الكافِرَ عَذابًا ببُكاءِ أهْلِه عليه"؛
لأنَّ الكافرين كانوا يُوصون بالنِّياحة، بخلاف المؤمنين، وقالَتْ: حَسْبُكُمُ القُرْآنُ،
أي: يَكفيكم أدلَّةُ القرآن، تَزيد ما أقولُهُ تقريرًا؛ قال تعالى: {وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}
[الأنعام: 164]، والوزر: الحملُ والإثمُ، أي: لا تُؤاخَذُ نفسٌ بذنبِ غيرِها،
قالَ ابْنُ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما عندَ ذلكَ تأكيدًا لِمَا قالتْه عائشةُ رضِي اللهُ عنها:
واللهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى، أي: إنَّ البكاءَ لا يملِكه ابنُ آدمَ، ولا يُسَبِّبُ أسبابَهُ،
فكيف يُعاقَبُ عليه الحيُّ، فضلًا عن الميِّت؟!
هذا وقدْ قيل: إنَّما يُعذَّب الميتُ ببكاءِ الحيِّ إذا أَوْصَى الميتُ بذلك،
أو كان مِن عادتِه ذلك. وقيل: المقصودُ بالعَذابِ هو الألم.
وفي الحديثِ: بيانُ أنَّ عُلماءَ الصَّحابةِ رضِي اللهُ عنهم نقَّحوا السُّنَّةَ النبويَّة،
وأظهروا الحقيقةَ فيما فُهِم خطأً على غيرٍ المقصودِ،
وخاصَّةً إذا تعارَضَ مع القرآنِ.












 توقيع : reda laby

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
مواضيع : reda laby


رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ reda laby على المشاركة المفيدة: