عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 09-03-2020, 09:34 PM
reda laby متواجد حالياً
 
 عضويتي » 580
 اشراقتي » Feb 2018
 كنت هنا » اليوم (10:32 AM)
آبدآعاتي » 2,754,022[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » الإطلاع المتنوع الثقافات
موطني » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
شرف الحديث والمحدثين



حث الله تعالى عباده على تعلم العلم ، ومدح العلماء وأشاد بذكرهم ،
وقرن شهادتهم بشهادته وشهادة ملائكته على توحيده سبحانه ، فقال:
{شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو
العزيز الحكيم} (آل عمران: 18) ، وحصر خشيته فيهم فقال جل وعلا :
{إنما يخشى الله من عباده العلماء} (فاطر: 28) ، ونفى المساواة بين الذين يعلمون
والذين لا يعلمون فقال: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}
(الزمر: 9) ، وأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن العلماء هم ورثة الأنبياء ،
وأن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم
، إلى غير ذلك من النصوص التي تدل على فضل العلم والعلماء .

وعلم الحديث من أجل العلوم وأشرفها وأعظمها عند الله قدراً ، فبه يعرف المراد
من كلام الله عز وجل ، وبه يطلع العبد على أحوال نبيه - صلى الله عليه وسلم -
وشمائله ، وناهيك بعلمٍ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بدايته ، وإليه مستندُه
وغايته ، وحسب الراوي للحديث شرفًا وفضلاً ، وجلالة ونُبلاً، أن يكون في سلسلة
آخِرُها الرسول عليه الصلاة والسلام ، ولذلك قال بعض أهل العلم :
" أشدُّ البواعث وأقوى الدَّواعي لي على تحصيل علم الحديث لفظ
(قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) " .

فمن تحمل الحديث واشتغل بتعلمه وتعليمه ، كان له الحظ الأوفر من هذا المدح
للعلماء ، وكفى بذلك شرفاً للحديث وحملته ، بل إن صرف العمر في تعلم الحديث
ونشره أفضل من الاشتغال بنوافل القربات ، وما ذاك إلا لما فيه من بيان القرآن
، وإحياء سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، والتأسي به ، ولو لم يحصل لأهله
من الفضل إلا كثرة الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - التي ورد فيها ما
ورد من الفضل الجزيل ، كقوله عليه الصلاة والسلام :(أولى الناس بي يوم القيامة
أكثرهم عليَّ صلاة) رواه الترمذي وحسنه ، وأهل الحديث هم أكثر الأمة صلاة
على النبي - صلى الله عليه وسلم - .

وقد قيل في قوله تعالى: {يوم ندعو كل أناس بإمامهم} (الإسراء: 71): "
ليس لأهل الحديث منقبة أشرف من هذه ، لأنه لا إمام لهم غيره - صلى الله عليه وسلم - ".
كما أن الاشتغال بعلم الحديث تبليغ عن رسول لله - صلى الله عليه وسلم -
وامتثال لأمره ، حين قال : (بلغوا عني ولو آية) رواه أحمد وغيره .

وقد بشَّر - صلى الله عليه وسلم - بحفظ هذا العلم ، وأن الله عز وجل يهيء له
في كلّ عصر خلفًا من العُدُول ، يحمونه وينفون عنه التحريف والتبديل ،
حماية له من الضياع ، وكفى بذلك شرفاً وفضلاً ، فقال في الحديث المشهور
: (يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ، ينفون عنه تحريف الغالين ،
وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين) رواه ابن عبد البر وغيره وحسنه ،
وكان الإمام الشافعي رحمه الله يقول : " لولا أهل المحابر ،
لخطبت الزنادقةُ على المنابر " .

ومما يدل أيضاً على شرف الحديث وأهله ، ما ورد عن السلف والأئمة من تعظيم
للسنة ، وإجلالهم لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
، يقول عمرو بن ميمون : " ما أخطأني ابن مسعود عشية خميس إلا أتيته فيه
قال : فما سمعته يقول بشيء قط قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم
- فلما كان ذات عشية قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال : فنكس ، قال : فنظرت إليه فهو قائم محللة أزرار قميصه ،
قد اغرورقت عيناه ، وانتفخت أوداجه " رواه ابن ماجة ،
وكان ابن سيرين إذا ذُكر عنده حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم
- وهو يضحك خَشَع ، واشتهر عن الإمام مالك رحمه الله في ذلك أَكثر من غيره
، فكان إذا أَراد الحديث اغتسل وتطيب ولبس أحسن ثيابه وجلس على منصة خاشعاً
، ولا يزال يبخر بالعود حتى يفرغ من الحديث ،
ويقول: أحب أن أعظم حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وكان يكره أَن يحدِّث وهو قائم أو مستعجل ، وما ذاك إلا تعظيماً للنبي
- صلى الله عليه وسلم - ، وإجلالاً لحديثه وكلامه .




 توقيع : reda laby

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
مواضيع : reda laby


رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ reda laby على المشاركة المفيدة: