الموضوع: تربية النفس
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 12-04-2020, 04:56 PM
انسكاب حرف
ابتسامة الزهر متواجد حالياً
 
 عضويتي » 27
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » اليوم (11:13 AM)
آبدآعاتي » 5,838,851[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
عناق المفاجآت » سجل الهدايا رحيق المفاجات
 
مزاجي:
 
افتراضي تربية النفس





تأملت جهاد النفس فرأيته أعظم الجهاد ورأيت خلقاً من العلماء والزهاد لا
يفهمون معناه لأن فيهم من منعها حظوظها على الإطلاق وذلك غلط من وجهين‏.‏



أحدهما‏:‏ أنه رب مانع لها شهوة أعطاها بالمنع أوفى منها‏.‏
مثل أن يمنعها مباحاً فيشتهر بمنعه إياها ذلك فترضى النفس بالمنع لأنها قد

استبدلت به المدح‏.‏
وأخفى من ذلك أن يرى - بمنعه إياها ما منع - أنه قد فضل من سواه ممن

لم يمنعها ذلك وهذه دفائن تحتاج إلى منقاش فهم يخلصها‏.‏




والوجه الثاني‏:‏ أننا قد كلفنا حفظها ومن أسباب حفظها ميلها إلى الأشياء

التي تقيمها فلا بد من إعطائها ما يقيمها وأكثر ذلك أو كله مما تشتهيه‏.‏

ونحن كالوكلاء في حفظها‏.‏
لأنها ليست لنا بل هي وديعة عندنا فمنعها حقوقها على الإطلاق خطر‏.‏
ثم رب شد أوجب استرخاء ورب مضيق على نفسه فرت منه فصعب عليه تلافيها‏.‏
وإنما الجهاد لها كجهاد المريض العاقل يحملها على مكروهها في تناول ما ترجو به العافية ويذوب في المرارة قليلاً من الحلاوة ويتناول من الأغذية مقدار ما يصفه الطبيب‏.‏
ولا تحمله شهوته على موافقة غرضها من مطعم ربما جر جوعاً ومن لقمة ربما حرمت لقمات‏.‏
فكذلك المؤمن العاقل لا يترك لجامها ولا يهمل مقودها - بل يرخي لها في وقت والطول بيده‏.‏
فما دامت على الجادة لم يضايقها في التضييق عليها‏.‏
فإذا رآها قد مالت ردها باللطف فإن ونت وأبت فبالعنف‏.‏
ويحبسها في مقام المداراة كالزوجة التي مبني عقلها على الضعف والقلة فهي تدارى عند نشوزها بالوعظ فإن لم تصلح فبالهجر فإن لم تستقم فبالضرب‏.‏
وليس في سياط التأديب أجود من سوط عزم‏.‏
هذه مجاهدة من حيث العمل فأما من حيث وعظها وتأنيبها فينبغي لمن رآها

تسكن للخلق وتتعرض بالدناءة من الأخلاق أن يعرفها تعظيم خالقها لها

فيقول‏:‏ ألست التي قال فيك‏:‏ خلقتك بيدي وأسجدت لك ملائكتي وارتضاك

للخلافة في أرضه وراسلك واقترض منك واشترى‏.‏

فإن رآها تتكبر قال لها‏:‏ هل أنت إلا قطرة من ماء مهين تقتلك شرقة وتؤلمك بقة‏.‏
وإن رأى تقصيرها عرفها حق الموالي على العبيد‏.‏
وإن ونت في العمل حدثها بجزيل الأجر‏.‏

وإن مالت إلى الهوى خوفها عظيم الوزر ثم يحذرها عاجل العقوبة الحسية
كقوله تعالى‏:‏ ‏ «‏ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللّهُ سَمْعَكُم وَأَبْصَارَكُمْ ‏» ‏ والمعنوية كقوله

تعالى‏:‏ ‏ «‏ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتَي الّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ في الأرضِ بِغَيرِ الْحَقِّ ‏» ‏‏.



اتمني للجميع السعاده وأبعد الله عنا وعنكم الهموم
وأخيراً وليس آخرا نتمنى للجميع
صحة وسعادة لا يخالطها كدر ..
دمتم بحفظ الرحمن





 توقيع : ابتسامة الزهر

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ ابتسامة الزهر على المشاركة المفيدة: