الموضوع: بكر صدقي
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 29-05-2020, 05:16 AM
حسن الوائلي متواجد حالياً
 
 عضويتي » 68
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » يوم أمس (02:32 AM)
آبدآعاتي » 1,674,964[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » القراءة وكتابة الخواطر
موطني » دولتي الحبيبه Iraq
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
بكر صدقي



بكر صدقي ( 1886 ـ 1937) عسكري وسياسي عراقي من أبوين كرديين ، ولد في قرية عسكر القريبة من مدينة كركوك ، درس في ألأستانة - إسطنبول في المدرسة الحربية / الكلية العسكرية لاحقاً وتخرج فيها ضابطاٌ في الجيش العثماني ، وشارك في الحرب العالمية ألأولى في آخر سنينها ، وبعد نهاية الحرب أنظم إلى الجيش العراقي الذي تأسس في 6 / 1 / 1921 برتبة ملازم أول .
تدرج في رتبته العسكرية حتى وصل إلى رتبة فريق ركن في عهد الملك غازي رحمه الله وأشتهر بالصرامة والتنفيذ الحرفي للاوامر العسكرية ، وتوطدت العلاقة بينه وبين وزير الداخلية آن ذاك التركماني حكمت سليمان ، في أواخر عهد وزارة ياسين الهاشمي الثانية أشتد الصراع بين الوزارة والمعارضة التي عملت جاهدة لأسقاط الوزارة التي سعت للتمسك بالحكم بكل الوسائل والسبل ، وفي تلك ألأيام شغل الفريق بكر صدقي منصب قائد الفرقة الثانية وكان يتردد وبأستمرار على دار قطب المعارضة المعروف حكمت سليمان ، وكان الحديث يدور حول أستئثار وزارة الهاشمي بالحكم ، رغم أفتقارها للتأيد الشعبي ، وحين ذلك أختمرت عند بكر صدقي فكرة أسقاط وزارة الهاشمي بالقوة عن طريق القيام بأنقلاب عسكري وقيل انه قد تلقى اقتراح الانقلاب من السفير الألماني في بغداد ، تحرك بكر صدقي وأستطاع أقناع رجال ذوي نفوذ داخل المؤسسة العسكرية في مقدمتهم الفريق عبد اللطيف نوري قائد الفرقة ألأولى الذي كان غاضبا من الحكومة لرفضها التكفل بعلاجه والعقيد محمد علي جواد قائد القوة الجوية - الطيار الخاص لجلالة الملك للأنضمام إلى فكرته وتأييده بالأطاحة بحكومة الهاشمي وقيل انه الملك غازي كان مؤيداً للأنقلاب ويعلم به ، سارت ألأمور بتكتم شديد مما تعذر على ألأستخبارات العسكرية كشف الانقلاب قبل وقوعه ، وجاء موعد مناورات الخريف للجيش عام 1936 ووجد بكر صدقي ضالته المنشودة بهذه المناسبة فقد كانت المناورات تقتضي أجرائها في منطقة جبل حمرين في محافظة ديالى بين خانقين و بغداد وكان من المفترض أن تكون الفرقة ألأولى بقيادة الفريق عبد اللطيف نوري في موقع الدفاع عن بغداد فيما تكون الفرقة الثانية بقيادة بكر صدقي في موقع الهجوم .في 29 تموز 1936 ، سافر رئيس أركان الجيش الفريق طه الهاشمي شقيق رئيس الوزراء بمهمة إلى خارج العراق وأناب عنه الفريق عبد اللطيف نوري مما سهل للأنقلابيين ألأمور كثيراٌ . جرى ألأتفاق على نقل الفرقة الثانية من قرتبة إلى قرغان ليلة 25/26 تشرين ألأول ، على أن يجري تسلل وحدات الفرقة ليلة 28 / 29 إلى بعقوبة مركز محافظة ديالى المتاخمة لبغداد والتي تبعد عنها حوالي 50 كم ، في ليلة الخميس 26 تشرين اول 1936 زحفت قوات الجيش إلى بعقوبة ووصلتها صباح اليوم التالي ، حيث قامت بقطع خطوط ألأتصال ببغداد وأستولت على دوائر البريد والتلفون وعدد من المواقع ألأستراتيجية في المدينة ، ثم واصلت زحفها نحو بغداد في الساعة السابعة والنصف بقيادة الفريق بكر صدقي ، وفي الساعة الثامنة والنصف من صباح ذلك اليوم ظهرت في سماء بغداد طائرات حربية يقودها العقيد محمد علي جواد والقت آلاف المنشورات التي أحتوت على البيان ألأول للأنقلاب ! في الوقت الذي كانت الطائرات تلقي بيان ألأنقلاب ، أستقل حكمت سليمان سيارته وتوجه نحو القصر الملكي ( قصر الزهور) حاملاٌ المذكرة التي وقعها الفريقان بكر صدقي وعبد الطيف نوري والتي حددا فيها مهلة أمدها 3 ساعات للملك غازي لأقالة وزارة ياسين باشا الهاشمي حيث سلمها إلى رئيس الديوان الملكي رستم حيدر ، حاول وزير الدفاع الفريق الاول المرحوم جعفر باشا العسكري وقف زحف قوات ألأنقلاب نحو بغداد ، فأتصل ببكر صدقي وأبلغه أنه آت لمقابلته وأنه يحمل رسالة من الملك غازي ، كانت فرصة بكر صدقي قد حلت للتخلص منه , فرتب ألأمر مع الضباط المقربين منه لأغتياله والتخلص منه ، ما أن وصل الفريق الاول المرحوم جعفر باشا العسكري إلى المنطقة المحددة ، حتى جردوه من سلاحه ومرافقيه ، بعدها تقدم عددا من الضباط ووجهوا صوبه وابل من الرصاص حيث استشهد في الحال ، أستمرت قوات ألأنقلاب بالزحف نحو بغداد ، حيث وصلت أبوابها الساعة الرابعة بعد الظهر ووقع الملك غازي خطاب التكليف إلى حكمت سليمان في 29 تشرين ألأول بتشكيل وزارة جديدة ، وعند الساعة الخامسة والنصف كانت القوات قد دخلت شوارع بغداد من دون أن تلقى أية مقاومة ، أتم ألأنقلابيون تشكيل وزارتهم وصدرت ألأرادة الملكية بتشكيلها في الساعة السادسة مساءاً وجاءت على النحو ألأتي : حكمت سليمان رئيس الوزراء ووزيراً للداخلية ، جعفر أبو التمن وزيرا للمالية ، صالح جبر وزيرا للعدلية ، ناجي ألأصيل وزيرا للخارجية ، كامل الجادرجي وزيرا للأٌقتصاد والمواصلات ، ويوسف أبراهيم وزيرا للمعارف ، أما بكر صدقي فقد تولى منصب رئيس أركان الجيش بدلاٌ من الهاشمي الذي أحيل على التقاعد ، أما المرحوم ياسين الهاشمي ورشيد عالي الكيلاني و نوري باشا السعيد فقد غادروا العراق على الفور بمساعدة السفارة البريطانية خوفاٌ من بطش بكر صدقي ، أراد قائد ألأنقلاب بكر صدقي أن يرسل من يقوم بتصفيتهم الا أن حكمت سليمان رفض الفكرة ، في الوقت نفسه نظمت بعض المظاهرات المؤيدة للحكومة وكان على رأس تلك المظاهرات محمد صالح القزاز وهو من الشيوعيين المعروفين والشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري وغيرهم ، وتقدمت المظاهرات بمطالب للحكومة تدعوا فيها إلى أصدار العفو العام عن المسجونين السياسيين وأطلاق حرية الصحافة وحرية التنظيم الحزبي والنقابي وأزالة آثار الماضي والعمل على رفع مستوى معيشة الشعب وضمان حقوقه وحرياته وتقوية الجيش ليكون حارساٌ أميناٌ لأستقلال البلاد ، ولم تقتصر المظاهرات على العاصمة فقط ، بل أمتدت إلى سائر المدن ألأخرى ، سيطر بكر صدقي على مقدرات البلاد وكان هو الحاكم الفعلي ألأول وألأخير ، لقد رتب قوائم المرشحين لمجلس النواب ومعظمهم من المؤيدن له ، وقد جرت ألأنتخابات في 20 شباط 1937 وجائت النتيجة كما خطط لها سلفاٌ وأصبح يمتلك ظهيراٌ قانونياٌ لبقائه سيد الموقف من دون منازع ، قرر بكر صدقي السفر إلى تركيا لحضور المناورات العسكرية التركية المقرر القيام بها في 18 آب 1937وقد أتخذت العناصر الموالية للانكليز قرارا بتصفيته وهو في طريقه إلى تركيا ، غادر بغداد في 9 آب بالطائرة إلى الموصل ، وكان برفقته العقيد محمد علي جواد قائد القوة الجوية ، وكان من المقرر أن يغادر بالقطار ولكنه أحس بوجود مؤامرة ضده لذلك قرر السفر بالطائرة ، وصل إلى الموصل ونزل في دار الضيافة وقد وجدت العناصر المناوئة فرصتها للتخلص منه ، حينما أنتقل إلى حديقة مطعم المطار وبينما كان جالساٌ مع العقيد محمد علي جواد والمقدم الطيار موسى علي يتجاذبان أطراف الحديث ، تقدم نائب العريف عبدالله التلعفري نحوهم ليقدم لهم المرطبات وكان يخبىء مسدساٌ تحت ملابسه ، ولما وصل قرب بكر صدقي أخرج مسدسه وصوبه نحو رأسه وأطلق النار عليه فقتل في الحال ، ثم أقدم على أطلاق النار على قائد القوة الجوية وقتله هو آلآخر ، تم القاء القبض على القاتل وأشبعوه ضرباٌ وفي التحقيق الابتدائي أعترف بأن الذي جاء به لتنفيذ العملية هو الضابط محمود هندي الذي أختفى بعد الحادث ، وقيل أن العقيد فهمي سعيد كان لولب الحركة وأن الضابط محمود خورشيد هو العقل المدبر لتلك العملية ، وفي صباح يوم الخميس 12 آب نقل جثمان بكر صدقي ، ورفيقه إلى بغداد ، حيث تم تشيعه إلى مثواه الأخير تشييعاٌ رسمياٌ كبيراً ، سار في مقدمته الوزراء وكبار الضباط والأعيان والنواب والسفراء اما حكمت سليمان فتم سجنه وحكم بالإعدام ثم خفف الى المؤبد ثم تم العفو عنه والملك غازي تمت تصفيته بحادث السيارة عام 1939 وتم طرد عبد اللطيف نوري ورفاق بكر صدقي واحيلوا لمحاكمات عسكرية او للتقاعد وبذلك نجح الانكليز بتصفية جميع قادة الانقلاب المدعوم من المانيا النازية.




 توقيع : حسن الوائلي











رد مع اقتباس