عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 03-06-2020, 10:45 PM
حسن الوائلي متواجد حالياً
 
 عضويتي » 68
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » اليوم (04:04 AM)
آبدآعاتي » 1,632,261[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » القراءة وكتابة الخواطر
موطني » دولتي الحبيبه Iraq
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
تقوى المرأة المسلمة لله



من صفات المرأة المسلمة: تقوى الله -عز وجل-، القرب من الله -سبحانه وتعالى-، العبادات التي على المرأة أن تؤديها.
وكثير من النساء يحصل عندهن تضايق من فترة الحيض والنفاس، وتشعر المرأة بأنها قد انقطعت عن عبادات عظيمة، لا تستطيع أن تصلي، ولا تستطيع أن تصوم، والذي يكون قريباً من النساء مثل الأب من بناته، أو من الأخ من أخواته، أو الزوج من زوجته، يستطيع أن يتلمس تضايق المرأة عندما تأتيها العادة الشهرية، لماذا تتضايق؟
تتضايق لأنها انقطعت عن عبادات تريد أن تؤديها قد منعها من القيام بها هذا الحيض، أو هذا النفاس الذي أتاها، ولذلك النفسيات الحساسة في النساء تجدها عندما تكون في فترة الطهر تشتد في العبادة، وتكثر من قراءة القرآن، وتكثر من صلاة النوافل، وتجتهد في قضاء ما عليها من أيام الصيام الماضية، وصيام أيام أخرى نافلة حتى تستغل الوقت، حتى إذا جاءت أيام العادة فإنها تكون قد وضعت عندها رصيداً، قد صار عندها رصيد من الأعمال الصالحة التي لا تستطيع أن تؤديها في فترة الحيض والنفاس.
هذه الإحساسات مهمة عند المرأة أن تكون بهذا الشكل، لا أن تضيع الأوقات التي تستطيع فيها الصلاة والأوقات التي لا تستطيع فيها الصلاة، والحمد لله أن ذكر الله -عز وجل- يكون على كل حال.
التقوى هذه مهمة في أشياء كثيرة، مهمة في معرفة حقوق الزوج، مهمة في تربية الأولاد، مهمة في الإخلاص في العمل، مهمة في الرجوع إلى الحق.
تقوى الله -عز وجل- صفة مهمة عند المرأة، خصلة مطلوبة عند المرأة، هيئة راسخة لا بد أن تكون في نفسها، عن عائشة -رضي الله عنها-: أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير، فلما رآها رسول الله ﷺ قام على الباب ولم يدخل، فعرفت في وجهه الكراهية، فقالت عائشة: يا رسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله، فماذا أذنبت؟
لاحظ حساسية المرأة المسلمة عندما تحس أن هناك خطأ قد حصل، أن هناك أمر مريب قد صار، فهي تبادر مباشرة إلى التغيير: "يا رسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله، فماذا أذنبت؟" فتسأل مباشرة: ماذا أذنبت؟ فقال رسول الله ﷺ: ما بال هذه النمرقة؟ فقالت: اشتريتها لك تقعد عليها وتوسدها [رواه البخاري: 2105، ومسلم: 2107] تتوسد تقعد عليها ترتاح، اشتريتها لراحتك.
لاحظ الآن المرأة عندما تشتري شيئاً لزوجها ليرتاح الزوج، هذه الدرجة عالية.
العادة أن الرجال يشترون للنساء أشياء توفر أسباب الراحة لهن، لكن أن المرأة في بعض الأحيان تشتري أغراضاً لزوجها لكي تريحه، ما هو كل النساء يفعلون هذا، قد يكون عند المرأة مال، وقد تنزل إلى السوق في بعض حاجياتها، فيكون من الإحساس الطيب أن تشتري لزوجها في طريقها لذلك السوق وفي أثناء تجوالها شيئاً يفيده، يحتاج شيء.
هذا من الأشياء التي تقرب بين الزوج وزوجته.
هناك الآن علاقات كثيرة متفككة بين الرجال والنساء، مثل هذه التصرفات هدية الزوجة لزوجها، وأن تشتري له حاجة تريحه في البيت، "اشتريتها لك تقعد عليها وتوسدها"، فقال رسول الله ﷺ: إن أصحاب هذه الصورة يعذبون، يقال لهم: أحيوا ما خلقتم ، ثم قال: إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة [رواه البخاري: 2105، ومسلم: 2107].
حرص الرجل على إخراج المنكرات من بيته، هذا الحرص المفتقد في كثير من البيوت اليوم، الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقف على الباب ما دخل، ما رضي أن يدخل حتى يزول المنكر من البيت، هذه المفاصلة المبنية على سلامة العقيدة، على عمق العقيدة في النفس، ما أدخل حتى تزيل المنكر.
ولما دخل بعض الرجال لأول مرة قالوا: ندخل ونزيله تدريجياً، ورفضوا المفاصلة من البداية رضوا بالمنكر غصباً عنهم، ما دخل الرسول -صلى الله عليه وسلم- البيت، ما رضي أن يدخل، قال: أزيلي هذا.
والمرأة المسلمة الطائعة التي تعرف حق الله تبادر إلى إزالة المنكر فوراً من البيت.
الآن منكرات كثيرة في البيوت، المرأة تتفرج عليها، وتستمتع بها، وتتلهى بها، ولو أراد زوجها أن يزيلها لقلبت حياة زوجها شقاءً ونكداً؛ لأنها تريد هذه المنكرات في البيت، تقول: أنت تطلع وتجي وتدخل، تزور فلاناً، تروح عزائم وولائم، أنا بماذا أتسلى؟ اجعل لي هذه الأفلام الموجودة في المنزل؟ اشتر لي مجلات أضعها في البيت؟
هذه ليست أبداً من أخلاقيات المرأة المسلمة.
"فأخذته" عائشة "فجعلته مرفقين فكان يرتفق بهما في البيت"[رواه مسلم: 2107].
وأيضاً المرأة المسلمة تسارع إلى جعل الأشياء المحرمة أشياء مفيدة، تحاول أن تستفيد من الشيء قدر الإمكان في ظل حدود المباح، أخذت هذه النمرقة فمزقتها، قطعتها وعملت منها مرفقا يرتفق به، يستفاد منه.
حسن التصرف داخل البيت من الأمور المهمة في المرأة المسلمة.
هذا الورع والتقوى أيضاً مهم جداً في أشياء جوانب أخرى منها مثلاً: مواجهة قضية الغيرة التي تحدث بين النساء، لو أن رجلاً تزوج بأكثر من واحدة، فإن الغالب أن يكون بين زوجاته أو زوجتيه فصام نكد، وخصام طويل، واتهامات متبادلة، وكلام من كل منهما في عرض الأخرى، ومحاولة جذب الرجل إلى جانبها، وإبعاد الزوج عن الزوجة الأخرى، كل واحدة تفعل هذا الفعل، عندما يكون هناك تقوى لله -عز وجل- هذه التصرفات تختفي أو تخف جداً، ولذلك أسماء -رضي الله عنها- قالت في حديث في الصحيح: جاءت امرأة إلى النبي ﷺ فقالت: "إن لي ضرة، فهل علي جناح أن أتشبع من مال زوجي بما لم يعطني؟" قالت: يا رسول الله أنا لي ضرة، هل يجوز أن أقول للزوجة الأخرى أقول أمامها: زوجي اشترى لي، وزوجي أعطاني، وزوجي أهداني، وزوجي وهبني، وكذب ما حصل، فقط أتفاخر بها يعني؟ هذا شيء بين النساء يقع، الزوجة الأولى تقول للزوجة الثانية: زوجي يعاملني غيرك، أنتِ ما عندكِ، أنا أعطاني وأهداني، وسوى لي، بالكذب، ويمكن ما أعطاها ولا أهداها، فتقول المرأة الآن الضرة للرسول ﷺ: ما حكم هذا العمل؟ فقال رسول الله ﷺ: المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور حديث صحيح [رواه البخاري: 5219، ومسلم: 2130].
المتشبع بما لم يعط يعني لو أن إنساناً تباهى أو تفاخر أو تظاهر أمام الناس بأشياء ليست فيه وليست عنده، ولا يملكها، ولا حصلت له، فإنه عند الله كلابس ثوبي زور، وليس ثوباً واحداً.
ما الذي دفع المرأة هذه لسؤال الرسول ﷺ؟
دفعها إلى سؤال الرسول ﷺ: التقوى، لو ما عندها تقوى كانت تباهت من زمان وتفاخرت، لكنها جاءت إلى الرسول ﷺ لتسأل تقول: ما هو الحكم؟ ما هو الحكم في هذا الأمر الذي يقع كثيراً في أوساط النساء؟
التقوى هذه مهمة في عدم تبذير مال الزوج، أو عدم أكل المال الحرام، أو عدم السرقة من أموال الزوج، وعدم أكل حقوق الآخرين، ذكر ابن الجوزي -رحمه الله-: أن امرأة من الصالحات كانت تعجن عجيناً، فبلغها وهي تعجن موت زوجها، فرفعت يدها عنه، وقالت: هذا طعام قد صار لنا فيه شركاء [صفة الصفوة: 2/532].
الآن هي تعجن لتأكل هي وزوجها، لما مات الزوج وهي تعجن، قالت: الآن هذا العجين دخل في الميراث، يمكن يطلع فيه للورثة حق.
فإذاً، هذه الحساسية الناتجة عن التقوى التي تجعل المرأة تفكر في أشياء دقيقة من الأمور عن الحل والحرمة، وعن الشبهة، ناتجة عن واعظ الله في قلبها، كلما قوي واعظ الله كلما ابتعدت عن الحرام كلما كانت أخشى لله -عز وجل-.
تقوى الله -عز وجل- يدفع المرأة المسلمة إلى الاجتهاد في العبادة.
والاجتهاد في العبادة كان من ديدن نساء الصحابة -رضوان الله عليهن-، ولقد كانت إحدى أمهات المؤمنين تقف الساعات الطويلة في قيام الليل.
وكانت زينب -رضي الله عنها- تجلس الساعات الطويلة بعد صلاة الفجر تذكر الله -عز وجل-.
وحال النساء المسلمات الأوائل في عبادة الله -عز وجل- أمر مشهود، لا يخفى على من كان له اطلاع على حال الأولين.
وعن زينب امرأة عبد الله بن مسعود -رضي الله عنهما- قالت قال رسول الله ﷺ: تصدقن يا معشر النساء ولو من حليكن ، قالت: فرجعت إلى عبد الله، فقلت: من هو عبد الله؟ عبد الله بن مسعود، ما علاقته بالمرأة التي تتحدث؟ زوجته.
عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود -رضي الله عنهما- قالت: قال رسول الله ﷺ: تصدقن يا معشر النساء ولو من حليكن ، قال: فقالت: فرجعت إلى عبد الله، فقلت: إنك رجل خفيف ذات اليد، وإن رسول الله ﷺ قد أمرنا بالصدقة، فأته فاسأله، فإن كان ذلك يجزئ عني وإلا صرفتها إلى غيركم، قالت: فقال لي عبد الله زوجها: بل ائتيه أنت، أنت اسأليه، أنا أحرج اسأل وأقول يجوز زوجتي تتصدق علي وإلا لا؟ قالت: فانطلقت فإذا امرأة من الأنصار بباب رسول الله ﷺ حاجتي حاجتها، قالت: وكان رسول اللهﷺ قد ألقيت عليه المهابة، قالت: فخرج علينا بلال، فقلنا له: ائت رسول الله ﷺ فأخبره إن امرأتين بالباب تسألانك أتجزئ الصدقة عنهما إلى أزواجهما وعلى أيتام في حجورهما، ولا تخبره من نحن؟ إخفاء الأمر، إخفاء العمل، الإخلاص، قالت: فدخل بلال على رسول الله ﷺ فسأله، فقال رسول الله ﷺ: من هما؟ فقال: امرأة من الأنصار وزينب، يعني كلام غير معين، والرسول ﷺ يحتاج يعرف ما هو الواقع، المفتي لا بد أن يعرف حال المسألة التي سئل عنها حتى يفتي فيها، فقال رسول الله ﷺ: أي الزيانب؟ أي واحدة من الزيانب، فبلال لم يجد مناصاً، فقال: امرأة عبد الله بن مسعود، فقال له رسول الله ﷺ: لها أجران: أجر القرابة، وأجر الصدقة [رواه البخاري: 1466، ومسلم: 1000].
الآن المرأة قد تكون موظفة في بعض الأحيان، أو قد يكون عندها مال من إرث ورثته، وقد يكون زوجها خفيف ذات اليد، بعض النساء تقول: أتبرع إلى أفريقيا، وأتبرع إلى كذا، وزوجي لا داعي أتبرع له، زوجي هو أصلاً مكلف بالنفقة علي، أنا أتبرع له؟ فقد تغفل بعض النساء عن هذا الأمر، والزوج محتاج، أو مثلاً عنده ما يكفيه لكن مثلاً يحتاج سيارة يتنقل بها، ما عنده سيارة، والسيارة ضرورية مثلاً في المجتمع هذا.
فإذاً، يمكن أن تعطيه من عندها مالاً ولها أجران: أجر الصدقة، وأجر أنه زوج، أنه أقرب الناس إليها، من هو أقرب المخلوقين إلى الزوجة؟ زوجها، أقرب إليها من أبيها وأمها، ولذلك طاعة الزوج مقدمة على طاعة الأم والأب، على طاعة والدة الزوج ووالدتها.




 توقيع : حسن الوائلي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس