عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-06-2020, 10:23 PM
حسن الوائلي متواجد حالياً
 
 عضويتي » 68
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » يوم أمس (08:21 PM)
آبدآعاتي » 1,625,489[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » القراءة وكتابة الخواطر
موطني » دولتي الحبيبه Iraq
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
طبيب الحضارات " نيتشه "



طبيب الحضارات " نيتشه "..!!
كان التاريخ منذ بداية الفلسفة يحتل مكانة هامشية.. كان التاريخ غير مرغوب فيه لأنه كان يحيل الإنسان إلى " الذاكرة " بدل إعمال العقل والتفكير في المجردات لأنها المسعى الأول الذي يهدف إليه الفيلسوف ...وبهذا فالتاريخ لا يمكن أن يكون الطريق المؤدي إلى الحقيقة..
لهذا اعتبره " افلاطون "من قبيل" الرأي "..ويتفق معه " أرسطو" حول مكانة التاريخ... ولكن " ديكارت " الذي يعتقد أنه لا يقين إلا في العقل وأنه لا حقيقة إلا في الهندسة إذ إن الحواس كثيرا ما توقعنا في شرك الخطأ ولذلك كان الموقف الديكارتي أكثر صرامة تجاه التاريخ .
تبنى" بيكون " التاريخ وصنفه ضمن علم " الذاكرة " وهذا ما مهد لظهور أول مفهوم في هذا المجال وهو: " فلسفة التاريخ ".
مع" كانط" و " هيجل " و" ماركس " صار هذا العصر "عصر حمى التاريخ " الذي فيه تطابق العقل مع الواقع .. تلك هي النهاية الأخيرة التي بلغها العقل البشري إذ أصبحت نهاية التاريخ نتيجة منطقية نظرا إلى تطابق العقل مع الواقع....
إن " التاريخ الهيجلي" الذي كان يشكل أسمى نقطة وصل إليها البحث في مجال فلسفة التاريخ هو الطابع الديني ممثلا بالمسيحية هذا الطابع الديني الذي يكون " الله " فيه هو الضامن الأعلى لوجود كل ما هو موجود وهو المحرك الأول لنظام الكون وسير الأحداث.
كان يبدو ان التاريخ محكوم بإرادة عليا خارجية عن نطاق الإنسان متعالية " متسامية " وهذا ما سماه " نيتشه " بـ " الانحطاط " أو " تاريخ الهروب "...
فالحقيقة التاريخية كانت قائمة على فكرة أن " لله " هو الحقيقة والحقيقة هي إلهية مما يدفع إلى القول إن " الله " عقل والعقل يتعقل الأشياء.. وهذا العقل هو الذي يضع مخطط التاريخ..
أن " نيتشه " اتجه إلى نفي الإرادة الإلهية وإبعادها عن التأثير في مسار التاريخ ..
فما هو المعنى الذي يأخذه التاريخ في الفهم النيتشوي...؟ وبأي اليات يبرر موقفه بعدما الغى كل الفرضيات من افلاطون و ارسطو وانتهاء بكانط و هيجل...؟
يوضح " نيتشه " أنه إذا كان :
السؤال الأفلاطوني يتمثل في : ما هي الحقيقة...؟
والسؤال الديكارتي يتمثل في : ما الذي يكون الأساس اليقيني للتفكير والوجود..؟ والسؤال الكانطي يتمثل في : كيف يمكن للذات أن تعرف في حدود التجربة الحقيقية معرفة متعالية..؟
والسؤال الهيجلي يتمثل في : كيف تتجلى الحقيقة المطلقة ويتحقق المطلق في التاريخ..؟
فأن " نيتشه " يحمل بيده " المطرقة " ويقوم بضرب الميتافيزيقا منذ أن تأسست في نظرتها للوجود والمعرفة والمنطق والتاريخ.. !!
"نيتشه "لا يتساءل مثلا عن:
ما هو الحق..؟
ما هو الخير..؟
ما هو العدل..؟ ...لماذا...؟..لانها كلها أسئلة ميتافيزيقية لا جدوى من الخوض فيها...
سؤال " نيتشه " ليس سؤال ميتافيزيقا ...
سؤال عمن..؟
ولا سؤال عمن هو الصادق أو الطيب..؟
بل عمن يضع جمال الأشياء وحقيقتها..؟
وعليه ليس على " الجينيالوجي " (اي الذي يبحث عن اصول التاريخ والاشياء)أن يكون فيلسوف و حكيم وعالم بل عليه أن يكون طبيب للحضارة فزيولوجيا ونفسانيا.. فنه التشخيص ومنهجيته " الجينيالوجيا"
إن " الجينيالوجي" يمسرح الأفكار.. إنه يحرر القوى.. بالتالي فإن " الجينيالوجيا " هي المسار التاريخي لنشوء المفاهيم والكشف عن النوازع الأخلاقية والحيوية لهذه المفاهيم .. إنها الأصل أو الميلاد_العودة إلى بداية التاريخ .
يبرر"نيتشه " نفيه لفرضية الإله في الفلسفات السابقة ليعوض بها الإنسان الأعلى كمرحلة لاكتمال إرادة القوة.. هذا الإنسان الأعلى الذي يبحث عن استمراره والذي لا يجده سوى في تحقيق إرادة القوة .. هذه الإرادة هي التي تنتج " العودة الأبدية " التي لن ينالها الا الإنسان المتفوق...يقول زرادشت : "لقد أتيتكم بنبأ الإنسان المتفوق إنه من الأرض كالمعنى من المبنى ..فلتتجه إرادتكم إلى جعل الإنسان المتفوق معنى لهذه الأرض وروحا لها ".
يتضح البعد المستقبلي في حديث زرادشت إذ إنه يعبر عن رجوعه من سفر بعيد هو سفر من المستقبل إلى الزمن الراهن الزمن الذي يسعى إلى التقدم والبحث عن زمن الإنسان المتفوق ..الذي هو وحده زمن إرادة القوة التي لا معنى للتاريخ بدونها سواء في الماضي او في الحاضر او في المستقبل لأن كل شيء سيعود...
حتى ان معظم مؤلفات " نيتشه " لم تكتب لعصره..!!..بل للزمن القادم مثل كتاب "ما وراء الخير والشر" الذي وضع له عنوانا فرعي هو " تمهيد لفلسفة للمستقبل " ..وكتاب " هكذا تكلم زرادشت " يتحدث فيه عن الانسان الاعلى الذي لن يتحقق الا مستقبلا..!!
طبيب الحضارات " نيتشه "..!!
كان التاريخ منذ بداية الفلسفة يحتل مكانة هامشية.. كان التاريخ غير مرغوب فيه لأنه كان يحيل الإنسان إلى " الذاكرة " بدل إعمال العقل والتفكير في المجردات لأنها المسعى الأول الذي يهدف إليه الفيلسوف ...وبهذا فالتاريخ لا يمكن أن يكون الطريق المؤدي إلى الحقيقة..
لهذا اعتبره " افلاطون "من قبيل" الرأي "..ويتفق معه " أرسطو" حول مكانة التاريخ... ولكن " ديكارت " الذي يعتقد أنه لا يقين إلا في العقل وأنه لا حقيقة إلا في الهندسة إذ إن الحواس كثيرا ما توقعنا في شرك الخطأ ولذلك كان الموقف الديكارتي أكثر صرامة تجاه التاريخ .
تبنى" بيكون " التاريخ وصنفه ضمن علم " الذاكرة " وهذا ما مهد لظهور أول مفهوم في هذا المجال وهو: " فلسفة التاريخ ".
مع" كانط" و " هيجل " و" ماركس " صار هذا العصر "عصر حمى التاريخ " الذي فيه تطابق العقل مع الواقع .. تلك هي النهاية الأخيرة التي بلغها العقل البشري إذ أصبحت نهاية التاريخ نتيجة منطقية نظرا إلى تطابق العقل مع الواقع....
إن " التاريخ الهيجلي" الذي كان يشكل أسمى نقطة وصل إليها البحث في مجال فلسفة التاريخ هو الطابع الديني ممثلا بالمسيحية هذا الطابع الديني الذي يكون " الله " فيه هو الضامن الأعلى لوجود كل ما هو موجود وهو المحرك الأول لنظام الكون وسير الأحداث.
كان يبدو ان التاريخ محكوم بإرادة عليا خارجية عن نطاق الإنسان متعالية " متسامية " وهذا ما سماه " نيتشه " بـ " الانحطاط " أو " تاريخ الهروب "...
فالحقيقة التاريخية كانت قائمة على فكرة أن " لله " هو الحقيقة والحقيقة هي إلهية مما يدفع إلى القول إن " الله " عقل والعقل يتعقل الأشياء.. وهذا العقل هو الذي يضع مخطط التاريخ..
أن " نيتشه " اتجه إلى نفي الإرادة الإلهية وإبعادها عن التأثير في مسار التاريخ ..
فما هو المعنى الذي يأخذه التاريخ في الفهم النيتشوي...؟ وبأي اليات يبرر موقفه بعدما الغى كل الفرضيات من افلاطون و ارسطو وانتهاء بكانط و هيجل...؟
يوضح " نيتشه " أنه إذا كان :
السؤال الأفلاطوني يتمثل في : ما هي الحقيقة...؟
والسؤال الديكارتي يتمثل في : ما الذي يكون الأساس اليقيني للتفكير والوجود..؟ والسؤال الكانطي يتمثل في : كيف يمكن للذات أن تعرف في حدود التجربة الحقيقية معرفة متعالية..؟
والسؤال الهيجلي يتمثل في : كيف تتجلى الحقيقة المطلقة ويتحقق المطلق في التاريخ..؟
فأن " نيتشه " يحمل بيده " المطرقة " ويقوم بضرب الميتافيزيقا منذ أن تأسست في نظرتها للوجود والمعرفة والمنطق والتاريخ.. !!
"نيتشه "لا يتساءل مثلا عن:
ما هو الحق..؟
ما هو الخير..؟
ما هو العدل..؟ ...لماذا...؟..لانها كلها أسئلة ميتافيزيقية لا جدوى من الخوض فيها...
سؤال " نيتشه " ليس سؤال ميتافيزيقا ...
سؤال عمن..؟
ولا سؤال عمن هو الصادق أو الطيب..؟
بل عمن يضع جمال الأشياء وحقيقتها..؟
وعليه ليس على " الجينيالوجي " (اي الذي يبحث عن اصول التاريخ والاشياء)أن يكون فيلسوف و حكيم وعالم بل عليه أن يكون طبيب للحضارة فزيولوجيا ونفسانيا.. فنه التشخيص ومنهجيته " الجينيالوجيا"
إن " الجينيالوجي" يمسرح الأفكار.. إنه يحرر القوى.. بالتالي فإن " الجينيالوجيا " هي المسار التاريخي لنشوء المفاهيم والكشف عن النوازع الأخلاقية والحيوية لهذه المفاهيم .. إنها الأصل أو الميلاد_العودة إلى بداية التاريخ .
يبرر"نيتشه " نفيه لفرضية الإله في الفلسفات السابقة ليعوض بها الإنسان الأعلى كمرحلة لاكتمال إرادة القوة.. هذا الإنسان الأعلى الذي يبحث عن استمراره والذي لا يجده سوى في تحقيق إرادة القوة .. هذه الإرادة هي التي تنتج " العودة الأبدية " التي لن ينالها الا الإنسان المتفوق...يقول زرادشت : "لقد أتيتكم بنبأ الإنسان المتفوق إنه من الأرض كالمعنى من المبنى ..فلتتجه إرادتكم إلى جعل الإنسان المتفوق معنى لهذه الأرض وروحا لها ".
يتضح البعد المستقبلي في حديث زرادشت إذ إنه يعبر عن رجوعه من سفر بعيد هو سفر من المستقبل إلى الزمن الراهن الزمن الذي يسعى إلى التقدم والبحث عن زمن الإنسان المتفوق ..الذي هو وحده زمن إرادة القوة التي لا معنى للتاريخ بدونها سواء في الماضي او في الحاضر او في المستقبل لأن كل شيء سيعود...
حتى ان معظم مؤلفات " نيتشه " لم تكتب لعصره..!!..بل للزمن القادم مثل كتاب "ما وراء الخير والشر" الذي وضع له عنوانا فرعي هو " تمهيد لفلسفة للمستقبل " ..وكتاب " هكذا تكلم زرادشت " يتحدث فيه عن الانسان الاعلى الذي لن يتحقق الا مستقبلا..!!




 توقيع : حسن الوائلي











رد مع اقتباس