عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 06-06-2020, 06:16 PM
حسن الوائلي متواجد حالياً
 
 عضويتي » 68
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » اليوم (04:06 PM)
آبدآعاتي » 1,686,752[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » القراءة وكتابة الخواطر
موطني » دولتي الحبيبه Iraq
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
محبة الناس اليك من نعم الله عليك



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبن ادم منذ مراحل حياته الاولى ينجذب للناس بحكم تلك الفطرة التي خلقه الله فيها وهي التألف مع الاخرين يحبهم ويحبونه فالانسان في طبيعته كائن اجتماعي لايمكن ان تستمر تفاصيل حياتك بدون وجود من تتألف معهم تحاورهم تناقشهم تحتاج الى مشورتهم ومعونتهم وهم بالمثل في الاحتياج اليك وتلك المنزلة في نفوس الناس لايبلغها اي شخص الا بعد ان يظهر تلك الطباع والسلوكيات والافعال التي تأصلت في نفسه منذ نعومة اظفاره لترى حب الناس وانجذابهم اليه او على العكس نفورهم منه وابتعادهم بما يصدر عنه حب الناس الينا من اعظم نعم الله على عباده ان يحبك الاخرين يفتقدون وجودك يسألون عنك يسارعون لاغاثتك ونجدتك ومعونتك في السراء والضراء فتلك نعمة لايختص الله عبدا فيها الا ذو حظ عظيم فهذه المكانة في القلوب هي الكنز الحقيقي والفوز للانسان في حياته الدنيوية وحتى بعد رحيله تجد له ذلك الحب مستمرا بالذكر الطيب والافتقاد عند صغير الناس قبل كبيرهم واذا احب الله عبدا قذف حبه في قلوب الاخرين وحببه اليهم ويتجلى لنا هذا بوضوح في الحديث النبوي الشريف للرسول الاكرم ( ص ) فيما اورده البخاري عن ابي هريرة ( رض ) حيث يقول فيه عن النبي ﷺ قال: إن الله تعالى إذا أحب عبدا دعا جبريل، فقال: إني أحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء، فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه. فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، ثم توضع له البغضاء في الأرض .
ان الانسان هو من يصنع تلك المكانة في حب من حوله اليه وهو من يزيلها ليستبدلها بالنفور والابتعاد وذلك بتصرفاته فهو مجموعة من التصرفات والافعال ايجابية او سلبية تتحكم في وجوده عبر العقل الذي انعم الله سبحانه وتعالى عليه البعض يصر على بغضاء الناس على عداوتهم على اضمار الحقد والكره حتى يتشبع قلبه بالسواد فلا تجد مقدار خرم ابرة في نفسه لعمل الخير او محبة الاخرين ومساعدتهم وهذا ممن يطبع على قلبه الكره ليعيش العمر حسرات مذموما من ابتعاد المجتمع عنه اما من يحب الخير للاخرين يسارع اليهم تجده من اكثر الناس محبة في القلوب مهما تكن ثقافته ودينه وافكاره لكن فعل الخير والانسانية تاخذ في شخصيته المقام الاول والاولوية فترى حب الناس اليه فالبشر بيده ان يعتلي قمم الحب والتربع في القلوب عرشا ابديا وفي يده ايضا السقوط نحو هاوية الابتعاد اذن لماذا ونحن من خلقنا الله بطيبة القلب ونظافة الروح نحاول ان نلوثها وان نصبغها بلون اخر غير البياض الكل راحل عن هذه الدنيا وليس لك من حياتك غير محبة الاخرين وبعد الرحيل غير الاثر الطيب عش ماتشاء من الزمن فانك مفارق الاهل والاحباب والدنيا ولكن الجميل فيك ان ترى مكانتك في حياتك وان تتحول تلك المكانة بعد رحيلك الى محبة تزداد بالاستمرار في ذكرك وفيما تركته خلفك من فعل الخير والمحبة في القلوب وهنيئا لابن ادم حين يصل الى هذه المكانة وتلك المنزلة التي تجعله في رضا الله سبحانه ومحبة العباد له كن كريم النفس هادئا متواضعا جميل الخصال تجد محبتك في القلوب تبقى سرمدية .


عازف الليل مونامور .. 6 يونيو
حصريا لمنتديات عبق الياسمين




 توقيع : حسن الوائلي












آخر تعديل hassan Al-waeli يوم 06-06-2020 في 08:44 PM.
رد مع اقتباس
7 أعضاء قالوا شكراً لـ حسن الوائلي على المشاركة المفيدة:
, , , , , ,