عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 30-06-2020, 04:43 PM
reda laby متواجد حالياً
 
 عضويتي » 580
 اشراقتي » Feb 2018
 كنت هنا » اليوم (06:01 PM)
آبدآعاتي » 3,904,562[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » الإطلاع المتنوع الثقافات
موطني » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
عناق المفاجآت » سجل الهدايا رحيق المفاجات
 
مزاجي:
 
إصلاح علاقة العبد بنفسه.// مجموعة النورس







إصلاح علاقة العبد بنفسه.
ويظهر هذا جليا في النقاط التالية:

أ- تعريف العبد حقيقة نفسه:
ومن حكمة الابتلاء بالذنب أن العبد يعرف حقيقة نفسه، وأنها الظالمة،
وأن ما صدر عنها من الشر صدر من أهله، إذا الجهل والظلم منبع الشر كله،
وأن كل ما فيها من خير وعلم وهدى وإنابة وتقوى من الله- عزوجل- هو الذي زكاها،
وإذا لم يشأ تزكية العبد تركه مع دواعي ظلمه وجهله،
لأن الله- عز وجل- هو الذي يزكي من يشاء من النفوس فتزكه وتأتي بأنواع الخير والبر،
وقد كان من دعائه صلّى الله عليه وسلّم:
"اللهم آت نفسي تقواها وزكّها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها".
، فإذا ابتلى الله العبد بالذنب عرف نفسه ونقصها فيجتهد من ثم في كمالها.

ب- خلع رداء الكبر والعظمة:
ومن الحكمة في الابتلاء بالمعاصي أن يخلع العبد صولة الطاعة من قلبه
وينزع عنه رداء الكبر والعظمة الذي لبس له، ويلبس رداء الذل والانكسار،
إذ لو دامت تلك الصولة والعزة في قلبه
لخيف عليه ما هو من أعظم الآفات وأشدها فتكا، ألا وهو العجب.

ج- زوال الحصر والضيق:
ومن الحكمة في ذلك، أنّ العبد يقيم معاذير الخلائق وتتسع رحمته لهم،
ويزول عنه ذلك الحصر والضيق، والانحراف،
ويستريح العصاة من دعائه عليهم وقنوطه منهم وسؤال المولى- عز وجل-
أن يخسف بهم الأرض ويرسل عليهم البلاء ؛
فإنه حينئذ يرى نفسه واحدا منهم، فهو يسأل الله لهم ما يسأله لنفسه،
وإذا دعا لنفسه بالتوبة والمغفرة والعفو أدخلهم معه،
فيرجو لهم فوق ما يرجو لنفسه،
ويخاف على نفسه أكثر مما يخاف عليهم،
ولا ينظر إليهم بعين الاحتقار.

د- تحقق صفة الإنسانية في العبد:
لقد اقتضت الحكمة الإلهية تركيب الشهوة والغضب في الإنسان،
وهاتان القوتان هما بمنزلة صفاته الذاتية وبهما وقعت المحنة والابتلاء،
وهاتان القوتان لا يدعان العبد حتى ينزلانه منازل الأبرار أو يضعانه تحت أقدام الأشرار،
وهكذا فإن كل واحد من القوتين يقتضي أثره من وقوع الذنب والمخالفات والمعاصي،
ولو لم يكن الأمر كذلك لم يكن الإنسان إنسانا بل كان ملكا،
ومن هنا قال المصطفى صلّى الله عليه وسلّم:
"كل بني آدم خطّاء وخير الخطائين التوابون".(الترمذي وأحمد).

هـ- الندم والبكاء:
إذا ابتلي الإنسان بالذنب جعله نصب عينيه، ونسي طاعته وجعل همه كله بذنبه،
ويكون هذا عين الرحمة في حقه، قال بعض السلف في هذا المعنى:
"إن العبد ليعمل الذنب فيدخل به الجنة، ويعمل الحسنة فيدخل بها النار"
قالوا: وكيف ذلك؟ قال: "يعمل الخطيئة فلا تزال نصب عينه،
كلما ذكرها بكى وندم وتاب واستغفر وتضرع وأناب إلى الله- عز وجل-
وذل له وانكسر، وعمل لها أعمالا فتكون سبب الرحمة في حقه،
ويعمل الحسنة فلا تزال نصب عينيه يمن بها ويراها ويعتد بها على ربه- عز وجل-
وعلى الخلق، ويتكبر بها،
ويتعجب من الناس كيف لا يعظمونه ويكرمونه ويجلونه عليها،
فلا تزال هذه الأمور به حتى تقوى عليه آثارها فتدخله النار،
وعلامة السعادة أن تكون حسنات العبد خلف ظهره وسيئاته نصب عينيه،
وعلامة الشقاوة أن يجعل حسناته نصب عينيه وسيئاته خلف ظهره".




.






 توقيع : reda laby

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
مواضيع : reda laby


رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ reda laby على المشاركة المفيدة: