كنا في الماضي ...
نرى مجريات الأمور تدور من حولنا ...
والمعلومات شحيحة وما يصلنا غير كاف ...
وكل مانتناقله بيننا يتم من خلال المتوفر ...
على صفحات الأخبار أو شاشات التلفاز ...
أو بعض من المجلات المتداولة ...
والغريب العجيب إنها شبه متطابقة ...
ونادرا مايشذ البعض ببعض الحقيقة ...
وسرعان ماتتلقفه وسائل المنع ...
لذا كنا كمتابعين قليلي الخبرة ...
غير مؤهلين للبت في أي أمر ...
غير الثرثرة التي تدور بعلم غير معلوم ...
وجهل مطبق وتكهنات لم تصل يوما إلي حقيقة ...
من كثرة التأويلات الغير منطقية والعبثية في كثير من الأحيان ...
ورغم كل ماسبق كنا في توافق ذاتي ...
كوننا لانملك القدرة على التغيير أو إحداث نمط ...
يقربنا من حقيقة مايجري علي المستوى الداخلي والخارجي ...
إلا متابعة مايدور في الإذاعات والتلفزة الأجنبية ...
عسانا نحصل علي مايسد رمق المعرفة وفضولها ...
ومع ذلك كنا في راحة نفسية لم نعرف قيمتها إلا الآن ...
حيث كانت ثرثرتنا وإن خرجت عن الصدور ...
وتعليقاتنا وتهكمنا وأحكامنا وآراؤنا وعاطفتنا ...
وكرهنا وبغضنا ومحبتنا تظل في محيطنا إلا ماندر ...
حتى غزا الأنترنت وإتصالاتة وبرامجه ...
التي جعلت من العالم قرية صغيرة ...
وأصبح عالمنا العربي ...
ساحة لعظماء الفكر المبني على التهويل ...
وعلماء التنوير والتزوير ...
وأساتذة العلم بما في الصدور والكاشفين عن النيات ...
وحاملي لواء الشماتة
في الأحياء والأموات وإثارة الفتن والعصبيات ...
وفقهاء الضمير والتفسير والدنيا والدين ...
ونواب الأخلاق وعمداء الفضائح ...
الباحثين عن الثقوب السوداء في الملاءة البيضاء ...
حملة كاميرات التشهير ...
رحم الله زمان أيام كنا ...
نتدثر بعفة الإيمان ...
ونخوة الرجال ...
فتحي عيسي
وليدة اللحظة
آخر تعديل فتحي عيسي يوم 07-07-2020 في 07:38 PM.