عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 30-07-2020, 12:46 AM
حسن الوائلي متواجد حالياً
 
 عضويتي » 68
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » اليوم (03:10 AM)
آبدآعاتي » 1,668,524[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » القراءة وكتابة الخواطر
موطني » دولتي الحبيبه Iraq
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
فتيات ذلك العصر، وامرأة من أهل الجنة



نلاحظُ في الآونة الأخيرة حِرصَ الفتيات على التَّمسُّك بمظهر يَتَنافَى مع آداب ديننا الحنيف؛ حيثُ يسعَيْن نحو تعرية أجزاء من أجسادهن باسم (الموضة)، والتَّقدُّم، ومواكبة العصر، وإذا صرخت الأمُّ مُعترضة على مظهر ابنتها؛ اتُّهِمَت بالتَّخلف والرجعيَّة، وتواجه الابنة والدتها قائلة بأنَّ هذا العصر يَختلفُ عن العَصْر الذي عاشت فيه الأمُّ، وتصبح النتيجة خلافًا حادًّا بين الأمِّ وابنتها، تتزايدُ فجوته على مرور الأيام إذا ما أصَرَّت الأمُّ على رأيها، والتَّمسُّك بالقيم والأخلاق، وآداب الإسلام التي من المفترض أنَّه لا يوجد عصرٌ يدمرُها أو يلغيها من قاموس الحياة.

والجدير بالذِّكْر نشر هذا الخبر الذي وصلني من أحد الأطباء؛ حيثُ أثبتت البحوث العلميَّة الحديثة أنَّ تبرُّجَ المرأة وعُريها يعدُّ وبالاً عليها؛ حيثُ تشيرُ الإحصائيَّات إلى انتشار مَرَض الميلانوما في الأجزاء العارية من أجساد النِّساء، وجاء في المجلة الطِّبِّيَّة البريطانية:
"إنَّ هذا المَرَضَ الذي كان من أندر أنواع السَّرطانات أصبح الآن في تَزايُد، وإنَّ عدد الإصابات في الفتيات يتضاعفُ حاليًّا، وإنَّ السبب الرَّئيس لشيوعه هو انتشار الأزياء التي تُعرِّض أجسادهن لأشعة الشمس فَتَراتٍ طويلة على مَرِّ السنة، ولُوحِظَ أنَّه يصيب كافة الأجساد بِنِسَب مُتفاوتة، ويظهر أوَّلاً كبُقعة صغيرة سوداء متناهية الصِّغر، وغالبًا في الأجزاء التي تعرَّضت للشَّمس، ثُمَّ يبدأ في الانتشار، فيهاجم العُقَد الليمفاويَّة بأعلى الفخذ، ويغزو الدم، ويستَقِرُّ في الكبد والعظام والأحشاء".

وعلى صعيد آخر، فلْنتأمَّل معًا قِصَّة امرأة كانت تُصرعُ فتَتَكشَّف، وكان يؤذيها تكشُّفُها، واطلاعُ النَّاس على أجزاءٍ من جسدها، فذهبت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طالبةً منه أنْ يدْعُوَ لها بالشِّفاء؛ فقال لها الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إن شِئت صَبَرتِ ولك الجنَّة، وإنْ شئت دعوتُ الله - تعالى - أنْ يعافِيَك))؛ فاختارت الصَّبر مع الصَّرع؛ لتكون من أهْلِ الجنَّة إلاَّ أن ما أهَمَّها هو تكشُّفُها؛ فطلبت منه - عليه الصلاة والسلام - أنْ يدعوَ لها بألاَّ تتكشف؛ فدعا لها، فصارت تُصرعُ فلا يبدو من جسدها شيء لمن حولها.

عن عطاء بن أبي رباح قال: "قال لي ابن عباس: ألا أريك امرأة من أهل الجنَّة؟ قلت: بلى، قال: هذه المرأة السوداء؛ أتت النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقالت: إنِّي أُصرع، وإنِّي أتكشف، فادعُ الله لي بالشفاء، قال: ((إن شئت صَبَرت ولك الجنَّة، وإن شئت دعوتُ الله - تعالى - أنْ يعافِيَك))؛ فقالت: أصبر، فقالت: إنِّي أتكشف فادعُ الله ألاَّ أتكشف فدعا لها"؛ أخرجه البخاري.

تأمَّلي معي - أيَّتُها الأخت والابنة - أين أنت من هذه المرأة الصَّالحة التي كانت تشتاق إلى الستر، وتكره العُرْي ولو كان رغمًا عنها؟ فما بالُكُنَّ بمن تسعى بإرادتها واختيارها لأَنْ تكشف أجزاءً من جسدها باسم (الموضة) والتَّحَضُّر والمدنيَّة والرقي.

إنَّ الحضارة والرُّقي في التَّمسُّك بالقيم الرُّوحية والآداب التي تحفظُ حياءنا ووقارنا، ولَيْست في التقليد الأعمى لشُعُوبٍ اختلفت عنَّا قيمًا وأخلاقًا ومنهجًا في الحياة؛ فالفتاة التي تخرج عن حَدِّ القصد فيما تلبس؛ فتكشف عمَّا ينبغي أن تستره، سواء بالوصف أو بالشَّفِّ - إنَّما تثير من حولها، بَدَلاً من أن تشيع حَوْلَها الحياءَ والاحترام، ولو أنَّها كانت قويَّة الشخصية، قوية الإيمان، لاختارت أن تكون امرأة من أهل الجنَّة، وليست أُلعوبة في أيدي مُصَمِّمي الأزياء وتُجَّار الفتنة، الذين يقودونها إلى غَضَبِ الله وفتح أبواب جهنَّم.

يا فتيات هذا العصر:
اتَّقينَ الله في مظهركن، وإذا كُنْتُنَّ تعتقدن أنَّ ذلك ما يجذب الرَّجل ويفتح أبواب الزَّواج؛ فهذا خطأ ووَهْم؛ فلن يرضى الرجل الذي يسعى إلى الاستقرار أن يرتبط إلاَّ بمن تعرف ربَّها ودينها؛ فتعرف حُقوقَ الزَّوج، وتربِّي أبناءه على غرس القِيَم الرُّوحية والأخلاق الإسلامية؛ فتحظى هي وأسرتها ببركة الرضا فتصبح امرأة من أهل الجنة.




 توقيع : حسن الوائلي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ حسن الوائلي على المشاركة المفيدة: