الموضوع: الأحنف بن قيس
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 11-09-2020, 12:30 AM
حسن الوائلي متواجد حالياً
 
 عضويتي » 68
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » يوم أمس (07:18 PM)
آبدآعاتي » 1,676,278[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » القراءة وكتابة الخواطر
موطني » دولتي الحبيبه Iraq
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
الأحنف بن قيس



اسمه ولقبه:-

هو: أبو معاوية الأحنف بن قيس بن معاوية بن حصين بن عباده بن حفص بن عبادة بن النزال بن مرة السعدي المنقري التميمي، أبو بحر البصري.
هو سيد تميم وأحد العظماء الدهاة، الفصحاء، الشجعان، الفاتحين، أحد أشرف العرب وحلمائها بالبصرة، والأحنف باتفاق أكثر المؤرخين، لقب له، وإنما اسمه الضحاك، وقيل: صخر.
صفته:-

وكان أعور، أحنف الرجلين ذميماً قصيراً كوسجاً أدرك الجاهلية ثم أسلم، وكان يُسرِج المصباح، ويصلي كل الليل ويبكي حتى الصباح، وكان يضع أصبعه في المصباح ويقول: حس يا أحنف ما حملك على كذا؟ ما حملك على كذا.
قال سلمان بن أبي شيخ: كان أحنف الرجلين جميعاً، ولم يكن له إلا بيضة واحدهن واسمه صخر بن قيس أحد بني سعد، وأمه باهلية، فكانت ترقصه وتقول:
والله لا حنف برجلــه ..
وقلة أخافها من نشلــه ..
ما كان من فتيانكم من مثلــه
إسلام الأحنف:-

أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، وجاء في حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا له، كان سيداً مطاعاً مؤمناً، عليم اللسان، وكان يضرب بحلمه المثل، وله أخبار سارت بها الركبان، قال عنه عمر رضي الله عنه: “هو مؤمنٌ عليم اللسان”.
كان الأحنف بن قيس صديقاً لمصعب بن الزبير (أمير العراق) فوفد عليه بالكوفة، فتولى فيها وهو عنده أخبار الأحنف كثيرة جداً وخطبه وكلماته متفرقة في كتب التاريخ والآداب والبلدان.
حبس عمر بن الخطاب له:-

قال الأحنف: حبسني عمر (رضي الله عنه) عنده سنة، يأتيني في كل يوم وليلة، ثم دعاني فقال: يا أحنف هل تدري لم حبستك عندي؟ قلت: لا يا أمير المؤمنين، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حذر من كل منافق عليم، فخشيت أن تكون منهم، أحمد الله يا أحنف.
الأحنف وعمرو بن الأهتم:-

وَفَدَ الأحنف وعمرو بن الأهتم على عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه، فأراد أن يفصِل بينهما في الرِّياسة، فلمَّا اجتَمَعَت بنو تميم، قال الأحنف:
ثوَى قدَحٌ عنْ قومِه طالما ثوَى ..
فلمَّــــــــــا أتاهُمْ قالَ قُومُوا تَنــــاجَزوُا
فقال عمرو بن الأهتم: إنَّا كُنَّا وأنتم في دار جاهليَّة فكان الفضل فيها لِمَن جَهِل، فسَفَكْنا دماءكم، وسَبينا نساءَكُم، وإنَّا اليوم في دار الإسلام، والفضلُ فيها لِمَن حَلِم؛ فَغَفَرَ اللهُ لنا وَلَك.
فَغَلَب يومئذٍ عمرو بن الأهتم على الأحنف، ووقَعَت القُرعة لآل الأهتم فقال عمرو:
لمَّـــا دعَتْنـي للرِّيــاسَـــة مِنْقــــرٌ .. لـدَى مَجْلسٍ أضْحَى بهِ النَّجمُ بادِيـا
شَدَدْتُ لهَا أَزْري وقد كُنْـتُ قبْلهــا .. لأمثالِهــا ممَّـــا أَشُدُّ إِزَارِيـا
حلم الأحنف ومنزلته الاجتماعية:-

كان زياد بن أبيه يقرِّب الأحنف بن قيس به ويدنيه، فلما مات زياد وولى ابنه عبيد الله لم يرفع به رأساً، فتأخرت عنده منزلته، فلما وفد برؤساء أهل العراق على معاوية، أدخلهم عليه على مراتبهم عنده، فكان الأحنف آخر من أدخله عليه، فلما رآه معاوية أجله وأعظمه وأدناه وأكرمه، وأجلسه معه على الفراش، ثم أقبل عليه يحادثه دونهم، ثم شرع الحاضرون في الثناء على ابن زياد والأحنف ساكت.
فقال له معاوية: مالك لا تتكلَّم؟ قال الأحنف: أن تكلمت خالفتهم، فقال معاوية: أشهدتهم أني قد عزلته عن العراق، ثم قال لهم: أنظروا لكم نائباً، وأجلهم ثلاثة أيام، فاختلفوا بينهم اختلافاً كثيراً، ولم يذكر أحداً منهم بعد ثلاثة أيام، فتأخروا في ذلك الكلام وكثر اللغط (أي الصراخ) وارتفعت الأصوات والأحنف ساكت فقال له معاوية: تكلم: فقال له: إن كنت تولي فيها أحداً من أهل بيتك، فليس فيهم من أعلم بقرابتك، فرده معاوية إلى الولاية، ثم قال معاوية لعبيد بكلام بينه وبينه: كيف جهلت مثل الأحنف؟ أنه هو الذي عزلك وولاك وهو ساكتٌ فعظمت منزلته (الأحنف) بعد ذلك عند ابن زياد جداً وهو الذي صالح أهل بلخ على أربعمائة ألف دينار كل سنة، وله وقائع مشهودة ومشهورة.
حلمه ونباهته وبلاغته:-

كان الأحنف ذا حلم ودهاء، حتى ضرب به المثل في الحلم، وقيل عنه : إنه هو أحد العلماء الدهاة،
العظماء الشجعان الفاتحين، وأحد أشراف العرب وحلمائها بالبصرة، يضرب به المثل في الحلم وسؤدده،
الأمير الكبير، العالم النبيل، وكان سيداً شريفاً، مطاعاً مؤمناً، عليم اللسان وله أخبار في حلمه سارت به
الركبان.

قيل له: مِمن تعلَّمت الحِلم؟، قال: من قيس بن عاصِم المِنقري، رأيته قاعداً بِفِناء داره، مُجتَبِياً بحمائل
سيفه يُحدِّث قومه، حتى أُتِيَ برجلٍ مكتوفٍ ورجلٍ مقتول؛ فقيل له: هذا ابن أخيكَ قَتَل ابنَك، فواللهِ ما حَلَّ
حَبْوَتَه ولا قَطَعَ كلامَه.

ثمَّ التَفَتَ إلى ابن أخيه وقال له: يا ابن أخي، أثِمتَ بربِّك، ورَميتَ نفسَكَ بسهمِك، وقَتَلتَ ابنَ عمِّك، فَسُقْ
إلى أُمِّهِ مائة ناقةٍ دية ابنها فإنَّها غريبة، ثم أنشأ يقول:

إني امـرْؤٌ لا يَطَّبــي حَسَــــــــــبي .. دَنَــسٌ يُهَجِّنُــهُ ولا أَفْــنُ
مِن مِنقَرٍ في بيتِ مَكْرُمَـــــــــــــةٍ.. والغُصنُ ينبُتُ حولَه الغُصْنُ
خُطبـــــاءُ حين يقولُ قائلُهُــــــمْ.. بِيـــــضُ الوجوهِ أَعِفَّــةٌ لُــسْنُ
لا يَفطنـــون لِعَيْبِ جـــــارِهِــــمُ .. وهُــــمُ لِحِفْظِ جِــــوارِهِ فطْــــنُ
وقال الأحنف: علِّمني الحِلمَ يا أبا بحر، قال: هو الذُّل يا ابن أخي، أفتصبِرُ عليه؟
فقال الأحنف: لستُ حَليماً ولكنّي أتحَالَم.
ورعه وحكمته وصبره:-

تميَّزَ الأحنف بجلده وصبره، وقد سُئل معاوية عن صبره؛ فقال: هذا الذي إذا غضب غضب له مائة ألف لا
يدرون فيم غضب.

وعن صبره؛ قال المغيرة: ذهبت عين الأحنف فقال: ذهبت قبل أربعين سنة ما شكوتها لأحد.
مشاركة الأحنف في الفتوحات:-

إن للأحنف دوراً بارزاً في فتوحات كثيرة من المناطق وخاصة في بلاد فارس حيث شهد فتوح خراسان واعتزل الفتنة يوم الجمل، كما أنه شهد صفين مع علي بن أبي طالب (رضي الله عنه وكرَّم الله وجهه).
من مقولاته المأثورة:-

  • قال الأحنف: من فسُدَت بطانته؛ كان كمن غَصَّ بالماء، ومن غصَّ بالماء فلا مَساغ له، ومن خانه ثِقاته؛ فقد أتِيَ من مأمنه.
  • من حِكمه أنه قال: لا يتم أمر السلطان إلا بالوزراء والأعوان، ولا ينفع الوزراء والأعوان إلا بالمودة والنصيحة، ولا تنفع المودة والنصيحة إلا بالرأي والعفة.
  • قال له رجل: بمَ سَوَّدك قومُكَ وما أنتَ بأشرَفهم بيتاً، ولا أصبَحهِم وجهاً، ولا أحسنهم خُلُقاً؟، قال “بِخِلافِ ما فيكَ يا ابن أخي”، قال: وما ذاك؟، قال الأحنف: “بتركي من أمرِكَ ما لا يُعنيني كما عَنَاكَ من أمري ما لا يُعنيك”.
  • وقال: خيرُ الإخوان ما إن استغنيتَ عنه لم يَزِدْكَ في المودَّة، وإن احتجتَ إليه لم ينقُصك منها، وإن كوثِرْت عَضَّدَك، وإن استرفدتَ رَفَدَك.
  • وقال : كاد العلماء أن يكونوا أرباباً، وكلُّ عِز لم يؤكَّد بعلم ٍفإلى ذُلُّ ما يصير.
  • وقال: أعور أعرج ولكنَّه إذا تكلَّمَ جلا عن نفسه.
  • شاوره معاوية بن أبي سفيان في شأن استخلاف ابنه يزيد من بعده، فسكت عنه، فقال: مالك لا
    تقول؟، فقال: إن صدَقناك أسخطناك، وإن كَذَبناك؛ أسخطنا الله، فسُخْطُ أمير المؤمنين أهونُ علينا
    من سَخَطِ الله!، فقال له: صَدَقْت.
  • قيل للأحنف: مَن أحلم: أنتَ أم معاوية (بن أبي سفيان)؟ قال : تا اللهِ ما رأيتُ أجهَلَ منكم؛ إن معاوية
    يَقدِر فيَحْلَم، وأنا أحلم ولا أقدر، فكيف أُقاسُ عليه أو أُدانيه؟
  • قيل له: ما الحِلم؟، فقال: قولٌ إن لم يكُن فعل، وصمتٌ إن ضرَّ قوْل.
  • وقال في الحِلم أيضاً: مَن لم يصبِر على كَلِمَةٍ؛ سَمِعَ كلمات.
  • وقال كذلك: وجدتُ الحِلمَ أنصرُ ليَ مِنَ الرِّجال.
  • وقال: ما نازعني أحدٌ قطُّ إلَّا أخَذتُ أمري بإحدى ثلاث: إن كانَ فوقي عَرِفتُ قدره، وإن كان دُوني أكرمتُ نفسي عنه، وإن كان مِثلي تفضَّلتُ عليه.
  • قال كذلك: ما ادَّخرَتَ الآباء للأبناء، ولا أبقت الموتى للأحياء، شيئاً أفضل من اصطناع المعروف عند ذوي الأحساب.
  • قال: إن رأيتَ الشَّر يتركك إن تركته، فاتركه.
  • قال أيضاً: أسرعُ النَّاسِ إلى الفِتنة؛ أقلُّهم حياءً من الفِرار.
  • وقال الأحنف: المَلُول ليسَ له وفاء، والكَذَّاب ليسَت لهُ حيلة ، والحَسُود ليست له راحة، والبخيل ليست له مُرُوءة، ولا يَسُودُ سيِّئُ الخُلُق.
وفاة الأحنف:-

اختلفت المصادر في وفاته فذُكِرَ أنه مات سنة إحدى وسبعين بالكوفة، لما سار مصعب إلى قتال عبد الملك بن مروان.
وقيل: أنه توفي سنة سبعة وستين وقيل غير ذلك، عن سبعين سنة، وقيل أكثر من ذلك، وقيل توفي الأحنف
بالكوفة وصلى عليه مصعب بن الزبير، ومشى في جنازته.

ويقال : إنه توفي سنة اثنتين وسبعين الأمير أبو بحر الأحنف بن قيس أحد أشراف العرب وحلمائها وله سبعون أو أكثر.
وقد رثته زوجه قائلة:-
للـــــــهِ دَرَّك يــا أبـــــا بحــــــر .. مــــــاذا تغيَّبَ مِنكَ في القِبرِ
للـــهِ درَّك ! أَيَّ حشــــو ثــرى .. أصبحــتَ مَن عُرْف ومَن نكر
إنِ كــــانَ دهر فيك جَدَّ لَنَــــــا.. حدثَانَــهُ ووهت قـــوى الصَّبرِ
فلكــــم يد أسديتَهَــــــا ويـــــدٍ .. كـــــانت ترد جرائر الدَّهـــر




 توقيع : حسن الوائلي











رد مع اقتباس