عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 11-11-2017, 01:18 AM
حكآية روح غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 106
 اشراقتي » Apr 2017
 كنت هنا » 08-09-2021 (03:34 AM)
آبدآعاتي » 719,463[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
 
الاناة والتبين في الهدي النبوي الشريف



بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الأَنَاةُ هي التصرف الحكيم بين العجلة والتباطؤ،
وهي من الخصال التي يحبها الله ـ عز وجل ـ
، فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
( التَّأَنِّي من الله، و العَجَلةُ من الشيطان ) رواه الطبراني وحسنه الألباني،
وعن زارع بن عامر بن عبد القيس ـ رضي الله عنه ـ
أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، قال له
: ( إنَّ فيك خَلَّتَيْن يُحِبُّهُما الله: الحِلْم، والأناة
، قال : يا رسول الله! أنا أَتَخَلَّقُ بهما أَمِ اللهُ جَبَلَنِي عليهما؟
، قال: بَلِ اللهُ جبلك عليهما، قال: الحمد لله الذي جَبَلَنِي على خَلَّتَيْنِ يُحِبُّهما الله ورسوله ) رواه أبو داود وصححه الألباني .
-
والعجلة وعدم التأني ـ في الأقوال والأفعال ـ يؤدِّي إلى كثير من الأضرار والمفاسد،
وعدم تحصيلنا لما نريد من خير، لذا قال الله تعالى
: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ
فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }(الحجرات الآية : 6) .
--
وقد كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعّلم ويربي أصحابه ـ رضوان الله عليهم
ـ على الأناة والتثبت، والأمثلة الدالة على ذلك من السيرة النبوية كثيرة، ومنها :
الدعاء :
ذمّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ العجول في الدعاء
، وعدّ ذلك من أسباب عدم الإجابة
، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم
ـ قال: ( يُستجاب لأحدكم ما لم يَعْجل، يقول: دعوت فلم يُسْتَجَب لي ) رواه البخاري،
المشي إلى الصلاة :
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال
: ( إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تَسْعون، وأتوها تمشون
، وعليكم السكينة فما أدركْتُمْ فصلُّوا، وما فاتكم فأتموا ) رواه البخاري .
القضاء :
من وسائل تربية النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأصحابه على الأناة وعدم العجلة
وصيته لعلي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه
ـ لما بعثه قاضيا إلى اليمن، فعن علي ـ رضي الله عنه ـ قال:
( بَعثَني رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى اليَمنِ قاضيًا،
فقُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ! ترسِلُني وأَنا حديثُ (صغير) السِّنِّ، ولا عِلمَ لي بالقضاء
، فقال: إنَّ اللَّهَ سيَهْدي قلبَك، ويثبِّتُ لسانَك، فإذا جلس بينَ يديكَ الخصمان،
فلا تَقضينَّ حتَّى تسمَعَ منَ الآخر، كما سمِعتَ منَ الأوَّل
، فإنَّهُ أحرى أن يتبيَّنَ لك القضاء ) رواه أبو داود وحسنه الألباني
القتال :
لعظم أمر الأناة والتبين أمر الله بها حتى في جهاد الكفار
الذي هو من أعظم وسائل الدعوة إلى الله تعالى،
وكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوصي أصحابه بالأناة والتثبت قبل القتال
، ومن ذلك أنه كان يأمر أمير سَرِيَّته أن يتمهل ويدعو عدوه قبل القتال إلى الإسلام،
عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
(كان إذا غزا بنا قوماً لم يكن يغزو بنا حتى يصبح وينظر،
فإن سمع أذاناً كف عنهم، وإن لم يسمع أذاناً أغار عليهم ) رواه البخاري .
-
قد يُدْرك المتأني بعض حاجته وقد يكون مع المستعجل الزلل
العجلة مُوكَل بها الندم، و ما تعجل أحدٌ إلا اكتسب ندامة ومذمة،
لأن الزلل يأتي غالباً مع العجل، والتأني والحلم دليل رجاحة العقل واتزان النفس،
وما تأنَّى إنسان إلا اكتسب السلامة والمدح،
ولذا كانت الأناة صفة يحبها الله ـ عز وجل ـ، ويمدحه
ا ويحث عليها نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ،
فعن سهل بن سعد الساعدي ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
( الأناة من الله، والعجلة من الشيطان ) رواه الترمذي وحسنه الألباني،
وعن عبد الله بن سرجس ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال
: ( السَّمتُ الحسن، والتؤَدَة (التأني والتثبت)، والاقتصاد، جزء من أربعة وعشرين جزءاً من النبوة ) رواه الترمذي وصححه الألباني .
-
والأناة في كل شيء محمدة وخير إلا ما كان من أمر الآخرة،
فالمسارعة إلى فعل الطاعات والخيرات مأمور بها
، فليس من الأناة المحمودة أن يبطئ المرءُ في أمر تحققتْ له وللمسلمين مصلحة فيه
، ولا عن أداء واجب افترضه الله عليه حتى يفوت وقته،
قال الله تعالى: { وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }(آل عمران الآية: 133)
، وقال: { فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ }(البقرة من الآية : 148)
، وعن سعد بن أبي وقاص ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( التؤدة في كل شيء إلا في عمل الآخرة ) رواه أبو داود وصححه الألباني .
قال البغوي في شرح السنة
: " وبهذا يُعلم أن الأناة في كل شيء محمودة وخير إلا ما كان من أمر الآخرة
، بشرط مراعاة الضوابط التي شرعها الله، حتى تكون المسارعة مما يحبه الله تعالى " .




 توقيع : حكآية روح

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس