من دلائل آثار علم الغيب
1- الإيمان بالله:
الإيمان بالله هو إيمان تحقيقي وتستطيع أن تصل إلى درجة من الإيمان اليقيني بالله عز وجل:
وعن عَامِرٍ أَوْ أَبِي عَامِرٍ أَوْ أَبِي مَالِكٍ ((أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ أَصْحَابُهُ جَاءَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلام فِي غَيْرِ صُورَتِهِ يَحْسِبُهُ رَجُلاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلامَ ثُمَّ وَضَعَ جِبْرِيلُ يَدَهُ عَلَى رُكْبَتَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الإِسْلامُ فَقَالَ أَنْ تُسْلِمَ وَجْهَكَ لِلَّهِ وَأَنْ تَشْهَدَ أَنْ لا إِلَهَ إلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَتُقِيمَ الصَّلاةَ وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ قَالَ فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ أَسْلَمْتُ قَالَ نَعَمْ ثُمَّ قَالَ مَا الإِيمَانُ قَالَ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَالْمَوْتِ وَالْحَيَاةِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَالْحِسَابِ وَالْمِيزَانِ وَالْقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ قَالَ فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ آمَنْتُ قَالَ نَعَمْ ثُمَّ قَالَ مَا الإِحْسَانُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنَّكَ إِنْ كُنْتَ لا تَرَاهُ فَهُوَ يَرَاكَ قَالَ فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ أَحْسَنْتُ))
( أخرجه الإمام أحمد في المسند)
ولشدة يقينك بوجوده كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، هذا الذي يجب أن نعرفه جميعاً ؛ أن الإيمان بالغيب لا يعني أن تؤمن بشيء احتمالُ وجوده قليلٌ لأن ذلك من ترهات الشياطين, فالكون كله دال عليه.
وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد
المؤمن القوي يرى الله في كل شيء، في الفواكه، وفي كأس الماء، وفي العصفور، وفي حبة العنب، وفي جسمه، وسمعه، وفي بصره، وفي القمر، والنجوم، وفي السموات، و الأمطار، والجبال، و الصحارى، و السهول وكل شيء، وحيثما وقعت عيناه على شيء يرى الله مِن خلاله، فيقول: من صممّهُ ؟ و كوّنهُ ؟ وخلقهُ ؟ و صوّره ؟ ويتفكر الإنسان في تلك الأشياء التي حوله ليرى الله فيها، وأحياناً الإنسان يتعامى عن حقائق كثيرة.
الروح:
هناك علم يُدعَى علماً يقينياً وهو علم استدلالي، فأنت من أثر الشيء تستنتج وجوده، فإذا رأيت مروحة تدور فهذا يقنعك بوجود الكهرباء فيها، كم بالمئة ؟ الواقع هي 100 % يقين قطعي مع أنك لم ترها، وإذا كنت تحكم بوجود القوة المغناطيسية قطعاً مع أنك لم ترها، فالروح وهي أقرب شيء لنا من العالم الغيبي.
فلو نظرت إلى ميت وزنه 73.5 كغ وقد خرجت منه الروح فلا يقل وزنه غراماً واحداً، ولكنه كان يرى بعينه، و يسمع بأذنه، ويتحرك، وينطق، ويفكر، ويفرح، ويغضب فإذا هو جثة هامدة لا يتحرك، ولا يتكلم، ولا يقنع، ولا يرضى، ولا يتألم، ولا يستطيع أن يعمل شيئاً، فما الذي فَقَدَه ؟ هو الروح، هل يستطيع أحد منا أن ينكر وجود الروح ؟ فلو أنكرنا وجود الروح لأنكرنا وجودنا، ومع أن الروح موجودة بالبداهة في يقين كل منا فلا نستطيع أن نلمسها بيدنا ولا أن نراها، ولا أن نسمع صوتها ولا نشمَّها، لا صوت لها ولا رائحة ولا شكل، ومع ذلك فهي موجودة، فالعالم الغيبي الذي لا تراه عينك موجود قطعاً وجوداً حقيقياً أوله الروح، إذاً العالم عالم مشهود ندركه بحواسنا الخمس، وعالم غيبي ندركه بعقولنا.
طريق الإيمان بالغيبيات هو الخبر الصادق:
وهناك الإيمان بالملائكة، والجنة، والنار، واليوم الآخر، فإن الإيمان بتلك الأشياء وسيلةُ معرفتها الخبرُ الصادق فقط، فالإيمان بالله عز وجل إيمان تحقيقي، ولكن الإيمان بالملائكة إيمان تصديقي، لأن الله سبحانه وتعالى أخبرنا عنهم، وما إلى ذلك من عوالم الغيب البعيدة عن إدراك الحواس، إذا آمنت بالله إيماناً صحيحاً وأخبرك عن الجنة, و النار, و الملائكة, و عن الجن، و عن الشياطين، فهذا هو الطريق الوحيد لمعرفة هذه الأشياء المغيبة عنا بكنها وآثارها, هناك أشياء عينها موجودة وأشياء آثارها موجودة، وهناك أشياء لا عينها ولا آثارها موجودة، وهذه الأشياء تعرفها بالخبر الصادق.
فالوحي: هو الطريق الوحيدة لتعريفنا بحقائق الأشياء الداخلة في عالم الغيب.