عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 15-01-2021, 11:44 PM
همس الروح متواجد حالياً
 
 عضويتي » 525
 اشراقتي » Dec 2017
 كنت هنا » اليوم (07:43 PM)
آبدآعاتي » 1,600,966[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » القراءة..والرياضة.. والطبخ
موطني » دولتي الحبيبه
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي زواج النبي صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش رضي الله عنها




بسم الله الرحمن الرحيم

مع استمرار حركة السرايا، وبناء الدولة، وبسط هيبتها في الجزيرة العربية، كانت حركة البناء التشريعي والاجتماعي للأمة الإسلامية تتكامل، فنظام التبني يهدم، والحجاب يفرض، وأدب الولائم يقرر، وضرورة الالتزام بطاعة الله ورسوله يؤكد على وجوبها، وتحارب الأعراف التي تعارض شرع الله - تعالى -، ففي زواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالسيدة زينب بنت جحش حِكَمٌ ودروسٌ وعبرٌ بقت خالدة على مر العصور وكر الدهور وتوالي الأزمان، وهذه قصة أم المؤمنين زينب بنت جحش - رضي الله عنها -.

أولاً: اسمها ونسبها:

هي زينب بنت جحش بن رباب بن يعمر الأسدية، أخت عبد الله بن جحش، وحمنة بنت جحش - رضي الله عنهما -.

أمها: أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخت حمزة بن عبد المطلب - رضي الله عنه – (1).

يقال كان اسمها: برة، فسماها النبي - صلى الله عليه وسلم - زينب، وكانت تكنى أم الحكم(2).

وكانت زينب - رضي الله عنها - من المهاجرات الأول، ورعة صوامة قوامة، كثيرة الخير والصدقة، فعن عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أسرعكن لحوقا بي أطولكن يدًا، قالت: فكن يتطاولن أيتهن أطول يدًا، قالت: فكانت أطولنا يدًا زينبº لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدق(3).

وقد مدحتها السيدة عائشة - رضي الله عنها - كثيرًا، وقالت في حقها: لم أر امرأة قط خيرًا في الدين من زينب، وأتقى لله وأصدق حديثًا، وأوصل للرحم وأعظم صدقة، وأشد ابتذالاً لنفسها في العمل الذي تصدق به، وتقرب به إلى الله - تعالى -، ما عدا سورة من حدة كانت فيها تسرع منها الفيئة(4).

ثانيًا: زواجها من زيد بن حارثة - رضي الله عنه -:


أراد الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يحطم تلك الفوارق الطبقية الموروثة في الأمة المسلمة من عادات الجاهلية ليكون الناس سواسية كأسنان المشط، لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى، وكان الموالي وهم الذي جرى عليهم الرق ثم تحرروا طبقة أدنى من طبقة السادة، ومن الموالي كان زيد بن حارثة مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي أعتقه ثم تبناه، فرأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يزوج زيدًا من شريفة بني أسد، وهي ابنة عمته زينب بنت جحش - رضي الله عنها -، ليبطل تلك الفوارق الطبقية بنفسه في أسرته، وكانت هذه الفوارق من العمق والعنف بحيث لا يحطمها إلا فعل واقعي من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لتتخذ منه الأمة المسلمة أسوة وقدوة، وتسير البشرية على هداه في هذا الطريق.

وأيضا لعلَّ من الحكمة في هذا الزواج أنه كان مقدمة لتشريع آخر لا يقل أهمية في حفظ توازن المجتمع وحماية الأسرة عن الأول، وإن لم تظهر هذه الحكمة في بداية الأمر(5).

انطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليخطب لفتاه زيد بن حارثة - رضي الله عنه - فدخل على زينب بنت جحش الأسدية - رضي الله عنها - فخطبها، فقالت: لست بناكحته، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بلى فانكحيه»، قالت: يا رسول الله أؤامر في نفسي؟ فبينما هما يتحادثان أنزل الله - تعالى -هذه الآية: (وَمَا كَانَ لِمُؤمِنٍ, وَلاَ مُؤمِنَةٍ, إذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِن أَمرِهِم) [الأحزاب: 36].

فقالت: يا رسول الله قد رضيته لي زوجًا؟ قال: «نعم» قالت: لا أعصي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد زوجته نفسي(6).

وكان زيد بن حارثة إذ ذاك لا يزال يدعى زيد بن محمد، فتزوجها زيد، وأصدقها في هذا الزواج عشرة دنانير، وستين درهمًا، وخمارًا، وملحفة، ودرعًا، وخمسين مُدًّا من طعام، وعشرة أمداد من تمر




 توقيع : همس الروح

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس