منتديات عبق الياسمين - عرض مشاركة واحدة

#1 04-02-2018, 12:30 PM

|

كنتُ كـ راهبةٍ حاولت أن تهزم اليأس بـِ الكثير من النجوى
والكثير الكثير من الإبتهالات والصلوات يُبللها ندى الدموع
مع كل الشهقات الصاعدة لـِ سابع سماوات ..

إعتكفتُ كثيراً في ديرِ الزُهد علَّ الصمت / الرفض
يكون شفاء / دواء لكنّهُ كان يُحصي ويُسجّلُ خساراتي / إنكساراتي
وها هي روحي تُلملمُ آهات الحسرات شذرات ملح مُوجعة ..!

.
.

تُسارعُ أيامي لاهثةً مقطوعة الأنفاس
مدسوساً بينها أمشاج أُمنياتي الصغيرة
وأنا أحثُّ الخُطى خلفها تملأني الحسرةَ
وتتعاقبُ الحنايا فصولُ الإحتراقِ كُلّما سرتْ نارُ اليأس وأشتعل فتيلُها ،،
وأنا أنشدُ السلوى عبر مخارج حروفي
مستندةً على ذاتي ومُتوكئةً على أكتاف الإرادة ،
أرتجي صباحات دافئة لا تنضب حين يُثقلُ كاهلي بـِ ثُلوج الحيرة / الضياع ..!
.
.
إلى متى تصومُ عني الأفراح / السعادة ..؟!
أحتى يكتبنُي الشقاء عمراً ويمنحني صكَ ملكيةٍ دائم ..؟!
جُلّ ما أخشاه أنْ تنسلَ أشيائي الجميلة / الثمينة من بين أصابعي
فـ تُضيعُ في غمرة الإستبداد والطُغيان ..
فـ أطياف الردى هيمنتْ على الفكرِ
فـ أنهكتهُ واغتالت براعم الأحلام / الآمال
قبلَ أنْ تُعانق الشفق وتتنفّس ندى الأيام ..
ماذا عساني أفعل ..؟!
هل أُكدُّسُها بـِ زوارق الوهم وأودّعُها
أم أُسكنها ميناء صدري فـ ترسو فيه ..؟!
تجهلُ روحي العوم وأمواج القدر عالي مدُّها
وأنا لا أملك سوى حفنة قشٍ من صبابة .. !
.
.
كُنتُ أمرجحُ ظفائر فرحتي العجلى
أتوّسلُها أنْ تغرسَ أظافرها في أوداج الخاطر
حين تُذرف الأحزان من أحداق مساءاتي
لـِ تتركني أذرع الذاكرة
فـ لرُبّما عثرتُ على حقلٍ لمْ تقربهُ نيرانُ الضيم ولا جمرُ القهر ..!
.
.

كُنتُ أؤمن بـِ حُسن النوايا
أنزعُ ما يعترض طريقي من أشواك مِنْ باطن قدمي باسمةً
آملةً أنْ أعانق الربيع فـ يشفي سقمَ روحي ..!
.
.
كُنتْ و كُنتْ
والآن أورثني نصل سيف الأوجاع ألماً مُقيماً شرخ معهُ هُويتي
فـ لم أعدُ أميّز إنعكاس ملامحي على صدر المرايا ..!
.
.
يا صبراً توشّحتهُ كثيراً شُدَّ من إزر اليقين
بـِ أنْ جزائي رؤىً تنبثقُ من شعاع الفجر
طاردةً ظلامَ العتمة فـ أعبُرها حيثُ رياض نوره
تحتضني أكفُّهُ البيضاء
مُعلنةً صك إنتماء .. فـ أكون له و منه و إليه زلفى ..!
.
.

جوري

المصدر : منتديات عبق الياسمين

• همسُ محبرة وحفيف ورق ..!
• ذكرى مُوجعة ..!
• فجرٌ قشّر مواثيق العتمة ..!