عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 23-07-2021, 04:28 AM
النجمة المضيئة غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 1582
 اشراقتي » Feb 2020
 كنت هنا » اليوم (05:21 AM)
آبدآعاتي » 347,300[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
عناق المفاجآت » سجل الهدايا رحيق المفاجات
 
مزاجي:
 
افتراضي وَلا تَكُونُوا كالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأنْساهم أنْفُسَهم



يقول ابن القيم رحمه الله : قالَ تَعالى: ï´؟وَلا تَكُونُوا كالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأنْساهم أنْفُسَهم ï´¾ [الحشر: ظ،ظ©].
فَلَمّا نَسُوا رَبَّهم سُبْحانَهُ نَسِيَهم وأنْساهم أنْفُسَهُمْ، كَما قالَ تَعالى: ï´؟نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْï´¾ [التوبة: ظ¦ظ§].
فَعاقَبَ سُبْحانَهُ مَن نَسِيَهُ عُقُوبَتَيْنِ:
إحْداهُما: أنَّهُ سُبْحانَهُ نَسِيَهُ.
والثّانِيَةُ: أنَّهُ أنْساهُ نَفْسَهُ.
وَنِسْيانُهُ سُبْحانَهُ لِلْعَبْدِ: إهْمالُهُ، وتَرْكُهُ، وتَخَلِّيهِ عَنْهُ، وإضاعَتُهُ، فالهَلاكُ أدْنى إلَيْهِ مِنَ اليَدِ لِلْفَمِ،
وأمّا إنْساؤُهُ نَفْسَهُ، فَهُوَ: إنْساؤُهُ لِحُظُوظِها العالِيَةِ، وأسْبابِ سَعادَتِها وفَلاحِها، وإصْلاحِها، وما تَكْمُلُ بِهِ بِنَسْيِهِ ذَلِكَ كُلِّهِ جَمِيعِهِ فَلا يَخْطُرُ بِبالِهِ، ولا يَجْعَلُهُ عَلى ذِكْرِهِ، ولا يَصْرِفُ إلَيْهِ هِمَّتَهُ فَيَرْغَبُ فِيهِ، فَإنَّهُ لا يَمُرُّ بِبالِهِ حَتّى يَقْصِدَهُ ويُؤْثِرَهُ.
وَأيْضًا فَيُنْسِيهِ عُيُوبَ نَفْسِهِ ونَقْصَها وآفاتِها، فَلا يَخْطُرُ بِبالِهِ إزالَتُها.
وَأيْضًا فَيُنْسِيهِ أمْراضَ نَفْسِهِ وقَلْبِهِ وآلامَها، فَلا يَخْطُرُ بِقَلْبِهِ مُداواتُها، ولا السَّعْيُ في إزالَةِ عِلَلِها وأمْراضِها الَّتِي تَئُولُ بِها إلى الفَسادِ والهَلاكِ، فَهو مَرِيضٌ مُثْخَنٌ بِالمَرَضِ، ومَرَضُهُ مُتَرامٍ بِهِ إلى التَّلَفِ، ولا يَشْعُرُ بِمَرَضِهِ، ولا يَخْطُرُ بِبالِهِ مُداواتُهُ، وهَذا مِن أعْظَمِ العُقُوبَةِ العامَّةِ والخاصَّةِ.
فَأيُّ عُقُوبَةٍ أعْظَمُ مِن عُقُوبَةِ مَن أهْمَلَ نَفْسَهُ وضَيَّعَها، ونَسِيَ مَصالِحَها وداءَها ودَواءَها، وأسْبابَ سَعادَتِها وفَلاحِها وصَلاحِها وحَياتِها الأبَدِيَّةِ في النَّعِيمِ المُقِيمِ؟
ومَن تَأمَّلَ هَذا المَوْضِعَ تَبَيَّنَ لَهُ أنَّ أكْثَرَ هَذا الخَلْقِ قَدْ نَسُوا حَقِيقَةَ أنْفُسِهِمْ وضَيَّعُوها وأضاعُوا حَظَّها مِنَ اللَّهِ، وباعُوها رَخِيصَةً بِثَمَنٍ بَخْسٍ بَيْعَ الغَبْنِ، وإنَّما يَظْهَرُ لَهم هَذاعِنْدَ المَوْتِ، ويَظْهَرُ هَذا كُلَّ الظُّهُورِ يَوْمَ التَّغابُنِ




 توقيع : النجمة المضيئة

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


آخر تعديل سما الموج يوم 03-08-2021 في 05:44 PM.
رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ النجمة المضيئة على المشاركة المفيدة: