عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 11-09-2021, 10:58 PM
انسكاب حرف
ابتسامة الزهر متواجد حالياً
 
 عضويتي » 27
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » اليوم (01:28 AM)
آبدآعاتي » 4,160,641[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي حكم قراءة الفنجان



مشاركة

حكم قراءة الفنجان

تعرف على جزاء قارئ الفنجان للتسليه جرتْ عادة النّاس على محبّتهم لمعرفة المستور من الأحداث، والمخفي من الوقائع، ويشدّ انتباه كثير منهم فكرة الاطّلاع على ما ينتظرهم في قادم الأيام، ومن هنا ظهر التّساؤل عن حكم قراءة الفنجان للتسلية، والإسلام دين احترم العقل، وأحكامه لا تقبل الاصطدام مع مُخرجات العقل السليم، ودعا الشرع الحكيم في كثير من النّصوص الشرعية إلى إعمال النّظر والتّفكّر، وحثّ على اجتناب العلوم التي تخلو من النّفع، ودعوته لاجتناب العلوم التي تعود بالضرر على الفرد والمجتمع أشدّ، ونهى عن الاستنتاجات القائمة على الظنون غير المبنية على أسس ومعطيات علمية محسوسة؛ فإنّ الظنّ لا يغني من الحق شيئًا، وهذا المقال يتناول مسألة قراءة الفنجان للتسلية فما حكمها، وما توجيه أهل العلم في هذا المجال.
حكم قراءة الفنجان للتسلية



بحث أهل العلم هذه المسألة تحت أبواب العقيدة، وأدرجوا الحديث فيها عند تناول صفات الله -سبحانه- التي اختصّ بها، ومنها علمه بالغيب، إذ ينطلق العلماء من قاعدة عقَدِيّة مفادها أنّه لا يعلم الغيب إلا الله، وأنّ علم الإنسان للغيب منحصر فيما أخبر به النّص الشرعي الصحيح، وتفصيل المسألة على النحو الآتي:

  • إنّ من كمال الألوهية أنّه -سبحانه- مُختصّ بعلم الغيب، فهو علّام الغيوب، ولا يُظهر على غيبه أحدًا إلا من ارتضى من رسله -عليهم السلام-، وقد امتدح المولى -عز وجل- نفسه باختصاصه بعلم الغيب، فقال: (عالِمُ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ الكَبيرُ المُتَعالِ) (الرعد: 9)، وقال -أيضاً-: (قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّـهُ) (النمل: 65)، وأمر رسوله -عليه السلام- بمخاطبة الناس بذلك، فقال: (قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب) (الأنعام: 50)، ومن هنا فإنّ معرفة الملائكة والجنّ والإنس بالغيب منعدمة إلا بإذن من الله تعالى. [١]
  • إنّ قراءة الفنجان والكف وغيرهما ممّا ظهر في بعض المجتمعات نوع من أنواع الكهانة والدّجل والشّعوذة التي نهى الله –تعالى- عنها، وأما ما يشوّش به قارئ الفنجان أذهان بعض النّاس عندما يخبرهم بأشياء لا يتصوّر له معرفتها عنهم، فإما هو من باب التخمين الذي تُصيب سهامه أحيانًا، وإما من جملة ما يلقيه إليه الشيطان، ويضيفون إليه من الكذب أضعاف ما فيه من الصدق، فيظنّ السّذاج من الناس أنّه الحقّ والصدق. [٢]
  • حرم الإسلام مُجرّد إتيان الكُهّان والعرافين والمشعوذين، وهذا يشمل: الذهاب إليهم والجلوس معهم، كقارئة الفنجان أو الكف، وكذلك مطالعة أبراج الحظ، ومشاهدة القنوات الفضائية التي تُعنى بهذه الأمور حتى لو لم يصدّقهم، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من أتى عرَّافًا فسألَه عن شيٍء لم تُقْبَلْ لهُ صلاةٌ أربعين ليلةً) (أخرجه أحمد في مسنده)، وكان التحريم أشدّ بحقّ من صدّق مقالتهم، واتّبع ضلالهم، فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنّ –عليه الصلاة والسلام- قال: (من أتَى كاهنًا فصدَّقه بما قال، فقد كفر بما أُنزِل على محمَّدٍ) (أخرجه المنذري بإسناد قوي). [٣]
  • الواجب على المسلم أنْ يبتعد عن هذه الأمور، بل الواجب الشرعي يحتم عليه أنْ ينصح غيره بالابتعاد عنها وعن طرائقها وأشكالها، وأنْ يحذرها أشدّ الحذر، ويُحذّر منها غيره، لا أنْ يتّخذها وسيلة للتّسلية والتّرويح عن النّفس. [٤]
الحكمة من تحريم قراءة الفنجان للتسلية



إنّ في إتيان الشخص الذي يدّعي معرفة الغيب عن طريق قراءة الفنجان إعانة له على الاستمراء في الخوض فيما لا يحلّ له من أمور الغيب، وحافز له على استغفال خلق الله، وتضليلهم، وقد نهى المولى -سبحانه- عن الإعانة على الباطل؛ فقال تعالى: (وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ ) (المائدة: 2).

وليس غريبًا ولا مسبعدًا أنّ قراءة الفنجان بهدف التسلية تقود إلى اعتياد الأمر، واستصغار حرمته، وقد تقود إلى تصديق من يقرأ له الفنجان، فيقع في الوعيد الشرعي الثابت، كما إنّ قراءة الفنجان للتسلية قد يُفضي إلى استحسان بعض الحاضرين له فيسعون إلى ممارسته، أو اللجوء إلى من يفعله لاستنطاقه فيما لا علم له به من الغيبيات. [٤]
-----------------------------
1↑ علم الغيب, ،

2↑ بطلان دعوى علم الغيب بقراءة الفنجان, ، "
3↑ تحريم إتيان الكهان, ،

4 أ ب قراءة الكف للتسلية, ،



كيفية قراءة الفنجان

العادات الباطلة



تغزو المجتمع الكثيرُ من العادات الباطلة، وهي عادات جاهلية يفعلها الناس من باب الجهل وعدم العلم بالدين والأحكام الشرعيّة، إمّا بقصد التسلية وتضييع الوقت، أو ظنًا منهم أنهم بهذه الطريقة يكونون قادرين على قراءة الغيب ومعرفة المستقبل والتنبؤ بالأحداث القادمة، ومن بين هذه العادات: الذهابُ إلى الكهنة والعرّافين، وممارسة أعمال السحر والشعوذة، وقراءة الكف والضرب بالرمل والضرب بالحصى والتنجيم وقراءة أبراج الحظ وقراءة الفنجان، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن هذه العادات، إضافةً إلى ذكر حكم قراءة الفنجان.
عادة قراءة الفنجان



عادةُ قراءة الفنجان عادة مذمومة، وهي من ترسّبات الجاهليّة التي يُمارسها البعض ويُصدّقونها حتّى اليوم، خصوصًا من قِبل النساء، حيث يصل الجهل بالبعض أن يُلاحظوا الرسومات العشوائية التي تنتج عن ترسبات القهوة في قاع الفنجان وعلى حوافّه، وتدخل هذه العادة ضمن التنجيم وإتيان الكهنة والعرّافين، وهي نوعٌ من أنواع ممارسة العِرافة، ولا يُمارسها إلا إنسان جاهل بأحكامِ دينه، وعن حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: "من أتى كاهنًا، أَوْ عرّافًا، فصدّقه بما يقول، فقد كفر بما أُنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم-".[١]، خصوصًا أن هذه العادة يحدث فيها العديد من التجاوزات الشرعية كما يأتي: [٢]


  • التشكيك بالعقيدة الإسلاميّة، وإظهار معرفة الغيب والتنبؤ به باطلًا ودون وجه حق، وادّعاء علم المخفيّ من الأمور، لأن الله تعالى وحده من يعلم الغيب، ووحده من يطّلع عليه.
  • زرع الفتن بين الناس، لأن بعض من يقرأوون الفنجان يّدعون بكشفهم لوجود عداوات بين الناس مع ذكر أسماء معيّنة، أو قولهم لمن يقرأوون فنجانه بأن أحد أقربائه أو جيرانه يُضمر له الشر.
  • إضاعة الوقت في غير فائدة تُرجى.
  • كسب الإثم والسيئات بسبب ممارسة هذه العادة، كما فيه إفسادٌ في الأرض وأذى.
  • التدليس على الناس وإقناعهم بعمل أشياء لا صحّة لها أبدًا.
  • خسارة الأموال على غير وجه حق، إذ إنّ البعض يدفعون الأموال لمن يقرأوون لهم الفنجان.

حكم قراءة الفنجان



حُكم قراءة الفنجان بشكلٍ عام حرام، وتدخل هذه الممارسة في جملة الأعمال الباطلة مثل: الكهانة والتنجيم وضرب الحصى وضرب الودع وغيرها من الممارسات التي يدّعي أصحابها معرفة الغيب، وينطبق على هذه جميعًا الحكم نفسه، خصوصًا أن علم الغيب من اختصاص الله تعالى وحده، ومن يدّعي هذه المعرفة غيره هو كافر، ويقول تعالى: "قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ" [٣]، أما الحكم المخصص في هذه الحالة فيكون كما يأتي:[٤]

  • من يطلب من غيره قراءة فنجانه دون أن يكون مصدقًا له، أي من باب التسلية، لا تُقبل له صلاة أربعين يومًا، والدليل على ذلك قول الرسول -عليه الصلاة والسلام-:"من أتى عرّافًا فسأله عن شيءٍن لم تُقبل له صلاة أربعين ليلة"[٥].
  • من يُصدّق بقول من يفعل هذا فهو كافر ومشرك بالله تعالى؛ وذلك لقول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: "من اتى كاهنًا أو عرّافًا فصدّقه بما يقول، فقد كفر بما أُنزِل على محمّد -صلى الله عليه وسلم-".
  • من يطلب قراءة فنجانه فقط من باب الاستماع والفضول فهو فاسق، وذلك لقوله تعالى: "وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا" [٦].
  • من يسأل قارئ الفنجان أمام الناس كي يُبثبت عجز قارئ الفنجان وضعف كلامه وبهتانه، فهذا حُكمه سُنّة، والدليل على هذا قول النبي -عليه الصلاة والسلام- لابن صيّاد: "إنّي خبّأت لك خبيئًا، فقال ابن صيّاد: هُوَ الدُّخُّ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اخسأ فلن تعدو قدرك".

نصيحة لمن يقرأ الفنجان



يتّضح مما سبق أن قراءة الفنجان بدعة من البدع، ومنكرٌ من المنكرات، وهو عملٌ يدخل في باب الافتراء والدّجل والكذب، وكل من يُمارس هذه العادة يكذب كثيرًا، وذلك كما ورد في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنهم يكذبون معها مائة كذبة" [٧]) [٨]، لذلك يجب على كل من يُمارس هذه العادة الاستغفار والتوبة النصوحة لله تعالى، وأن يتوكل على الله تعالى وحده لأنه وحده من يعلم الغيب، مع ضرورة الأخذ بالأسباب، والابتعاد عن سؤال البشر عن الغيبيات لأنّ في هذا إثمًا عظيمًا، وفيه مخالفة للعقيدة والدين الإسلامي وغضب من الله تعالى، والبعد عن ممارسة هذه العادة فيه بُعدٌ عن الكفر والشرك، وطاعة لله تعالى ورسول -عليه الصلاة والسلام-، ومن يمت وهو يُمارس هذه الأعمال فقد خسر دنياه وآخرته، وهو محرومٌ من رضى الله، أمّا من يتقاضى نقودًا لقاء قراءته للفنجان فإن كسبه منها مُحرّم، والدليل على ذلك ما جاء في الحديث الشريف عن أبي مسعود الأنصاري -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن ثمن الكلب ومهر البغي وحلوان الكاهن. [٩]، وقال النووي -رحمه الله- في شرح هذا الحديث: "قال البغوي من أصحابنا والقاضي عياض: أجمع المسلمون على تحريم حلوان الكاهن، لأنّه عوض عن محرّم ولأنه أكل المال بالباطل ".[١٠]



-----------------
المراجع



1↑ أخرجه أحمد والأربعة، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم (3047).
2↑ تحريم إتيان الكهان, ، "
3↑ [النمل: الآية 65]
4↑ حكم قراءة الكف والفنجان وضرب الحصا, ،

5↑ صحيح مسلم
6↑ [النساء: الآية 140]
7↑ رواه البخاري: كتاب: بدء الخلق، باب: ذكر الملائكة، رقم (3210)، ومسلم: كتاب: السلام، باب: تحريم الكهانة وإتيان الكهان، رقم (2228
8↑ حكم قراءة الكف والفنجان وضرب الودع, ،
9↑ صحيح البخاري (2237) ومسلم (1567
10↑ نصيحة إلى كاهنة تقرأ الفنجان,





 توقيع : ابتسامة الزهر

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس