عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 22-12-2021, 08:52 PM
علاااء متواجد حالياً
 
 عضويتي » 30
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » اليوم (04:44 AM)
آبدآعاتي » 449,161[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » الرياضة والقرأءة وللرحلات
موطني » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي الضمير ..والكذب ..مقال ادبي للمنفلوطي



الضمير والكذب




يرى الأديب أنّ الخلق لا يكتمل عند المرء إلا إذا كان صاحب ضمير حيّ، تقوده نفسه الفاضلة نحو الخير لأنّه الصّواب، و تنازعه إذا ما استلذّ صنع الشرّ لأنّه شرّ و كفى. فكثيرًا ممّن نحسبهم متخلّقين إنّما يصطنعون الخلق أمام النّاس لقضاء مصلحة، أو دفع مضرّة، لا يزيد عن هذا أوذاك شيئًا.

فالحاكم يبسم في وجه رعيته و هو يرهق كاهلهم بظلمه و تجبّره، و الدّيان يتظاهر بالورع و التّقوى و ما إن يختلي بنفسه حتى يفتح أمامها أبواب الشّهوات و المعاصي،
و الغنيّ يصطنع العطف على الفقير دون أن يمدّ يد المعونة إليه، و إن حدث و فعل كان ذلك لدفع الإحراج عن نفسه، أو الظّهور بمظهر الكريم أمام غيره،
لا ليسدّ خلّة ذلك المسكين و يفرّج كربته. و السّياسيّ يوزّع الآمال الكاذبة بكل صدقٍ على النّاس ليحظى بأصواتهم، و يحفظ منصبه من طريقهم.

هؤلاء متخلّقون لكنّهم لايحتكمون إلى ضمائرهم، و لا تحاسبهم

أنفسهم. أما ذو الخلق الذي يحتكم لضميره قبل كل شيء، فيصنع

المعروف لا لينال أجرًا بالمقابل، و يتّقي الشّرور و الآثام لا خوفًا

من العقاب و الحساب، فهو شخص نادر، قلّ ما نجده بين النّاس.

فالخلق هو دمعةٌ صادقة تحرق خدّ العاجز عن معونة عاجز، أو

قلب واجف يتقطّع لمصاب ألمّ بمكروب، أو رعشة تسري في جسد

امرئ يذود عن غريب مظلوم لا يعرفه ولا يعرفه، أو التباس في

قول رجل صادق حاول أن يكذب لدفع الضّرر عن نفسه فخانه

ضميره، و أبى أن يسقطه في هوّة الكذب.

مقال ادبي للاديب

مصطفي لطفي المنفلوطي







 توقيع : علاااء




لا أله ألا أنت سبحانك أنى كنت من الظالمين
أستغفرك من الذنوب والخطايا وأتوب أليك







شكرا سما الموج علي التوقيع الرائع يعطيك العافية


آخر تعديل علاااء يوم 22-12-2021 في 08:55 PM.
رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ علاااء على المشاركة المفيدة: