الموضوع
:
اليتيم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
عرض مشاركة واحدة
#
1
26-03-2018, 08:52 AM
عضويتي
»
612
اشراقتي
»
Feb 2018
كنت هنا
»
10-02-2020 (05:29 AM)
آبدآعاتي
»
5,956[
+
]
سَنابِل الإبْداع
»
[
+
]
هواياتي
»
موطني
»
جنسي
»
مُتنفسي هنا
»
عناق المفاجآت
»
اليتيم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
اهتم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالمثل العالية والأخلاق السامية ، التي تصوغ الحياة في إطار المودة والتعاطف ، وتوحد طاقات المجتمع في بوتقة التكافل الاجتماعي .. وقد بين لنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما ينبغي أن تكون عليه علاقة المؤمنين بعضهم ببعض ، فجعلها مثل البناء المتلاحم الذي لا خلل فيه ، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (
المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا
) رواه
البخاري
..
وصور لنا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تلاحم العواطف ، وقوة شعور الفرد بإخوانه المسلمين بقوله : (
إن المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ، يألم المؤمن لأهل الإيمان ، كما يألم الجسد لما في الرأس
) رواه
أحمد
.. ومن ثم فإن رابطة الأخوة بين المسلمين توجب على الموسر منهم مساعدة المعسر، وأي عسر أعظم من اليتم ، فاليتم مظهر واضح للضعف ، والحاجة إلى المعونة والرفق والرعاية ..
وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أوائل الذين لمسوا آلام اليتيم وأحزانه ، ومن ثم اهتم ـ صلى الله عليه وسلم ـ باليتيم اهتماماً بالغاً من حيث تربيته ورعايته ومعاملته ، وضمان سبل العيش الكريمة له ، حتى ينشأ عضواً نافعاً ، ولا يشعر بالنقص عن غيره من أفراد المجتمع ، فيتحطم ويصبح عضواً هادماً في الحياة .. فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ حاثا وآمرا ومحفزا على رعاية اليتيم : (
أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا ، وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئاً
) رواه
البخاري
.
قال
ابن بطال
: " حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الجنة ، ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك " .
وجعل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الإحسان إلى اليتيم علاجا لقسوة القلب ، وإن أبعد القلوب عن الله القلب القاسي ، فعن
أبي الدرداء
ـ رضي الله عنه ـ قال : أتى النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ رجل يشكو قسوة قلبه ، فقال له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (
أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك ؟ ، ارحم اليتيم ، وامسح رأسه ، وأطعمه من طعامك ، يلن قلبك وتدرك حاجتك
) رواه
الطبراني
.
كما بشر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أحسن إلى اليتيم ولو بمسح رأسه ـ ابتغاء وجه الله ـ بالأجر والثواب الكبير ، حيث قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (
من مسح رأس يتيم ـ لم يمسحه إلا لله ـ كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات ، ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده ، كنت أنا وهو في الجنة كهاتين
) رواه
أحمد
.
وهذا التوجيه الذي ذكره الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ من مسح شعر اليتيم ، هو الحد الذي لا يصعب على أحد ، ويمكن أن يقوم به كل إنسان ، فيشعر اليتيم بالحب والحنان ، ثم هو يجلب له الحسنات .
بل كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحرص كل الحرص على رعاية مشاعر الأيتام وإدخال السرور عليهم ، ففي قصة اختصام
أبي لبابة
ـ رضي الله عنه ـ ويتيم في نخلة ، قضى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
لأبي لبابة
بالنخلة لأن الحق كان معه ، لكنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما رأى الغلام اليتيم يبكي ، قال
لأبي لبابة
: (
أعطه نخلتك ، فقال : لا ، فقال أعطه إياها ولك عذق في الجنة ، فقال : لا ، فسمع بذلك
ابن الدحداحة
فقال
لأبي لبابة
: أتبيع عذقك ذلك بحديقتي هذه ؟ ، فقال نعم .. ثم جاء رسولَ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : النخلة التي سألت لليتيم أن أعطيته ألِي بها عذق في الجنة ؟! ، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ نعم . ثم قُتِل
ابن الدحداحة
شهيدا يوم أحد ، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : رُب عذق مذلل
لابن الدحداحة
في الجنة
) رواه
البيهقي
.
وقد مدح النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نساء قريش لرعايتهن اليتامى ، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (
خير نساء ركبن الإبل نساء قريش ، أحناه على يتيم في صغره ، وأرعاه على زوج في ذات يده
) رواه
أحمد
.
ولما مات
جعفر بن أبي طالب
ـ رضي الله عنه ـ تعهد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أولاده وأخذهم معه إلى بيته ، فلما ذكرت أمهم من يتمهم وحاجتهم ، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (
العيلة
(يعني الفقر والحاجة)
تخافين عليهم وأنا وليهم في الدنيا والآخرة
) رواه
أحمد
.
ثم إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يقتصر في اهتمامه باليتيم على أسلوب الحث والترغيب ، بل استخدم أيضا أسلوب التحذير من الإساءة إلى الأيتام ، أو أكل أموالهم بالباطل ، بحيث لا يُقْدم على فعل ذلك إلا من قسى قلبه ، وغلبت عليه شقوته ، فعن
أبي هريرة
ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : (
اجتنبوا السبع الموبقات
(المهلكات)
، قالوا : يا رسول الله ، وما هن ؟ ، قال : الشرك بالله ، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات
) رواه
البخاري
.. فعدَّ الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أكل مال اليتيم من السبع الموبقات ، ومن كبائر الذنوب وعظائم الأمور ..
ولخطورة وعظم حق مال اليتيم ، وجه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من كان ضعيفاً من الصحابة ألا يتولين مال يتيم ، فعن
أبي ذر
- رضي الله عنه - أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : (
يا
أبا ذر
، إني أراك ضعيفا ، وإني أحب لك ما أحب لنفسي ، لا تأمرن على اثنين ، ولا تولين مال يتيم
)رواه
مسلم
.
وقد ترجم المسلمون الأوائل هذه التوجيهات النبوية ترجمة عملية ، ومن ينظر في حال سلفنا الصالح ، يظهر له بوضوح مقدار الحرص على رعاية اليتيم وكفالته ، طلبا وبحثا عن ترقيق القلوب والأجر العظيم ، ومرافقة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الجنة ، فهو القائل ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (
أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا ، وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئاً
) رواه
البخاري
..
المصدر :
منتديات عبق الياسمين
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
زيارات الملف الشخصي :
342
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 2.19 يوميا
نسر الشام
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى نسر الشام
البحث عن كل مشاركات نسر الشام
قِطَاف السَّنابل »
مواضيعيٌّ
»
4333
نِقاطي
»
63618
تمَّ شُكْرِي
»
1,194
شَكرَت
»
33
رَصيدِي
»
2596
نِقَاط التَّحَدِّي
»
0
تلقَّيْتُ
»
736
أَرسَلت
»
0