عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-02-2022, 10:18 PM
سما الموج غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 725
 اشراقتي » Jun 2018
 كنت هنا » 13-08-2025 (07:47 PM)
آبدآعاتي » 3,547,016[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه United Arab Emirates
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
عناق المفاجآت » سجل الهدايا رحيق المفاجات
 
مزاجي:
 
افتراضي الشعراوي.. إمام الدعاة وشيخ المفسرين






الشعراوي.. إمام الدعاة وشيخ المفسرين




محمد متولي* ‬الشعراوي* ‬لقب بإمام الدعاة،* ‬واتفق كثيرون على كونه إمام هذا العصر،* ‬امتلك موهبة تقديم القضايا الدينية بمنتهى السهولة والبساطة،* ‬وانصبت مجهوداته في* ‬مجال الدعوة الإسلامية على تجديد الخطاب الديني،* ‬وهو صاحب أول تفسير شفوي* ‬كامل للقرآن الكريم،* ‬وأول من قدم علم الرازي* ‬والطبري* ‬والقرطبي* ‬وابن كثير وغيرهم سهلاً* ‬ميسوراً* ‬تتسابق إلى سماعه جميع المستويات،* ‬وقد كان تركيزه على النقاط الإيمانية في* ‬تفسيره،* ‬ما جعله* ‬يقترب من قلوب الناس،* ‬وناسب أسلوبه جميع المستويات والثقافات،* ‬فكان أشهر من فسر القرآن في* ‬عصرنا*.‬
ولد الشيخ الشعراوي* ‬في* ‬الخامس عشر من شهر ربيع الثاني* ‬عام ١٣٢٩ه الموافق* ‬١٩١١م،* ‬في* ‬قرية دقادوس،* ‬التابعة لمحافظة الدقهلية،* ‬في* ‬جمهورية مصر العربية*. ‬وحفظ القرآن الكريم وهو في* ‬العاشرة من عمره،* ‬وعندما بلغ* ‬الخامسة عشرة كان قد أتم تجويده*.‬
تابع الشيخ الشعراوي* ‬دراسته الابتدائية والثانوية في* ‬المعاهد الأزهرية في* ‬محافظة الزقازيق،* ‬وتخرج في* ‬كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر عام ١٣٥٩ه الموافق ١٩٤١م، ‬وحصل على الإجازة العالية*‬ ١٩٤١م،* ‬ثم حصل على شهادة العالمية* (‬الدكتوراه*) ‬مع إجازة التدريس عام* ١٦٣١ه، الموافق ٣٤٩١م.


مناصب وجوائز


بعد أن أنهى الشيخ الشعراوي* ‬دراسته الجامعية،* ‬عمل مدرساً في* ‬العديد من المعاهد الدينية في* ‬مصر،* ‬ثم أعير إلى المملكة العربية السعودية،* ‬للتدريس في* ‬كلية الشريعة بجامعة الملك عبد العزيز آل سعود بمكة المكرمة،* ‬ولما انتهت فترة إعارته عاد إلى مصر،* ‬وعُيّن وكيلاً* ‬لمعهد طنطا الديني،* ‬ثم مديرًا لإدارة الدعوة بوزارة الأوقاف*. ‬كما عُيّن مفتشاً للعلوم العربية بجامعة الأزهر الشريف،* ‬وعُين مديراً لمكتب شيخ الأزهر حسن مأمون*.‬
في* ‬عام ١٣٤٩ه (١٩٧٥م)، عُيِّن الشيخ الشعراوي* ‬مديراً عاماً لمكتب وزير شؤون الأزهر،* ‬وعُين بعد ذلك وكيلاً* ‬لوزارة شؤون الأزهر للشؤون الثقافية،* ‬وعُين وزيرًا للأوقاف وشؤون الأزهر في* ‬وزارة ممدوح سالم،* ‬وخرج من الوزارة في ١٣٩٨ه (١٩٧٨م). ‬وعُين بعد ذلك بمجمع البحوث الإسلامية عام ١٤٠٠ه الموافق ١٩٨٠م،* وبعد ذلك تفرغ* ‬لشأن الدعوة،* ‬ورفض جميع المناصب السياسية أو التنفيذية التي* ‬عُرضت عليه*.‬
وفي* ‬عام ١٣٩٦ه (١٩٧٦م). مُنح وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى،* ‬بمناسبة بلوغه سن التقاعد،* ‬وتفرغه لشؤون الدعوة الإسلامية*. ‬وحصل على جائزة الدولة التقديرية عام* ‬١٤٠٨ه (١٩٨٨م)،* وعلى درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة المنصورة في* ‬عام* ٠١٤١ه (٠٩٩١م) كما حصل على جائزة دبي لشخصية العام ٨١٤١ه الموافق ٨٩٩١.


ثراء فكري


إرث الشيخ الشعراوي* ‬الفكري* ‬كبير ومتنوع فقد ترك الشيخ الشعراوي* ‬للمكتبة الإسلامية العديد من المؤلفات القيِّمة،* ‬وبعضها قام عدد من محبيه بجمعها وإعدادها للنشر، ‬ومن تلك المؤلفات *: (‬الإسراء والمعراج*)‬،* ‬و(الإسلام والفكر المعاصر*)‬،* ‬و(الإسلام والمرأة عقيدة ومنهج*)‬،* ‬و(الشورى والتشريع الإسلامي*)‬،* ‬و(المرأة كما أرادها الله*)‬،* ‬و(من فيض القرآن*)‬،* ‬و(المنتخب من تفسير القرآن*)‬،* ‬وكتاب (نهاية العالم*‬) وكتاب (الحلال والحرام)،* ‬وكتاب (الطريق إلى الله) وكتاب (معجزة القرآن) والكتاب مملوء بالأسرار الكبرى عن معجزات القرآن لم* ‬يتناولها أحد الأئمة من قبل ولا من بعد بهذه الصورة الإيضاحية المميزة والرائعة،* ‬وكتاب (السحر والحسد) وكتاب (الحياة والموت*) وكتاب (تربية الأولاد في* ‬الإسلام)،* ‬وكتاب (المرأة في* ‬القرآن) * وكتاب (أسماء الله الحسنى) * وكتب أخرى* ‬غيرها كثيرة*.‬
وتبقى درته الخالدة،* ‬في* ‬تفسيره الشفهي* ‬للقرآن الكريم والذي* ‬طبع في* ‬مجلدات تحت اسم تفسير الشعراوي،* ‬وهو التفسير الذي* ‬تلقاه الناس بقبول حسن،* ‬عامتهم قبل خاصتهم،* ‬وانتشر التفسير عن طريق الوسائل المقروءة والمسموعة والمرئية،* ‬واعتمد على قدرات الشيخ اللغوية والفقهية الفذة في* ‬تفسير القرآن الكريم والتي* ‬شهد له بها علماء عصره حيث استغل طاقات اللغة في* ‬فهم النص القرآني* ‬وإيصاله إلى الناس بأسلوب عصري* ‬تفرد به وحده دون* ‬غيره من العلماء*.‬


«تفسير التفاسير»


وقد كان تفسير الشيخ الشعراوي* ‬مؤثراً* ‬بحيث* ‬ينزل بفهم النص القرآني* ‬إلى جميع مستويات العقول والأفهام البشرية على مختلف تنوعها واتجاهاتها،* ‬بحيث* ‬يدرك معناه ومغزاه،* ‬ولذلك أعجبت به الجماهير من ذوي* ‬الثقافات العالية والمتوسطة والعوام،* ‬الذين* ‬يمثلون نسبة كبيرة من العالم الإسلامي*.‬
ولا شك في* ‬أن تفسير الشعراوي* ‬هو أشهر كتب التفاسير الحديثة،* ‬ويضعه البعض في* ‬مكانة الكتب المجددة لأمر الدين،* ‬وقال عنه الشيخ أحمد حسن الباقوري*: ‬«تفسير مولانا الشيخ الشعراوي؛ مزج القديم بالجديد،* ‬وآلف بين المناهج التفسيرية؛ فانتقى منها الأفضل،* ‬والأنسب،* ‬والأصلح،* ‬وأضاف إليها فقهه،* ‬وثقافته،* ‬وتبحره في* ‬العلوم»، وحين سئل الإمام المفسر محمد سيد طنطاوي* ‬شيخ الأزهر الشريف الأسبق قال*: ‬«تفسير الشعراوي؛ هو كنز التفاسير؛ بل هو تفسير التفاسير،* ‬وخلاصة الفكر،* ‬والنظر،* ‬والأثر»، ويقول الدكتور عبد الله شحاتة صاحب تفسير القرآن الكريم عن الشيخ الشعراوي* ‬وتفسيره*: ‬«عمدة المفسرين في* ‬القرن العشرين،* ‬وأبلغ* ‬من عاش مع كتاب الله العزيز؛ تلقياً،* ‬وتفكراً،* ‬واستنطاقاً،* ‬واستلهاماً،* ‬وتمثلاً* ‬في* ‬أغلب فترات حياته».
أما العلامة الدكتور شوقي* ‬ضيف،* ‬رئيس اتحاد المجامع اللغوية العربية السابق،* ‬وصاحب «التفسير الوجيز»؛ فقال عن تفسير الشعراوي*: ‬«لقد أنار لنا الشيخ الشعراوي* ‬دروب الفهم،* ‬والتحليل،* ‬والتمنطق،* ‬والتفلسف،* ‬والاجتهاد؛ فاقتربنا أكثر من واحة القرآن؛ حتى كأنه كان* ‬يتنزل علينا بعد خمسة عشر قرناً* ‬من نزوله؛ وأسعفنا؛ بمقدرة المرء؛ صاحب العقلية الراجحة الناقدة،* ‬والاستيعاب التام،* ‬والفهم العجيب،* ‬والتذوق العالي،* ‬والكشف الروحاني؛ على مطارحة كبار علماء الأمة في* ‬مسائل العلم الشرعي،* ‬وغير الشرعي».


تجديد متفرد


وفي* ‬أطروحته لنيل الدكتوراه* ‬«منهج الشيخ الشعراوي* ‬في* ‬تفسيره ومقارنته بمناهج المفسرين المعاصرين» في* ‬كلية الآداب في* ‬جامعة عين شمس؛ ذكر الباحث محمد أحمد التجاني* ‬«أن ما* ‬يتمتع به تفسير الشعراوي؛ هو اشتماله على الكثير؛ من الاستنباطات،* ‬والتوفيقات،* ‬والترجيحات،* ‬والردود على الكثير من الأقوال التي* ‬شاعت في* ‬كتب التفسير؛ مما لا* ‬يتفق والشريعة الإسلامية؛ بحيث* ‬يبدو للمتابع أن الشعراوي* ‬استوعب ما سبق من أعمال المفسرين،* ‬وأضاف إليه ما* ‬يحتاج إليه المعاصرون من معارف العصر المتطورة*. ‬فقد جمع الشعراوي* ‬بين مدارس تفسيرية عدة؛ فأفاد من ميزة كل مدرسة قديمة،* ‬أو حديثة،* ‬كما أنه اهتم بالكشف عن جوانب الإعجاز في* ‬القرآن الكريم؛ سواء*: ‬البلاغي،* ‬أو الغيبي،* ‬أو العلمي،* ‬أو* ‬غيرها».
ويرى الباحث محمد عبد الشافي* ‬القوصي* ‬أن الشيخ الشعراوي* ‬هو فيلسوف المفسرين،* ‬وحامل لواء التجديد في* ‬علوم القرآن والدين،* ‬ومن ظل رافعاً* ‬كتاب الله تعالى؛ في* ‬دروسه،* ‬وخلواته،* ‬ومناجاته،* ‬وحله،* ‬وترحاله،* ‬وشغله،* ‬وفراغه،* ‬ووعظه،* ‬ودعوته،* ‬ومناظراته،* ‬ومساجلاته؛ للنهل منه،* ‬والاستزادة بفيوضاته،* ‬وروحانياته؛ حتى فتح له الله باب العلم اللدني؛ فكانت خواطره الإيمانية؛ الجامعة بين العلم الدنيوي* ‬البشري،* ‬والعلم الوهبي* ‬الإلهي*.‬
ومما* ‬ينبغي* ‬أن* ‬يشار إليه هنا،* ‬أن التفسير المطبوع للشيخ الشعراوي،* ‬لم* ‬يضعه هو نفسه،* ‬وإنما جمعته بعض دور النشر من تسجيلاته الصوتية،* ‬وقام بعض علماء الأزهر بمراجعته وتخريج أحاديثه*. ‬وتمنى البعض لو أن الشيخ الشعراوي* ‬كتب تفسيره بيده؛ ليكون مقروءاً؛ كغيره من التفاسير الأخرى؛ بعد* ‬غربلته من الحكايات،* ‬واللهجة المصرية،* ‬والألفاظ الدارجة،* ‬بينما رأى آخرون أن هذه الحكايات وتلك اللهجة قربت التفسير إلى عقول الملايين من عامة المسلمين*.‬







رد مع اقتباس