عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 13-02-2022, 02:13 PM
سما الموج غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 725
 اشراقتي » Jun 2018
 كنت هنا » يوم أمس (02:27 PM)
آبدآعاتي » 2,461,455[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه United Arab Emirates
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي ابن دقيق العيد.. مجدد القرن السابع الهجري







ابن دقيق العيد.. مجدد القرن السابع الهجري




الإمام الفقيه المجتهد الحافظ العلامة قاضي* ‬القضاة،* ‬شيخ الإسلام ابن دقيق العيد،* ‬كانت له لفتات ولوامع حسبما ورد في* ‬موسوعة المجددين في* ‬الفكر الإسلامي* ‬تضعه على رأس أصحاب النزعات التجديدية في* ‬التفكير الإسلامي،* ‬حتى إن عدداً من المؤرخين اختاروه واحداً من مجددي* ‬القرن السابع الهجري*.‬
قال عنه الحافظ أبو الفتح بن سيد الناس اليعمري*: «‬لم أرَ* ‬مثله فيمن رأيت،* *وكان للعلوم جامعاً،* ‬وفي* ‬فنونها بارعاً،* ‬مقدَما في* ‬معرفة علل الحديث على أقرانه،* ‬منفرداً بهذا الفن النفيس في* ‬زمانه،* ‬بصيراً بذلك،* ‬شديد النظر في* ‬تلك المسالك،* ‬وكان حسن الاستنباط للأحكام والمعاني* ‬من السنة والكتاب،* ‬مبرزاً في* ‬العلوم النقليَة والعقلية*».‬
وعده الإمام شمس الدين الذهبي* ‬مجدد الإسلام على رأس المئة السابعة للهجرة.‬

وفي* ‬كتابه* «‬المجددون في* ‬الإسلام*»،* ‬وضع الدكتور عبد المتعال الصعيدي* ‬ابن دقيق العيد على رأس المجددين في* ‬الإسلام في* ‬القرن السابع الهجري،* فقال: «‬ولابن دقيق العيد لفتة عابرة قد تدل على أنه كان فيه شيء من نزعة التجديد،* ‬وذلك أنه لما جاءت التتار إلى الشام في* ‬سنة* 086 ه الموافق* ‬1821 م،* ‬ورد مرسوم السلطان إلى القاهرة بعد خروجه منها للقائهم أن* ‬يجتمع العلماء ويقرأوا* «‬صحيح البخاري*»‬،* ‬فاجتمع العلماء وقرأوه إلى أن بقي* ‬شيء منه،* ‬وكان هذا في* ‬يوم خميس،* ‬فأخروا ما بقي* ‬إلى أن* ‬يتموه* ‬يوم الجمعة،* ‬فلما كان* ‬يوم الجمعة رأوا ابن دقيق العيد في* ‬الجامع،* ‬فقال لهم*: ‬ما فعلتم ببخاريكم؟،* ‬فقالوا*: ‬بقي* ‬ميعاد أخرناه لنختمه اليوم،* ‬فقال*: ‬انفصل الحال من أمس العصر،* ‬وبات المسلمون على كذا،* ‬فقالوا*: ‬نخبر عنك،* ‬فقال*: ‬نعم،* ‬فجاء الخبر بعد ذلك،* ‬وكان النصر فيه للمسلمين،* ‬وقد عد السبكي* ‬هذا من كرامات ابن دقيق العيد*».‬
والحق أن قول ابن دقيق العيد*: «‬ماذا فعل بخاريكم؟،* ‬يريد منه أن النصر قد تم بما أمر الله بإعداده من قوة ومن رباط الخيل،* ‬وليس بقراءة البخاري* ‬ونحوه،* ‬على عكس ما فهم الإمام السبكي؛ لأن المسلمين تركوا الاعتماد على العلوم التي* ‬تمكنهم من إعداد ما أمرهم الله به من القوة الحربيَة*».‬

دعاء مستجاب
هو الإمام محمد بن علي* ‬بن وهب بن مطيع بن أبي* ‬الطاعة القشيري* ‬القوصي،* ‬أبو الفتح تقي* ‬الدين،* ‬ابن دقيق العيد،* ‬ولد* ‬يوم السبت* ‬15 شعبان سنة خمس وعشرين وستمئة،* ‬في* ‬البحر الأحمر عند ساحل* ‬ينبع؛* ‬حيث كان والده مجد الدين القشيري* ‬القوصي* ‬متوجهاً إلى الحج*.* ‬ويقال إن والده لما قدم مكة حمل رضيعه بين* ‬يديه وطاف به البيت وهو* ‬يدعو الله سائلاً أن* ‬يجعله عالماً،* ‬وقد استجاب الله دعاءه*.‬
غلب عليه لقب ابن دقيق العيد،* ‬وهو لقب جده الأعلى الذي* ‬كان ذا صيت ذائع،* ‬ومكانة رفيعة بين أهل الصعيد،* ‬وقد لقب بذلك؛ لأن هذا الجد كان* ‬يضع على رأسه* ‬يوم العيد طيلساناً شديد البياض،* ‬فشبَهه العامة من أبناء الصعيد لبياضه الشديد هذا* «‬بدقيق العيد*».‬
نشأ ابن دقيق العيد في* ‬مدينة قوص التي* ‬كانت تشتهر في* ‬ذلك الوقت بمدارسها العديدة ونهضتها الثقافية الواسعة،* ‬تحت رعاية والده مجد الدين القشيري،* ‬الذي* ‬تخرج على* ‬يديه الآلاف من أبناء الصعيد،* ‬كما* ‬يشير إلى ذلك الأدفوي* ‬في* «‬طالعه السعيد*» ‬في* ‬تراجم متفرقة*.‬

إشعاع القاهرة

وقد عاش شبابه تقياً نقياً ورعاً طاهر الظاهر والباطن،* وذكر كثيرون في* ‬ترجمته أن ابن دقيق العيد حفظ القرآن الكريم حفظاً تاماً،* ‬وتفقه على مذهب الإمام مالك على* ‬يد أبيه،* ‬ثم رجع وتفقه على مذهب الإمام الشافعي* ‬على* ‬يد تلميذ أبيه البهاء القفطي،* ‬كما درس النحو وعلوم اللغة على* ‬يد الشيخ محمد أبي* ‬الفضل المرسي،* ‬وشمس الدين محمود الأصفهاني،* ‬ثم ارتحل إلى القاهرة التي* ‬كانت في* ‬ذلك الوقت مركز إشعاع فكري* ‬وثقافي* ‬يفوق كل وصف،،* ‬فانتهز ابن دقيق العيد هذه النهضة العلمية الواسعة*.‬
لازم ابن دقيق العيد سلطان العلماء الشيخ عز الدين بن عبد السلام حتى وفاته،* ‬وأخذ على* ‬يديه الأصول وفقه الإمام الشافعي،* ‬وهو من سماه بسلطان العلماء،* ‬وجلس إلى الحافظ عبد العظيم المنذري،* ‬وإلى عبد الرحمن البغدادي* ‬البقال،* ‬ثم سافر بعد ذلك إلى دمشق وسمع بها من الشيخ أحمد عبد الدايم وغيره،* ‬ثم اتجه إلى الحجاز ومنه إلى الإسكندرية فحضر مجالس الشيوخ فيهما،* ‬وتفقه،* ‬وبلغ* ‬غايته في* ‬شتى أنواع العلوم والمعرفة الإسلامية*.‬

قاضي القضاة

بعد أن حصل ابن دقيق العيد كل هذا العلم لم* ‬يمكث بالقاهرة طويلاً،* ‬حتى عاد من جديد،* ‬إلى مسقط رأسه قوص،* ‬وتقلد منصب التدريس بالمدرسة النجيبية،* ‬وهي* ‬إحدى المدارس الشهيرة في* ‬قوص،* ‬وهو لم* ‬يتجاوز السابعة والثلاثين من عمره،* ‬فالتف حوله المريدون* ينهلون منه * ‬مختلف الفنون والمعارف الإسلامية*.‬
وقد عرف بغزارة علمه وسعة أفقه،* ‬فذاع صيته بين الناس،* ‬حتى إن والي* ‬قوص أسند إليه منصب القضاء على مذهب الإمام مالك،* ‬ثم اتجه بعد ذلك إلى القاهرة،* ‬وقام فيها بالتدريس بالمدرسة الفاضلية،* ‬والكاملية،* ‬والصالحية،* ‬والناصرية،* ‬وكان ثقة في* ‬كل ما* ‬يقول أو* ‬يشرح حتى بلغ* ‬في* ‬النفوس مكانة سامية وطارت سيرته الحسنة،* ‬إلى القاهرة مجدداً ليرشحه أحد المقربين إلى السلطان منصور بن لاجين ليتولى منصب قاضي* ‬القضاة في* ‬مصر،* ‬حينما توفي* ‬عبد الرحمن بن بنت الأعز ‬وخلا بموته هذا المنصب،* ‬قائلاً*: «‬هل أدلك على محمد بن إدريس الشافعي،* ‬وسفيان الثوري* ‬وإبراهيم بن أدهم؟ ‬فعليك بابن دقيق العيد*».‬

ميراث عظيم

ترك ابن دقيق العيد الكثير من المؤلفات في* ‬الفقه والحديث ولعل أشهرها*: «‬الإلمام الجامع أحاديث الأحكام*»،* ‬في* ‬عشرين مجلداً،* ‬وهو من أعظم ما صنف في* ‬مجاله،* ‬وشرح لكتاب التبريزي* ‬في* ‬الفقه،* ‬وفقه التبريزي* ‬في* ‬أصوله،* ‬كما شرح مختصر ابن الحاجب في* ‬الفقه،* ‬ووضع في* ‬علوم الحديث كتاب الاقتراح في* ‬معرفة الاصطلاح،* ‬وله تصانيف في* ‬أصول الدين،* ‬كما كان ابن دقيق العيد،* ‬بجانب امتيازه في* ‬التدريس والفقه والتأليف،* ‬خطيباً بارعاً،* ‬وله ديوان شعر ونثر*.‬
توفي* ‬بالقاهرة في* ‬صبيحة* ‬يوم الجمعة لتسعة أيام بقيت من صفر * ‬702ه،* ‬بعد أن عمر* ‬77 عاماً،* ‬قضاها في* ‬خدمة الدين الإسلامي* ‬الحنيف في* ‬مختلف أنحاء العالم الإسلامي*. ودفن* ‬يوم السبت بسفح المقطم،* ‬وكان* ‬يوماً مشهوداً،* ‬وقد وقف جيش مصر* ‬ينتظر الصلاة عليه*.‬







رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ سما الموج على المشاركة المفيدة: