عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 27-06-2022, 03:11 AM
النجمة المضيئة غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 1582
 اشراقتي » Feb 2020
 كنت هنا » 21-12-2023 (11:46 PM)
آبدآعاتي » 141,428[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
عمر بن عبدالعزيز والشعراء





قال الله تعالى:﴿ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ﴾ [الأنعام: 152] (7)
لما استُخلِف عمر بن عبدالعزيز وفد عليه الشعراءُ، فأقاموا ببابه أيامًا لا يؤذَنُ لهم، فدخل عليه عدي بن أرطاة فكلَّم بهم أمير المؤمنين، فقال: يا عديُّ، ما لي وللشعراء، فقال: يا أمير المؤمنين، إن رسولَ الله قد مُدِح وأعطى، وفيه أسوة لكل مسلم، قال: مَن مدحه؟ قال: عباس بن مرداس، فكساه حُلَّة قطع بها لسانه، قال: صدقتَ، فمن بالباب؟ قال: ابنُ عمك عمر بن أبي ربيعة القرشي، قال: لا قرَّب الله قرابته، ولا حيَّا وجهه، ثم ذكر له أبياتًا، منها:
ويا ليتَ سلمى في القبور ضجيعتي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
هنالك أو في جنَّة أو جهنَّم
ثم قيل له: جميل بن معمر، فقال: أليس القائل:
ألا ليتنا نحيا جميعًا وإن نمت نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
يوافي لدى الموتى ضريحي ضريحَها نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
والله لا يدخُلُ أبدًا، ثم قيل له: كُثَيِّر عزَّة، فقال: أليس هو القائل:
رهبانُ مَدْيَنَ والذين عهدتهم نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
يبكون مِن حذَرِ الفِراق قعودَا نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
لو يسمَعون كما سمعتُ حديثها نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
خرُّوا لعزَّة ركَّعًا وسجودَا
أبعده الله، فوالله لا يدخل أبدًا، ثم قيل له: الأحوص، فقال: لا دخَل أبدًا، وقد أفسد على رجلٍ من أهل المدينة جاريته حتى هرب بها:
الله بيني وبين سيدها نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
يفرُّ عني بها وأتبع نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ثم منع الفرزدق ومنع الأخطل، وأذِن لجرير؛ لأنه القائل:
طرقَتْكَ صائدةُ القلوب وليس ذا نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وقتَ الزيارة فارجعي بسلام
فدخل جرير وهو ينشد:
إن الذي بعَث النبي محمَّدًا نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
جعَل الخلافةَ في إمامٍ عادلِ نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فلما مثُل بين يديه قال: يا جرير، اتَّقِ الله ولا تقُلْ إلا حقًّا، ثم أنشد:
كم باليمامة مِن شعثاءَ أرملةٍ نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ومِن يتيمٍ ضعيفِ الصوت والنَّظر نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ممن يعُدُّكَ تكفي فَقْدَ والده نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
كالفَرْخِ في العُشِّ لم يدرُجْ ولم
إلى أن قال:
هذي الأراملُ قد قضيتَ حاجتها نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فمَن لحاجةِ هذا الأرملِ الذَّكَر؟
فقال: يا جرير، ما أرى لك فيما ها هنا حقًّا، قال: يا أمير المؤمنين، إني ابنُ سبيل منقطع به، فقال له: ويحك يا جرير، قد ولينا هذا الأمرَ ولا نملِكُ إلا ثلاثَمائة درهم، فمائة أخذها عبدالله، ومائة أخذَتْها أم عبدالله، يا غلامُ، أعطه المائةَ الباقية، فأخَذها جريرٌ، وقال: والله يا أمير المؤمنين، لهي أحبُّ مال اكتسبتُه، وفي رواية أخرى أذِن لكُثَيِّرِ عزَّةَ وقال له: قُلْ ولا تقُلْ إلا حقًّا؛ فإن الله سائلك، فقال:
وليتَ فلم تشتمْ عليًّا ولم تُخِف نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
بَرِيًّا ولم تتبَعْ مقالةَ مجرِم نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وقلتَ فصدقت الذي قلتَ بالذي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فعلتَ، فأضحى راضيًا كلُّ مسلِمِ
إلى آخر القصيدة، ثم قال: يا كُثَيِّرُ، إن الله سائلُك عن كل ما قلتَ.
ثم أذِن للأحوص وقال: قل ولا تقل إلا حقًّا؛ فإن الله سائلُك، فأنشده
وما الشِّعرُ إلا خطبةٌ من مؤلِّفٍ نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
بمنطقِ حقٍّ أو بمنطق باطلِ نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فلا تقبَلنْ إلا الذي وافَق الرضا نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ولا ترجعنا كالنِّساءِ الأراملِ
إلى آخر القصيدة، ثم قال له: يا أحوص، إن الله سائلُك عن كلِّ ما قلت، ثم تقدَّم إليه نصيب فاستأذَن في الإنشاء، فلم يأذَنْ له، وأمَره أن يلحق بدابق، وهي قرية قريبة من حلب، ثم قال لهم: ما عندي ما أعطيكم وأواسيكم؛ فانتظروا حتى يخرجَ عطائي، ولما خرج عطاؤُه أعطى اللذينِ أنشدا ثلاثَمائة درهم، ولنصيب مائة وخمسين[1].
قال الإمام النووي في رياض الصالحين تعليقًا على المدحِ بعد أن أوردَ أحاديثَ النهي:
فهذه الأحاديثُ في النهي، وجاء في الإباحة أحاديثُ كثيرة صحيحة؛ قال العلماء: وطريق الجمعِ بين الأحاديث أن يقال: إن كان الممدوح عنده كمالُ إيمان ويقين ورياضة نفسٍ ومعرفة تامة، بحيث لا يفتَتِن ولا يغترُّ بذلك، ولا تلعَبُ به نفسه - فليس بحرامٍ ولا مكروهٍ، وإن خِيفَ عليه شيءٌ من هذه الأمور كُرِه مدحُه في وجهه كراهةً شديدة، وعلى هذا التفصيل تنزَّلُ الأحاديثُ المختلفة في ذلك، ومما جاء في الإباحةِ قولُه صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه: ((أرجو أن تكونَ منهم))؛ أي: مِن الذين يُدْعَون من جميع أبواب الجنة لدخولها، وفي الحديثِ الآخر: ((لستَ منهم))؛ أي: لستَ من الذين يُسبِلون أزرَهم خيلاءَ، وقال صلى الله عليه وسلم لعمرَ رضي الله عنه: ((ما رآك الشيطانُ سالكًا فجًّا، إلا سلَك فجًّا غيرَ فجِّك)).
ومن أمانة الكلمة: ألا يكون في المجلس غِيبة ولا نميمة؛ فعن أنسٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لَمَّا عُرِج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: من
هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكُلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم))، وإسناده صحيح[2]، وفي حديثِ كعب بن مالك حين يروي قصةَ توبته لتخلُّفِه عن غزوة تبوك قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم وهو جالسٌ في القوم بتبوكَ:[3] ((ما فعَل كعبُ بن مالك؟))، فقال رجل من بني سَلِمةَ: يا رسول الله، حبَسه ...اه والنظرُ في عِطفيه - يشيرُ إلى تكبُّره وإعجابه بنفسه، وهو غمز بكعبٍ - فقال له معاذ بن جبل: بئس ما قلت، والله يا رسولَ الله، ما علِمْنا عليه إلا خيرًا، فسكت رسولُ الله صلى الله عليه وسلم.
ومِن أمانة الكلمة: ألا يمشيَ الرجلُ بالنميمةِ؛ فعن حُذَيفة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخُلُ الجنةَ نَمَّامٌ))؛ متفق عليه، وعن ابنِ عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ بقبرين يعذَّبان فقال: ((إنهما يعذَّبانِ، وما يعذَّبانِ في كبير، بلى إنه كبير؛ أما أحدهما فكان يمشي بالنميمةِ، وأما الآخرُ فكان لا يستترُ من بولِه))؛ متفق عليه.




 توقيع : النجمة المضيئة

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
3 أعضاء قالوا شكراً لـ النجمة المضيئة على المشاركة المفيدة:
, ,