سيدي الكريم /
قولي وجوابي جاء على عدم العصمة لأي إنسان غير الأنبياء ،
وما دونهم ينالهم ما ينال غيرهم ، تلك العوارض لا تعني
أن نهجر بابهم ونشط عن أخبارهم ،
فهم وجهة المضطر الباحث عن الحل
لما حباهم الله من علم وفهم ،
فلا يعقل على سبيل المثال أن نترك الإستفتاء
ممن نالهم حظ العلم في مسائل الشرع بحجة ظنية
أن المفتي قد يتلفعه شيء من تلك المثالب !
" إذا ما كان الجواب يوافق ما جاء في آي الكتاب
أو في سيرة النبي الأواب " .
" هنا أذهب إلى المبالغة بوجود العدد الغفير ممن يزلون " ،
ولا يعني هذا " انعدام واضمحلال المخلص الأمين الصادق
من أولئك المختصون " .
هنا وجب التفريق إذا كان جوابه يوافق الحق
فما ضرنا ما يفعله ما بينه وبين نفسه !
كذلك الطبيب والمهندس شرهم لأنفسهم ،
يساق على ذاك المثال ليكون به يقاس ،
إذا ما كانت المعلومة صحيحة لا يخالطها خطأ ،
فلا يمكن أن نذهب لمن تقاصرت قدمه عن بلوغ أقصى المعرفة ،
وفشى وجهله عن كل مسأله !
" المعيار هنا إذا الرسوخ في العلم " .
قولك :
هنا قطعنا شوط جيد
لكن استغرب بعد ذلك لماذا اعتبرت السائل هنا سئ النية عندما يسأل .. ؟
وأقول :
لم أطلق حرفي بقولي مباشرة أن " مطلق"
السؤال يخرج من رحم سوء النية !
" لكون السؤال مشروع إتيانه مشرعة بيبانه"
وإنما عنيت أن يكون السؤال منبعه الحرص على كسب
المعرفة وطرد الجهل ، وأن يكون السؤال سؤال
باحث عن الحق والحقيقة لا أن يكون منه القصد
كالمصادمة ودفع الحقيقة !
قولك :
هل نفهم من كلامك ان الانسان من الفئة العامة
لا يجب ان يعرف كل شي عن شؤون حياته او يدع هؤولا
الذين في الفئة الخاصة يفكرون بالنيابة عنه ؟!!
وأقول :
لم أقل بحجر السؤال وتكميم الأفواه عن لفظه ورسمه !
بل وكما أسلفت ف" مفتاج السؤال الجواب " ،
هنا يقع الخلط والمبالغة في التعاطي مع الأحداث عندما
نقول ونسأل ذاك السؤال :
" او يدع هؤولا الذين في الفئة الخاصة يفكرون بالنيابة عنه " ؟!! - قولك -
فالله تعالى جعل الواحد منا تحت طائلة التكليف ،
ومن ذلك رسم لنا الطريق ، ووضع لها علامات لنا تنير ،
ففي سنن الحياة كان لزاما بالقانون والنظام تسير ،
ومن تجاوزها وغفل عنها ناله الزجر ،
وطاله العقاب والتعنيف العسير .
لهذا ومن هذا لم يصل بنا الحال اليوم أن نرضخ
تحت أقدام الدكتاتورية والإقصاءية من قبل من يتعاملون مع البشر
مقسمين فئاته لأحرار وعبيد ، ولي الأمر وعليك التنفيذ !
من هنا علينا الوقوف على الوسطية في حديثنا
لا أن نستجلب ما توارى عن حجاب الواقعية ،
فليس من سماحة الإسلام أن نجعله كدكتاتورية العصور الوسطى
أبان تسلط الكنيسة التي كان بيدها توزيع صكوك الغفران
لتوزعها على الأشخاص كيفما تشاء ،
وكأن كهنتها هم - ظل الله في الأرض -
كما يقال ويذاع !
" وأنا هنا أفند ما يرد من حضرتكم وفق ما يلفظ به بناني
الذي يترجم ما يجول في قلبي وبالي " .
لم يناقض كلامي السابق كلامي اللاحق !
فما زلت أقول :
" بأن الأسئلة لها حدود وهذا ليس قولي " !
و" لا يعني قولي ذاك بمطلق المنع لنغلق عليه الباب " !
وإنما يكون السؤال والجواب عليه له خاصيته
يراعى فيه ظرفي المكان والزمان " .
ورافد قولي يعضده أصل رأي الساسة
والإجتماعيون وعزاء قولهم
هو " المحافظة على السلم العام " ،
لكون لكل دولة كيانها ونسيجها الخاص ،
وقد بينت ذاك في آنف ردي عليك ،
ولك أن تعود إليه لتعرف القصد من ذاك البيان .
مُهاجر