عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 02-05-2023, 11:37 PM
انسكاب حرف
ابتسامة الزهر متواجد حالياً
 
 عضويتي » 27
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » اليوم (01:36 AM)
آبدآعاتي » 4,158,587[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي البرمجة الذهنية وكيفية فك التشفيرات




البرمجة الذهنية وكيفية فك التشفيرات







الدماغ البشري هو أداة كونية ذات قدرات لا محدودة تصل حد الخوارق إذا ما تمكن مستخدم هذه الأداة من
استكشاف طرق استخدام قدرات دماغه، حيث إن الدماغ البشري هو نموذج مصغر عن الكون بكل ما يحتويه،
فهو قادر على العمل كمستقبل ومولد للطاقة الحياتية، كما أنه يعمل كمركز اتصال مع العالم الخارجي، كذلك
يعمل وفق قانون الجذب، ولديه كافة مفاتيح الولوج إلى قاعدة البيانات الكونية منذ بداية الخليقة مما يُمَكنه
من تحميل كل تلك المعارف الكونية متى استكشف جميع قنواته وكيفية تفعيلها. (البرمجة الذهنية).

كيف كانت الحضارات سابقاً وكيف كانت البرمجة الذهنية؟
اذا راجعنا فلسفات الحضارات القديمة ما قبل الأديان السماوية لكتشفنا ملامح من تلك الامكانات الدماغية، سواء في
علوم الفلك والطب والهندسة البنائية، كذلك من خلال الارث الفكري والادبي والفلسفي لبعض العلماء والفلاسفة،
وربما من اكثر الحضارات التي تركت ارثا ذي طبيعة عجائبية هي الحضارة المصرية القديمة التي ما زال العلم حتى
اليوم غير قادر على فهم جميع الغازها، كما اننا نسمع عن الكثير من الاشخاص من الفلاسفة والشعراء والادباء
والانبياء من الحقبات الغابرة والذين تمتعوا بميزات خارقة مثل تحريك الاشياء عن بعد والمشي على الماء والتكلم
مع الحيوانات والقدرات على شفاء المرضى،

أيضاً تقديم معارف فكرية وادبية ذات مستوى فريد، كلها امور تدعونا للاستغراب عند مقارنتها بامكانياتنا الفكرية
والتكنولوجية الحالية، وهذا يدلنا على ان للإنسان قدرات عظيمة ليس فقط على صعيد العلوم كافة بل وعلى صعيد
السلام النفسي والرقي الوجداني(يمكن البحث عن الحضارة المصرية القديمة، الحضارة الاغريقية، حضارة بلاد ما بين
النهرين، الحضارة الفارسية، الحضارة الهندية القديمة، الحضارة الصينية القديمة، حضارة المايا..) لكننا اليوم لا
نمتلكها على الرغم من كل التقدم التكنولوجي الذي وصلنا اليه.

لماذا تراجعت الحضارات وظهرت فلسفات جديدة؟
اذن لماذا تراجعت تلك الحضارات وظهرت فلسفات جديدة قادتنا الى ما وصلنا اليه اليوم من تضاؤل انساني وجداني
وتراجع نفسي وابداعي، في مقابل تطور تكنولوجي مادي بات حاجة حتمية لا يمكننا الاستغناء عنه، وكأننا خلقنا
اشياء لخدمتنا وبتنا عبيدا لها، وقد اسمينا ذلك ذكاء وتطورا، ونلاحظ اليوم انتشار كافة اشكال العلاجات النفسية
ونحن نعتبر ان ترسيخ علم النفس، والذي يعتبر حديث العهد، نوع من التطور في مجال العلوم، ولكن لم ننتبه الى
ما استدعى تعزيز وتفعيل هذا العلم في مقابل وانه لم يكن هناك حاجة له في العصور الغابرة،

نقول ايضا ان التعليم والمدارس اليوم متطورة بدجة عالية، وفي الحقيقة اذا راجعنا طرائق التدريس في الماضي
لوجدنا اهتماما بالشعر والادب والفنون والاشغال اليدوية، ما يدل على تربية تستهدف تهذيب النفس والحواس
وارتقاء الروح تجانسا مع العلوم المادية مثل الكيمياء والفيزياء والرياضيات، وقد كان هناك اهتمام بتوجيه الطلاب
في مرحلة ما بعد اكتساب المعارف الأساسية، كل بحسب توجهه وبحسب قدراته، اما اليوم في عصرنا الحديث فقد
تم فصل التربية عن التعليم وفصل الفن والادب عن المواد التعليمية، وصيغت العارف والمعلومات الدراسية في
قوالب محددة الاهداف، تسعى للتقييم القائم على العلامات اللامنطقية، بحيث يحول الطالب ذي العلامات المنخفضة
في المواد الادبية والجيدة في المواد العلمية في المرحلة الثانوية الى القسم الادبي بناء على المعدل العام، بحيث
يحال الى القسم الذي هو في الأساس مكمن الضعف لديه.

ما هو شكل الإنسان اليوم؟ وكيف تبدو ملامح خريطته الذهنية؟
قدمنا تلك الامثلة لكي نوضح شكلا بسيطا من اشكال البرمجة الذهنية الحديثة والتي بدأت مع النظام التعليمي
والاجتماعي والسياسي الذي بدأ يتموضع بعد الحرب العالمية الثانية وقد كان استكمالا واعيا للبرمجة التي سبقت
تلك الحقبة بكثير، بحيث توافرت وسائل البرمجة الفعلية بدءا من التلفزيون والاقمار الصناعية والاعلام المرئي
والمسموع وصولا الى ثورة الاتصالات وعالم الانترنت حتى دخول علم الهواتف الذكية والعوالم الافتراضية، كل ذلك
يسمى تطورا وتقدما وذلك صحيح من الناحية المادية، ولكن ما هو شكل الانسان اليوم؟ وكيف تبدو ملامح خريطته الذهنية؟

بدل ان يكون الدماغ شبكة مفتوحة القنوات ومولدة للطاقة وقادرة على التواصل مع كل محتويات الكون وتجسيدها
في حالة من التناغم النفسي والصفاء الفكري والقدرة على محبة الوجود، بات الدماغ وفقا لهذه البرمجة آلة
محدودة الاستعمالات، مع سعة استيعابية محددة، وقنوات كثيرة مقفلة وغير مفعلة ما جعل الطاقة التي يمكن
استقبالها أيضاً ذات نسب من الصعب تخطيها، فصارت الصور والمفاهيم والتمثلات الذهنية محصوة بما يقدمه
النظام الاجتماعي المبرمج، ما أنتج نماذج مقلدة من الطموحات والاحلام، وارسى قواعد معينة ووضع تصنيفات ثنائية
لكل الموجودات مثل النجاح والفشل، المريض والسوي، الجميل والقبيح، فباتت الطاقة تدور في حلقات لتخلق
اشكالا محددة سلفا، فسجن نموذج عن كون كبير في قوالب وسراديب، ما جعل الذهن في حالة صراعية ذاتية وذا
بعد عدائي قائم على النقص والعزلة، وحاجات مادية تعويضية وقتية.

هل البرمجة الذهنية قابلة للتغيير والتعديل؟
اخيرا لا بد لنا ان نعلم ان تلك البرمجة قابلة للتغيير والتعديل، فالانسان لديه كل الامكانيات الكونية، واول المفاتيح
المتاحة للخروج من دوامة البرمجة هو مراقبة محتويات الفكر واعادة تنظيمها، اي ان لا نكون متلقين سلبيين دون
رغبة في البحث عما هو مجهول، والمفتاح الثاني هو الابتعاد قدر الإمكان عن وسائل البرمجة الفكرية مثل الاعلام
والاعلانات والقوالب التعليمية الجامدة ومحاولة اختراقها وعدم الانسياق خلف الافكار التسويقية، ثالثا مراقبة
الطبيعة وتأمل مخلوقاتها، العمل على اكتساب عادات جديدة على الدوام والبحث عن المعرفة الحقة، واستكشاف
الطرق المتاحة لتطوير الوعي وخلق الصفاء الفكري، والبحث عن كل ما هو مختلف في الثقافات والحضارات وفهمها
بحب وتقبل، أي العمل على تحرير الذهن من عبودية الاحكام والتصنيفات والمفاهيم الضيقة، ومحاولة التحرر من
تقديس الجسد المادي واستعادة التواصل مع الاجساد الاخرى التي نمتلكها.





 توقيع : ابتسامة الزهر


رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ ابتسامة الزهر على المشاركة المفيدة: