عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 12-09-2023, 11:10 AM
نبض المشاعر غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 572
 اشراقتي » Feb 2018
 كنت هنا » اليوم (12:16 PM)
آبدآعاتي » 159,261[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
 
افتراضي قلاع حصينة ... لا تقاوم السوس (بقلمي) إهداء لسما الموج



لاحظ حراس القلعه أن رجلاً يقدم إليهم ماشياً من مكان
بعيد ويقترب حتى وقف عند بوابة الحصن فصاح به أحدهم
من أنت؟! ... أنا تاجرٌ وأريد مقابلة الحاكم لأمرٍ يهمّه ...
الحاكم لا يستقبل أحداً ليلاً ... عد وراءك حتى يأتي الصباح
ونفتح لعموم الناس
... وأمروه أن يبتعد عن جدار الحصن
وبدأ الحرس يراقبونه حتى حلّ بهم الصبح ... فسمحوا له
بالدخول بعد أن فتشوه ليجدوا معه شيئاً غريباً فسألوه عنه
إنها هديه للحاكم ... وما هي هذه الهديه ... إنه منظاراً يقرّب
البعيد
... وما حاجة الحاكم في هديتك ... حتى يرى بها كل
القرى خارج أسوار مملكته بينما يجلس في قصره الشامخ

... وماذا يستفيد الحاكم في ظلّ وجود حرس المراقبة الأمنية
هناك مزايا أخرى لا تقال لغيره ... إن لم تقل لنا تلك المزايا
طردناك وصادرنا منظارك
... وحين رفض طردوه وهو
يردد ستندمون على ذلك ... فأمر قائد الجند بسجنه ليتأدب
وأمضى خمسة أيام في السجن بعد أن أخبرهم عنوةً كيف
يشغّل هذا المنظار ... لكنه عاد وأخبر قائد الجند لا تستخدم
المنظار نهاراً حتى لا ينفجر في وجهك
... إرتعب القائد وأبلغ
الحاكم بالأمر وأن عليه أن يتخلّص من هذا المنظار ... طلب
الحاكم الرجل ليسأله: ما فائدة المنظار وكيف يتم تشغيله
يا سيدي هذا المنظار له طريقه سريةً في إستخدامه نظراً
لقدراته الكبيرة في حفظ الأمن
... قال قائد الجند : ربما
يا سيدي يكون هذا المنظار فخاً لقتلك وإثارة الفوضى
في المدينه من أعداءنا ودعنا نرمي هذا الرجل بمنظاره
خارج الحصن
... نظر الحاكم للرجل وقال: حدثني عن
منظارك وأهميته بالنسبة لك قبل أن يكون مهماً لي
...
سيدي الحاكم ... هذا المنظار يجعلك تراقب حتى القرى
والمدن المحيطة بك وتعلم ما يخططونه لمملكتك وحتى
هذا الشعب الذي تحكمه تستطيع أن تعرف عن ولاءهم
وعن المستوى المعيشي لكل عائله وما يتحدثون به عنك
أو حتى عن كل قضيه تخص هذه المدينه دون أن يعلم
أحداً عن تلك المراقبه
... إندهش الحاكم وقال: وما هي
الفائدة التي ترجوها أنت حين تبيعني هذا المنظار قبل
أن أسألك عن كيف أستطيع ذلك
... سيدي سأجيبك عن
السؤالين مرة واحده
... تفضل ... أولاً أنا سأبيعكم
مناظير صغيره يستخدمونها الناس في حياتهم ويرون
مثلك المناطق المجاورة لهم ويعرفون كيف المعيشة
السيئة التي يعيشها أولئك أن يحافظوا على وعيهم
وحكمك حتى لا يأتي أحدٌ من الخارج ويحرضهم عليك

... أخشى أن تكون أنت من يفعل ذلك معي بطريقتك
تلك وتؤجّج وتحرّض شعبي علي
... أنا يا سيدي
أبحث فقط عن مصلحتي وسأكون عندك ومجرد أن
يداخلك شك أقتلني ... أما مصلحتي فهي المال
ولا شيء غيره ... وقد يكون بإمكانك أن تبث الأخبار
التي تسرّ شعبك وتزيد ولاءهم عن طريق مناظيرهم

... وهل هناك مناظير ستوزعها على الشعب ... نعم
يا سيدي ومن خلالها ترى من مناظيرهم كل شيء
فكرهم ... نواياهم ... من يجالسون ... وماذا يقولون
وأين تذهب أموالهم ... وكم عددها ... وماذا يردد
أبناءهم بما يسمعونه من آباءهم ويخفونه عنك
...
وكيف يحدث ذلك ... سيتسلم كل فرد منظاراً
الكبير والصغير وستراقب الجميع وما يقولون أو
يخططون له وتسمع حتى شكاويهم للعاملين عندك
وليس ذلك فقط ... بل سأسمح لك وحدك أن تراقب
سكان القرى المجاورة لك من خلال مناظير أهلها
هناك فتدرك ما يخططونه لك وحتى تعاونهم
مع أعداءك فتتخلّص منهم قبل أن يبادروا بذلك ...
ولديّ الكثير من مناظير الشعب الذين لا يستطيعوا
إدراك مراقبتك لهم ولا يستطيعوا الوصول إليك
...
وما مصلحتك أيها الزائر ... أنا يا سيدي سأحصل
على كل منظارٍ أوزعه هنا وهناك فلساً كل أسبوع

... هذا مبلغ زهيد ... لا يهم كم سأنال من ذلك ...
هذا الفلس لن تدفعه أنت بل كل شخص أعطيه منظاراً
صغيراً يلهو به
... ولماذا فلس ... لماذا لا تجعله أكثر
لا أحتاج للزيادة سيدي فهذا الفلس سيمنحني ثروة
طائله في نهاية السنه ... وسأتطور لآخذ عن كل عملية
بيع تبادلي فلساً آخر من كل طرف وعملية لو يود كل
شخص أن يرى صديقاً له ومجالات التجارة واسع في
هذا الأمر وسأطلق على هذا المشروع أسم الأنترنت

ولم يدرك الحاكم أن هذا البائع يراقب الحاكم وأفراد
قلعته حتى إستطاع أن يبث سمومه بين الحاكم ورعيته
ومع جيرانه وأصبح هذا البائع هو الحاكم الحقيقي
إنتهت القصة اللي مدري كيف جت في بالي




 توقيع : نبض المشاعر





اللهم انصر أهل غزة بنصرٍ من عندك