عرض مشاركة واحدة
قديم 17-11-2023, 11:54 PM   #7


الصورة الرمزية النورس الثائر
النورس الثائر غير متواجد حالياً

 
 عضويتي » 2222
 اشراقتي » Oct 2021
 كنت هنا » 16-05-2024 (10:35 AM)
آبدآعاتي » 221,230[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » الخواطر و الخط العربي
 اقامتي »  
موطني » دولتي الحبيبه
جنسي  »
مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 الاوسمة »
وسام بيارق الياسمين الحرف المخلد وسام 
 
افتراضي رد: لو كان الفقر رجلا لقتلته ...حصري



الفقرُ ليْسَ مُبرِّرًا

الحمد لله وكفى، وسلام على عبده المصطفى، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الدين:

بدافع الحاجة والفقر والعوز بعض الناس يبيح لنفسه أكل الربا، والتعامل به؛ لبناء بيت مثلًا، أو شراء سيارة، والآخر ينضم إلى عالم الفن والغناء، والتمثيل والرقص؛ لأنه مضطر إلى توفير المعيشة لأولاده وعياله، وبعض الفتيات والسيدات تتنازل عن عفتها وشرفها من أجل أن تحصل على المال مقابل ذلك؛ لأنها فقيرة - زعمت - وبعضهم يتخذ من التسول حرفة ومهنة؛ ليجمع ما يقدر عليه من مال، ويستدلون على أفعالهم الشنيعة، وتصرفاتهم الغريبة، وإعمالهم المشينة، بأقوال غير مأثورة، وأدلة غير صحيحة، ولا مسندة،
ومن الأدلة على حججهم قول سيدنا علي رضي الله عنه: "لو كان الفقر رجلًا لقتلته"، وهذا لا يثبت وليس له سند، أو كتاب معتمد، بل جاء أن الفقير الصابر مثل الغني الشاكر.
ومثله قولهم: "قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق"، والمقصود من هذا الكلام ذم من يسعى للإضرار بالناس وإيذائهم في معاشهم، ووظائفهم بالنفاق، أو الحقد، أو التحريش وليس فيه حجة لهؤلاء.
ومن ذلك حديث: ((كاد الفقر أن يكون كفرًا، وكاد الحسد أن يسبق القدر))؛ والحديث ضعيف.
إن الفقر وضيق اليد، وقلة الموارد، وضيق الحال، وعدم وجود المال ليس مسوغًا لفعل الحرام، وإيذاء الآخرين، وظلم النفس بالموبقات، بل هو دافع للنفس إلى التوبة والاستغفار، والتذلل والافتقار، وكثرة العبادة، لقلة الشواغل والصوارف، فليس هناك للفقير ما يمنعه من الزيادة من الذكر والعبادة لله، فضلًا عن فعل المنكرات والمحرمات.
إن من أعظم أسباب الرزق الحلال تقوى الله، وإخلاص العمل له في الحال والمآل؛ قال تعالى: ï´؟ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ï´¾ [الطلاق: 2، 3].



وكذلك القناعة؛ وهي أن يرضى العبد بما قسمه الله وأعطاه من النعم؛ من صحة وعافية، ومال ومسكن وزوجة، وأن يرى أنه أفضل من جميع خلق الله، وأن يلهج لسانه دائمًا بالذكر والشكر للمُنعم، فيقول: (الحمد لله الذي فضَّلني على كثير من عباده المؤمنين)، وألا يتسخط المقدور، ويزدريَ نعمةَ الله ومنَّته عليه، ويستصغرها، أو أن يرى أنه يستحق أكثر من ذلك؛ فقال سبحانه: ï´؟ لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ï´¾ [البقرة: 273].

ومن أسباب الرزق ودفع الفقر الدعاء؛ ففي الحديث عن سلم بن أبي بكرة: ((أَنَّهُ مَرَّ بِوَالِدِهِ وَهُوَ يَدْعُو وَيَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ، وَالْفَقْرِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ، قَالَ: فَأَخَذْتُهُنَّ عَنْهُ، وَكُنْتُ أَدْعُو بِهِنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ، قَالَ: فَمَرَّ بِي وَأَنَا أَدْعُو بِهِنَّ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، أَنَّى عَقَلْتَ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ؟ قَالَ: يَا أَبَتَاهُ، سَمِعْتُكَ تَدْعُو بِهِنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ، فَأَخَذْتُهُنَّ عَنْكَ، قَالَ: فَالْزَمْهُنَّ يَا بُنَيَّ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو بِهِنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ)).

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على عبده ونبيه محمد، وعلى وآله والصحب أجمعين.
و الله اعلم ......
سلمت يدك مى


 
 توقيع : النورس الثائر






رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ النورس الثائر على المشاركة المفيدة:
,