عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 17-01-2024, 09:08 AM
طلاع الثنايا غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 1929
 اشراقتي » Jan 2021
 كنت هنا » يوم أمس (09:39 PM)
آبدآعاتي » 103,624[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي موضوع "أعمال الفن والأدب ودورها في إعادة صياغة مفهوم الحب" بقلمي حصري



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في الكثير من الثقافات والمجتمعات تعد فكرة الحب أحد المبادئ الأساسية في العلاقات الإنسانية وعلى مر العصور خضعت هذه الفكرة للعديد من عمليات إعادة الصياغة والتطوير بما في ذلك النواحي الرومانسية والفلسفية والاجتماعية يمكن أن تستند تلك الإعادة للصياغة إلى الفروق الثقافية والتغيرات الاجتماعية وتأثير الأفكار والمعتقدات الفردية على مفهوم الحب.
تعد الروايات الرومانسية والشعر والأفلام الرئيسية العديد من الوسائل التي أعادت صياغة مفهوم الحب وجعلته يبدو أكثر ملائمة وراقية تتراوح تلك الروايات والأفلام من القصص الكلاسيكية مثل روميو وجولييت وحب ابن ليلى وبنت مليحة إلى الأفلام المعاصرة مثل نوت بوك تايتانيك وقبلة العروس وخاتم الزواج الأبيض من خلال هذه القصص والأعمال الفنية يتم تعزيز الرؤية الرومانسية للحب حيث يعد الحب بداية جديدة ونقطة تحول في حياة الأبطال ويثبت الحب أنه قادر على تغيير حياة الأفراد وجعلها أكثر سعادة وإشراقًا
ومع ذلك يمكن أن يكون لهذه الإعادة صياغة نتائج سلبية أيضا في بعض الأحيان يشعر الناس بالخيبة وعدم الرضا عن حياتهم العاطفية حيث لا يمكن للحب أن يحمل كل التوقعات والأماني التي يضعها عليه الناس هل هذا يعني أن فكرة الحب غير واقعية أو مبالغ فيها؟ بالتأكيد لا. إنها ببساطة عبارة عن تغيير في التصور الخاص بنا لمفهوم الحب وطبيعته.
من الناحية الفلسفية لا يمكن تجاهل أعمال الفلاسفة والمفكرين الذين قاموا بتحليل فكرة الحب وإعادة صياغتها فبينما يروج بعضهم لرؤية الحب كمجرد اندفاع جسدي وهرموني يركز آخرون على البعد الروحي والانغماس العاطفي في الحب يعتبر فرويد الحب نقاط المغفرة النفسية ووسيلة للتخلص من الصراعات الداخلية بينما يرون الفلاسفة الرومانسيون الكبار مثل كانت ونيتشه الحب نوعًا من التفاني الشخصي والإرادة القوية.
وبصرف النظر عن الروايات والأفلام والفلسفة فإن العوامل الاجتماعية والثقافية تلعب أيضا دورا كبيرا في إعادة صياغة فكرة الحب في بعض المجتمعات قد تكون القوانين الاجتماعية والثقافية صارمة وتحدد سلوك الناس في العلاقات العاطفية في حين أنه قد يكون للثقافات الأخرى تقدير أكبر للحرية الشخصية والعلاقات غير التقليدية.
في النهاية، يمكن القول إن فكرة الحب تتعرض باستمرار لعمليات الإعادة الصياغة والتطوير إنها مفهوم شديد التعقيد يعتمد على العوامل الثقافية والاجتماعية والفلسفية لذا فإن فهم فكرة الحب يتطلب دراسة متعددة الجوانب وإدراكًا للتغيرات التي قد تعرضت لها مع مرور الزمن وبفضل تلك التغيرات يمكن للناس تشكيل وتجربة المفهوم الشخصي للحب بما يتوافق مع رؤيتهم واحتياجاتهم العاطفية والروحية.

على دروب* الخير دائما نلتقي

بقلم اخوكم أبو نورة حصري




 توقيع : طلاع الثنايا

وجود القارئ الجيد لا يعني إن الكاتب جيد ولا القراءة القاصرة تعني إن الكاتب كامل..
الكاتب الجيد هو من يفتح أبواب عدة لكل تفكير وهم وتطلع..
أن مهمتي أن أكتب وأنت وضميرك لا أن تحكم بل لتشرف منارة قولي بوهج رأيك..


عبدالله بن سعد السهلي