الموضوع: حديث يناير.
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 06-02-2024, 10:52 PM
بيروت غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 2784
 اشراقتي » Jun 2023
 كنت هنا » 23-05-2024 (09:41 PM)
آبدآعاتي » 15,959[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
 
افتراضي حديث يناير.











،

استحضرتني في لقاء لم أكن مهتمًا به، لقد كان في (مطلع) أخبرتها أن ليس لدي ما يمكن أن نتحدث به، أنا مجرد رجل يكتب القصة، إن أتته بنات السماء، كتب في العشق والحب والأزهار، وإن كانت من جنيات الأرض، كتبت في عبث الأجساد المسكونة بالشهوة.

وهي تراقبني، وضعت أمامي على طاولتنا الدائرية التي تفصل بيننا، ثلاثة أنصاف من قوالب السكر، قلت لها، أتذكر في زمان، كان هناك لغز حول تحريك السكر، باتجاه عقارب الساعة وعكسها والتحريك أمام وخلف، الناقص الحل، لأن من كان يسرده علينا في جلسة على أحد الأرصفة، قال (حكومة) وهرب.

وكانت قد اقنعتني فتاة عمانية بالخروج مع والدها في أربعين يومًا إلى موسكو، وكنت قد شاهدت هناك الناس في خلاف حول تحريك الملعقة، مع عقارب الساعة وعكسها وقليل بطريقة أمام وخلف.
قلت، هل لديك تفسير مقنع لهذا الإختلاف؟
قالت : لا.

قلت أجل، لا بد أن تشاهدي الأمر على طبيعته، أخذت نصف قالب من السكر، وهي تراقب بحرص، والقيت به في كوب الشاي، وحركته مع عقارب الساعة، ثم الثاني وحركته على العكس، والثالث بآخر طريقة وهي الأمام والخلف، ثم نظرت لها، بشيء من التركيز في عيونها، الحقيقة كانت بلا دهشة، بقدر ما كانت حائرة أو تلك التي تشبه، حين نقول (نظر إليه شزرًا).
كان النادل قد وقف يراقب الوضع، عند النصف قالب الثالث، لم أكن أنا أو هي مهتمًا بوجوده، لكنه تطفل حين انتهيت وهمس لها بحديث لم أفهم، سألتها بماذا همس لك؟
قالت: أن كل ما تفعله مجرد إيحاء جنسي.
سألت : ولماذا؟
قالت : ربما لديك أفكار لمضاجعة سريعة.
ومرة أخرى سألت : ولماذا أفعل ذلك؟
قالت : من أجل متعة عابرة.

قلت : أنا رجل بلا مزاج، بلا شغف، غارق في الملل. أجدف في بحور الكلمة بلا إتقان، أشبه رجل عاش في السجن الانفرادي سنوات عديدة، حتى فقد مدركاته الطبيعية في الأبعاد وفي الأصوات وفي كل ما هو طبيعي في طبائع البشر.
عاد النادل وأنا أتذمر، قلت تعال يا لعين وانظر لهذه السيدة وأخبرني ما هي صنعة الله فيها؟
قال: كل شيء فيها، يدل على صنعة الله، عيونها وشفاه، وخد وعنق، وقوام متناسق.
قلت : ألا تعتقد أن جمالها، يفوق الرغبة؟
قال: ما فهمت.
قلت : قدراتنا في سماع الذبذبات/الأصوات ما بين 200‪00 - 20 هيرتز.
فما دون وما أعلى لا نسمعه، وهكذا هي الرغبة تقع ما بين ذلك، وهذه السيدة في خانة ما هو أعلى.

كان النادل يكذب في كل شيء، وأنا أيضًا كنت أكذب، لكنها امرأة، والقانون يقول تحدث أمام أي امرأة، بالحديث الذي تُحب أن تسمعه، ولا تمنحها رأيًا يخالف ما تريد أن تسمعه.

اتذكر صديقة، كانت تقول "أجد أننا في الرأي والفكر متفقين لحد التطابق، وهذا يصيبني بالملل".
هي لا تُدرك أني كسفينة بشراع يُساير الريح.
وحين بادرت سيدة المقهى في حديثها، قالت : بعثت الفوضى في المكان، أنصاف قوالب السكر والملاعق والتحريك، والنادل
هل تستطيع أن توقف هذه الفوضى وخبرني عن أكثر الأشياء دهشة لك في هذه الحياة؟
قلت : قِدر الضغط، لم يكن الأمر صعبًا أو يحتاج تفكير، نعم هو (قِد الضغط).

لم أدرك، أن هناك من يتلصص سماعًا على حديثنا، كانت مساحة المطعم صغيرة والطاولات متقاربة إلى حد ما.
ولم أدرك أن جميع الرجال في المطعم، طلبوا الشاي وانصاف القوالب من السكر، حتى أني لم أسمع أصوات الملاعق مع الفناجين، حقيقة لم أدرك أي شيء حينها يحدث حولي، إلا بعد أن كان جوابي (قدر الضغط)، حينها سمعت تصفيق من خمس أو أكثر من سيدات كُنّ في المطعم، وقفن يصفقن بحماس، وقفت وانحنيت لهن احترامًا، سألت بعجل، معلمات؟ قلن نعم وهن يضحكن.
قاطع متعتي رجل، زوجته مازالت واقفة تصفق، وقال يا تافه يدهشك (قدر الضغط) ونظراته كلها شزرًا.
قلت له: بأي طريقة حركت أنصاف القوالب؟
قال : بطريقة واحدة، عكس عقارب الساعة.








رد مع اقتباس
3 أعضاء قالوا شكراً لـ بيروت على المشاركة المفيدة:
, ,