عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 15-02-2024, 04:45 AM
انسكاب حرف
ابتسامة الزهر متواجد حالياً
 
 عضويتي » 27
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » اليوم (07:43 PM)
آبدآعاتي » 4,126,898[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي اول حجر صحي في تاريخ الاسلام​




اول حجر صحي في تاريخ الاسلام​





عندما قال النبي عليه الصلاة والسلام: إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فراراً منه، وهذا يعتبر اول حجر صحي في تاريخ الاسلام. بالرغم من أن العلم لم يكن متطورًا على الإطلاق في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. إلا أن النبي عليه الصلاة والسلام توصل لهذا القرار الحكيم والنصيحة التي تدل على وعي كبير بأمور صحية منذ زمن مبكر. ولا ننسى أن النبي عليه الصلاة والسلام كان أميًّا قبل نزول الوحي!!
أثبت العلم بعد ذلك صحة قول النبي صلى الله عليه وسلم. حيث أظهرت الدراسات أن العزل الصحي يمكن أن يقلل بشكل كبير من نشر الأمراض. أما انتقال الشخص من بلدة لأخرى فإنه يمكن أن يسبب نقل المرض من مدينة إلى مدينة أخرى. ويؤدي لإصابة ملايين من البشر.

مثال لا يمكن أن ننساه حول الحجر الصحي في تاريخ الإسلام هو انتشار جائحة كورونا في عام 2020. حيث بدأت الأزمة من الصين ثم انتقلت إلى أنحاء العالم بسبب سفر الأشخاص وانتقالهم من بلدة لأخرى. ولو طُبّق العزل الصحي على فيروس كورونا من البداية لما حدث انتشار كبير للجائحة كما رأينا. [1] [2]
قصص عن اول حجر صحي في تاريخ الاسلام​

الحجر الصحي كان شائعًا في مرحلة مبكرة من تاريخ الاسلام. والدليل على ذلك قوله تعالى: ﴿ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ﴾ [البقرة: 195]
من القصص الشهيرة التي نسمعها عن الحجر الصحي في الاسلام هي قصة عمر بن الخطاب الذي قام بالأخذ بالاسباب واخذ الحيطة والحذر وعدم الذهاب للبلدة التي انتشر فيها الطاعون وهذا يدل على حكمة وتفكير باكر من الصحابة ووعي وإدارة صحيحة للأزمات. وقد قال عمر جملته الشهيرة في العزل الصحي وهي: نَفِرُّ من قَدَر الله إلى قَدَر اللهِ.


ففي حديث ابن عباس رضي عنهما أن عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خرج إلى الشام حتى إذا كان بِسَرْغٍ، لقيه أمراء الأجناد أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه، فأخبروه أن الوباء قد وقع بالشام، فاستشار عمر من معه من المهاجرين والأنصار فاختلفوا. فقال: بعضهم خرجت لأمر ولا نرى أن ترجع عنه، وقال بعضهم: معك بقية الناس وأصحاب رَسُول اللَّهِ ﷺ ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء. ثم دعا مشيخة قريش من مهاجرة الفتح، فلم يختلف عليه منهم رجلان؛ فقالوا: نرى أن ترجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء، فنادى عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في الناس: إنَّي مُصَبِّحٌ على ظَهْرٍ، فأَصْبحُوا عليه. قال أبو عبيدة ابن الجراحِ: أفِراراً من قَدَر الله؟ فقال عُمرُ: لو غيرك قالها يا أبا عُبيدةَ! نعم، نَفِرُّ من قَدَر الله إلى قَدَر اللهِ، أَرأَيْتَ لو كان لَكَ إِبِلٌ هَبَطَتْ وادياً له عُدْوَتانِ، إحداهما خَصِبةٌ، والأخرى جدْبَةٌ، أَليسَ إن رعَيْتَ الخَصِبَةَ رَعيتها بقدرِ الله، وإن رعيتَ الجَدْبَةَ رعيتها بقدرِ الله؟

هذه القصة تعلمنا أن نأخذ احتياطاتنا الكاملة من أجل ألا نقع بالمرض. وليس هذا دليل على ضعف إيمان بالله أو فرار من قدر الله. إنما الجهل ورمي النفس في التهلكة هو عين ضعف الإيمان. فالله سبحانه وتعالى والنبي عليه الصلاة والسلام علّمونا الأخذ بالأسباب. والأخذ بالأسباب لا ينافي أبدًا التوكل على الله.
مبادئ الحجر الصحي في الاسلام​

لا يوجد شيء أو أمر من أمور الحياة لم تنص عليه الشريعة الإسلامية، فسنت أحكام لحفظ الصحة وضمان حياة كريمة للإنسان. ولم يأتي الإيمان بالله مضادًا للعلم بل كلاهما متكاملان مع بعضها البعض، والمبادئ الأساسية هي:
  • الخروج من الأرض الموبوءة، ومنع الدخول إليها
  • إصابة الإنسان بمرض ما رغم أخذه بالأسباب يعني أن ذلك قدره
  • الواجب على المؤمن أن يأخذ بالاسباب مع التوكل على الله
الخروج من الأرض الموبوءة: قال تعالى: ﴿ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ﴾ [البقرة: 195]. أمرنا الله بأن نأخذ حذرنا فهذا واجب على المسلم. أما المسلم الذي يعتقد أن مرضه في حال استهتاره بالأخذ بالأسباب يعتبر قضاء وقدرًا فإنه لم يفهم الحكمة وضرورة الأخذ بالاسباب.
قال عليه الصلاة والسلام: ((فِرَّ من المجذوم فرارك من الأسد)). وهذا يعتبر قولًا صريحًا بأهمية الحجر الصحي في حال انتشار مرض سائد
إصابة الإنسان بمرض ما رغم الأخذ بالأسباب: وجهتنا الشريعة للإيمان المطلق بأن ما أصاب المسلم لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه. ومرض المؤمن رحمة يناله عليها الثواب في حال أخذ بجميع الاسباب لكن أصيب بالمرض.

التوكل على الله لا ينافي الأخذ بالاسباب: قد يعتقد بعض الاشخاص بدون دراية كافية أن التوكل على الله ينافي الاخذ بالاسباب، وأن المؤمن لا يجب عليه أن يفر من قدر الله أو أن يأخذ الاحتياطات. لكن هذا لا يمت للإسلام بصلة، لأن الإسلام علّمنا أن نأخذ جميع احتياطاتنا، وأن يمتثل الشخص لجميع التعليمات الصحية. وبعد ذلك يكون مرضه هو قدر من الله وينال عليه الأجر والثواب إن صبر واحتسب أجره عند الله.
أهمية الحجر الصحي​

أظهر الإعجاز النبوي ارتباطه بشكل وثيق بالعلم. حيث أمر النبي عليه الصلاة والسلام الشخص المقيم في أرض الوباء ألا يخرج منها حتى إذا لم تظهر عليه الأعراض، لأنه يمكن أن ينقل الوباء للناس ويكون حاملًا للعدوى وينشرها.
أهمية الحجر الصحي تكمن في:
  • التقليل من نشر المرض بين الناس، لأن الشخص الحامل يمكن أن ينقل المرض بين الشخص بدون أن تظهر عليه الأعراض
  • أثبت الطب الحديث ان الشخص يمكن أن ينقل العدوى من شخص لآخر بدون أن تظهر عليه الأعراض. لذلك من المهم أن يتم الحجر الصحي على الأشخاص المشكوك بإصابتهم والعزل الصحي على الاشخاص المصابين بالمرض
النبي محمد عليه الصلاة والسلام علم هذه الحقائق منذ زمن بعيد مع أن العلم لم يكن متطورًا أنذاك. وكان النبي صلى الله عليه وسلم أميًّا لا يقرأ ولا يكتب. لكنه علم هذه المعلومات من الوحي الإلهي والعلم الرباني من الله عز وجل الذي علمه، وهذه الحكمة شاهدة على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم جنبًا إلى جنب مع الكثير من الشواهد الأخرى. [3] [4]





 توقيع : ابتسامة الزهر


رد مع اقتباس