عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 23-02-2024, 02:11 AM
انسكاب حرف
ابتسامة الزهر متواجد حالياً
 
 عضويتي » 27
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » اليوم (09:26 PM)
آبدآعاتي » 4,155,571[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي قوم عاد و قصه الخلود



الخلود حلم راود ويراود الكثيرين منذ قديم الزمان ولكن حتى الآن لم يتحقق وما زال العلماء يفكرون ويبحثون بأسرار الحياة والموت لعلهم يبعدون شبح هذا الموت المخيف عنهم وعن أحبائهم على الأقل أو يستطيعون إطالة عمر الإنسان لشدة حبهم للحياة وتعلقهم بها وبمن يحبون ولكن هيهات هيهات.

وعاد الأولى أي القديمة التي جاءت بعد قوم نوح هي الأمة الأقدم التي اتخذت لها مصانع من أجل هذا الخلود فكانت أمة قوية غنية جبارة فيها أماكن كثيرة للعبث واللهو جبارة ببطشها متكبرة في الأرض لأنها القوة العظمى يومئذ أمدهم الله بالقوة والأنعام والبنين وجنات وعيون ووهبهم السمع والأبصار والأفئدة وزادهم في الخلق بسطة عن قوم نوح وقال تعالى في ذلك:

" وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ 65/7قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ66/7قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ67/7أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ68/7أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَاذكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 69/7قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ 70/7قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤكُم مَّا نَزَّلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ فَانتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ71/7فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُواْ مُؤْمِنِينَ " سورة الأعراف : 65-72

وقال تعالى أيضاً:

" كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ123/26إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ124/26إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ125/26فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ126/26وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ127/26أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ128/26وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ129/26وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ130/26فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ131/26وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ132/26أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ133/26وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ134/26إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ 135/26قَالُوا سَوَاء عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الْوَاعِظِينَ136/26إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ137/26وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ138/26فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ139/26وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ " سورة الشعراء: 123-140

وسماها الله عاداً الأولى بقوله:

" وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى48/53وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى49/53وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى50/53وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى51/53وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى52/53وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى53/53فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى54/53فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكَ تَتَمَارَى " سورة النجم: 48-55

وتكالبت الملوك المتلهفة على الحياة على مخابر العلماء وافنت جزءا كبيرا من ثروتها للباحثين والمستشرفين كي يجدوا حلا لهذا المصير المشؤوم إيمانا عبثيا بأن علة الموت كمثيلتها من العلل التي تلم بالإنسان فلا بد أن يكون لها علاج أو طريقة. وتعج كتب التاريخ بالقصص التي تدور حول هذا المبتغى.
فمنهم من جند الباحثين عن عشبة الحياة وآخرين لإيجاد نبع الخلود، وتكون حول هذا الهدف الضائع علوم تجريبية مثل الخيمياء التي كانت تزعم أنها تسخر الكيمياء وعلومها للوصول لوصفة سحرية تحقق الثراء والخلود.

وأشارت معظم التفاسير إلى أن الآية "وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ" الشعراء (١٢٩)، هي إشارة إلى أن قوم عاد قد اتخذوا صروحا وقصور تستطيع مواجهة تقلبات الزمن ولكنهم أنفسهم نحو الفناء فلما هذا العبث، إلا أن نظرة شمولية لما كان يقض مضاجع الباحثين والعلماء في ذلك العصر وما سبقه وباستشراف الآية بروح عصرنا عصر العلم والتكنولوجيا نقول لما لا تكون حضارة عاد قد بنت فعلا مصانع بمفهومنا العصري للمصانع؟! ولما لا نأخذ الآية بمعناها الحرفي بأنهم بنو مصانع ومراكز بحثية على أمل الخلود وعلى الرجاء بأن يتوصل الباحثون لتركيبة كيميائية أو منتج أو طريقة يمكن بها الخلاص من حتمية الموت والفناء البشري.
لغاية يومنا هذا وبعصر العلم لا زال هنالك ثلة من الباحثين يلهثون وراء ذلك الأمل القديم والعقيم كـ <ماكس مور> بأن يصلوا للخلود والتحرر من شبح النهايات الحزينة. فهنالك مجموعة بحثية تحاول عابثة في مختبراتها استخدام النتروجين السائل لتجميد الكائنات الحية وإعادة أحيائها بعد قرون، فبمنطق هؤلاء الباحثين فإنه إن أصيب شخص بمرض ليس له علاج بوقتنا الحالي فبإمكانه التجمد والعودة للحياة بعد مئتي عام لعل العلم قد توصل لعلاج له بذلك الوقت ، وعلماء آخرون يستخرجون بكتيريا وفيروسات من كهوف قديمة قد اضطرت هذه البكتيريا للسبات لآلاف السنين ومن ثم حقن أنفسهم بها لعلها تعطيهم تلك الأبدية والخلود




 توقيع : ابتسامة الزهر

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس