عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 27-02-2024, 09:54 PM
انسكاب حرف
ابتسامة الزهر متواجد حالياً
 
 عضويتي » 27
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » يوم أمس (11:54 PM)
آبدآعاتي » 4,119,755[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي الْمَجِيدُ جَلَّ جَلَالُهُ، وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ 1




الْمَجِيدُ
جَلَّ جَلَالُهُ، وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ

الدَّلَالَاتُ اللُّغَوِيَّةُ لاسْمِ (المَجِيدِ):
المجيدُ في اللُّغَةِ مِنْ صِيغَةِ المبَالَغَةِ عَلَى وَزْنِ فَعِيلٍ، فِعْلُه مَجَّدَ يُمَجِّدُ تَمْجِيدًا.

وَالَمجِيدُ هو الكريمُ الفِعَالِ، وقِيلَ: إِذَا قَارَنَ شَرَفُ الذَّاتِ حُسْنَ الفِعَالِ سُمِّيَ مَجْدًا، وفَعِيلٌ أَبْلَغُ مِنْ فَاعِلٍ، فَكَأَنَّهُ يَجْمَعُ مَعْنَى الجَلِيلِ والوَهَّابِ والكَرِيمِ.

والمجْدُ الُمرُوءةُ والكَرَمُ والسَّخَاءُ والشَّرَفُ والفَخْرُ والحَسَبُ والعِزَّةُ والرِّفْعَةُ، والمَجْدُ أَيْضًا الأَخْذُ مِنَ الشَّرَفِ وَالسُّؤْدَدِ مَا يَكْفِي، وَأَمجَدَه ومَجَّدَهُ كلاهما عَظَّمَه وأَثْنَى عَلَيْهِ، وَتَماجَدَ القَوْمُ فيمَا بينهم ذَكَرُوا مَجْدَهُمْ[1].

واللهُ عز وجل وَصَفَ كِتَابَه بالمجيدِ فَقَالَ: ﴿ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ﴾ [ق: 1]؛ لأَنَّ القُرْآنَ كَلَامُ اللهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، وصِفَةُ الكَلَامِ مِنْ صِفَاتِهِ العُلْيَا فَالقُرْآنُ كَرِيمٌ فِيهِ الإِعْجَازُ والبَيَانُ، وَفِيهِ رَوْعَةُ الكَلِمَاتِ وَالمَعَانِي، وفيه كَمَالُ السَّعَادَةِ للإِنْسَانِ، فهو كِتَابٌ مَجِيدٌ عَظِيمٌ رَفِيعُ الشَّأْنِ.

وَالمجيدُ سُبْحَانَهُ هو الذي عَلَا وَارْتَفَعَ بذاتِهِ، وَلَهُ الَمجْدُ في أسمَائِهِ وصِفَاتِهِ وَأفَعْالِهِ فَمَجْدُ الذَّاتِ الإِلَهِيَّةِ بَيِّنٌ في جَمَالِ اللهِ وَسِعَتِهِ وَعُلُوِّه واسْتِوَائِهِ عَلَى عَرْشِهِ، فَعِنْدَ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمَالَ»[2].

ورَوَى أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه؛ أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «حِجَابُهُ النُّورُ لَوْ كَشَفَهُ لأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ»[3]، وَكَيْفِيَّةُ جمالِ الذَّاتِ أَوْ كَيْفِيَّةُ مَا هُوَ عليه أَمْرٌ لَا يُدْرِكُه سِوَاهُ وَلا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللهُ، وليس عِنْدَ الَمخْلُوقِينَ مِنْهُ إِلَّا مَا أَخْبَرَ بِهِ عَنْ نَفْسِهِ مِنْ كَمَالِ وَصْفِهِ، وَجَلَالِ ذَاتِهِ، وَكَمَالِ فِعْلِهِ[4].

وَمِنْ مَجْدِ ذَاتِهِ اسْتِوَاؤُه عَلَى عَرْشِهِ؛ فَهُوَ العَلِيُّ بِذَاتِهِ عَلَى خَلْقِهِ، يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى فِي مُلْكِهِ، وَهُوَ القَائِمُ عليهم والُمحِيطُ بِهِمْ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5]، وَقَدْ ثَبُتَ أَنَّ العَرْشَ أَعْلَى الَمخْلُوقَاتِ، وَأَنَّهُ فَوْقَ الماءِ، وَأَنَّ الَماءَ فَوْقَ السَّمَاءِ، واللهُ عز وجل فَوْقَ ذَلِكَ، مُحِيطٌ بِالخَلَائِقِ، ويَعْلَمُ مَا هُمْ عليه، رَوَى البُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه؛ أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللهَ فَسَلُوهُ الفِرْدَوْسَ، فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الجَنَّةِ وَأَعْلَى الجَنَّةِ، وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، وَمِنْهُ تَفْجَّرُ أَنْهَارُ الجَنَّةِ»[5].

وَقَدْ ذَكَرَ اللهُ فِي كَمَالِ مَجْدِهِ اخْتِصَاصِ الكُرْسِي بِالذِّكْرِ دُونَ العَرْشِ فِي أَعْظَمِ آيةٍ في كِتَابِهِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾ [البقرة: 255]، وَالكُرْسِيُّ كَمَا فَسَّرَهُ السَّلَفُ الصَّالِحُ: مَا يَكُونُ تَحْتَ قَدَمِ الملِكِ عِنْدَ اسْتِوَائِهِ عَلَى عَرْشِهِ، وَقَدْ بَيَّنَ اللهُ مِنْ كَمَالِ وَصْفِهِ، وَسِعَةِ مُلْكِهِ، لِمَنْ أَعْرَضَ عَنْ طَاعَتِهِ وَتَوْحِيدِهِ فِي عِبَادَتِهِ - أَنْ مُلْكَ مَنْ أَشْرَكُوا بِهِ لَوْ بَلَغَ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ، وَالأَرْضِينَ، وَمَا فِيهِنَّ، وَمَا بينهن على عَرْضِهن ومِقْدَارُهن وَسِعَةِ حَجْمِهِن - لا يُمَثِّلْنَ شَيئًا في الكُرْسِي الذي تَحْتَ قَدَمِ الملِكِ، فَمَا بَالُكَ بِعَرْشِهِ وَمَجْدِهِ؟ وَمَا بَالُكَ بِاتِّسَاعِ مُلْكِهِ؟ وَعَلَى الرَّغْمِ مِنْ ذَلِكَ لَا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا، فَهُوَ الذِي يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ والأَرْضِ أَنْ تَزُولا؛ لأنه لا يَقْوَى غَيْرُه عَلَى حِفْظِهن وإدَارَتِهِنَّ حتى لَوِ ادَّعَى لنفسه مِلْكَهن، فاللهُ من حِلْمِهِ ِعَلَى خَلْقِهِ أَمْسَكَهن بقدرتِهِ وَأبْقَاهُن لحِكْمَتِه، وَلِذَلِكَ قَالَ تَعَالَى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴾ [فاطر: 41].

وَقَدْ وَرَدَ عِنْدَ ابنِ حِبَّانَ، وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِي مِنْ حَدِيثِ أِبِي ذَرٍّ رضي الله عنه؛ أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ فِي الكُرْسِي إِلَّا كَحَلَقَةٍ بِأْرِضِ فَلَاةٍ، وَفَضْلُ العَرْشِ عَلَى الكُرْسِي كَفَضْلِ تِلْكَ الفَلَاةِ عَلَى تِلْكَ الحَلَقَةِ»[6].

وَصَحَّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه مَوْقُوفًا؛ أَنَّهُ قَالَ: «الكُرْسِيُّ مَوْضِعُ القَدَمَينِ، والعَرْشُ لَا يَقْدُرُ قَدْرَه إلَّا اللهُ تَعَالَى»[7].

أَمَّا مَجْدُ أَوْصَافَهُ فَلَه عُلُوُّ الشَّأْنِ فِيهَا، لَا سِمِيَّ لَهُ، وَلَا نَظِيرَ، وَلَا شَبِيهَ له، ولا مَثِيلَ، فَالَمجْدُ وَصْفٌ جَامِعٌ لِكُلِّ أَنْوَاعِ العُلُوِّ التي يَتَّصِفُ بِهَا الَمعْبُودُ فَهُوَ العَلِيُّ العَظِيمُ، لأَنَّ أَيَّ مَعْبُودٍ سِوَاهُ إِذَا عَلَا مَجْدُهُ بَعْضَ الخَلْقِ، وَغَلَبَ عَلَى العَرْشِ، واسْتَقَرَّ لَهُ الُملْكُ - فَإِنّهُ مَسْلُوبُ العَظَمَةِ في عُلُوِّهِ المحدُودِ، إمَّا لِمرَضِه أَوْ نومِه، أو قدومِ أجَلِهِ، أو غلبةِ غيرِه على مُلْكِه، أو غَيْرِ ذلك مِنْ أَنْوَاعِ الضَّرُورَةِ والقيودِ، فأَيُّ عَظَمَةٍ في عُلُوِّ الَمخْلُوقِ وهو يَعْلَمُ أَنَّ قُدْرَتِهِ مَحْدُودَةٌ، وَأَيَّامَه مَعْدُودَةٌ؟ أَيَسْتَحِقُّ الَمخْلُوقُ أَنْ يَكُونَ مَعْبُودًا مِنْ دُونِ اللهِ؟ فَمَا بَالُنا بَمَجْدِ رَبِّ العِزَّةِ وَالجَلالِ، الذي له العُلُوُّ وَالكَمَالُ، والعَظَمَةُ وَالجَمَالُ في جَميعِ الأَسْمَاءِ والصِّفَاتِ وَالأَفْعَالِ، له عُلُوُّ الشَّأنِ والقَهْرِ وَالفَوْقِيَّةِ، وعَظَمَتُه فِي عُلُوِّهِ عَظَمَةٌ حِقِيقِيَّةٌ، فَهُوَ المجيدُ حَقًّا وَصِدْقًا، وَمَجْدُ الظَّالِمينَ زُورًا وَإِفْكًا، وَأَيُّ عَاقِلٍ سَيُقِرُّ بِمَجْدِ أَفْعَالِهِ وَبالِغِ كَرَمِهِ وَإِنْعَامِهِ، وَجُودِهِ وَإِحْسَانِهِ، فهو الذي أَوْجَدَ الَمخْلُوقَاتِ وحَفِظَها وهَدَاها وَرَزَقَها؛ فُسُبْحَانَ المجيدِ في ذَاتِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ قَالَ تَعَالَى: ﴿ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ﴾ [المؤمنون: 116]، وَقَالَ أَيْضًا: ﴿ سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ [الزخرف: 82].

وُرُودُه في القُرْآنِ الكَرِيمِ:
وَرَدَ هَذَا الاسْمُ مَرَّتِينِ:
في قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ﴾ [هود: 73].

وَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وتعالى: ﴿ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ * ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ ﴾ [البروج: 14، 15][8].




 توقيع : ابتسامة الزهر

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ ابتسامة الزهر على المشاركة المفيدة: