عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 05-03-2024, 11:08 PM
انسكاب حرف
ابتسامة الزهر متواجد حالياً
 
 عضويتي » 27
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » اليوم (09:40 PM)
آبدآعاتي » 4,136,624[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي كيف ينظر أطفالنا إلى رمضان ؟!



الواقع أن الأطفال يتفاوتون في نظرتهم لرمضان وما يحمله من معان في حياتهم وآخرتهم ، بحسب ما ينالونه من ( التعبئة ) قبل رمضان وأثناءه ، وما كان عوَّدهم عليه أهلوهم ، وبقدر ما عليه الآباء والأمهات من الثقافة والاهتمامات . فثمةَ من الأطفال من يعتبر رمضان موسم ( تسمين ) واكتناز ( خبرات ) في أنواع المأكولات ، وخاصةً إذا شاهد أن جلب المواد الغذائية إلى البيت في رمضان يفوق أيَّ شهرٍ آخر ، في أنواعها وكمياتها وغير ذلك .

وبات رمضان عند أطفال آخرين ذا مدلول مرتبط بما يُعرض عبر الشاشة من أفلام الأطفال (المدبلجة ) أو ( المسلسلات ) التي يقوم عليها من تأزهم أنفسهم الآمرة بالسوء إلى أن يخصُّوا بها الشهر الفضيل .

وعند آخرين أنه تحول في مواعيد النوم ليكون الليل نهاراً والنهار ليلاً ، تبعاً لما يعيشه أهل البيت ، إلى آخر ما هنالك من القائمة .

وثمة أطفال ينظرون لرمضان على أنه فرصةٌ لتدريب النفس على المشاق ، واختبارُ مدى صبرها ، لِيُثْبِتُوا في نهاية كل يوم أنهم يَدْرُجُون في مراقي الفتوة والقوة والعزة ، ليصبحوا في مصاف الرجال الذين يُعتمد عليهم ، وليقرروا أنهم على استعداد لحمل أمانة التكاليف الشرعية بكل قوة . وقد نال هذا الصنف حظَّه وافراً من صلاة التراويح ومن قراءة القرآن وإتمامه مرةً وأكثر .
والفرق بين الفريقين :
هو ما قام في نفوس ذويهم من هَمِّ التربية والتوجيه ، أو التساهل بذلك .
وهذا الذي كان سلفنا الصالح يدركونه ، وكانوا تعظم عنايتهم به في تربية أطفالهم ، ألا وهو: التوجيه العملي والتدريب المتدرج .
وهذا ما أخبرت عنه الرُّبَيِّعُ بنتُ مُعَوذ ـ رضي الله عنها ـ من أنَّ الصحابة كانوا يصومون ـ تعني عاشوراء ـ ويصوِّمون صبيانهم الصغار ، وأنهم كانوا يجعلون للأطفال اللُّعبة من العِهْن (الصوف ) فإذا بكى أحدُهم على الطعام أعطوه إياه عند الإفطار . رواه البخاري ومسلم .
وفي لفظ عند مسلم عن خالد بن ذكوان قال : سألتُ الرُّبِيِّعَ بنت معوذ عن صوم عاشوراء ، قالت : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رُسُلَهُ في قرى الأنصار … الحديث وفيه أنها قالت : ونصنع لهم اللعبة من العِهْن ، فنذهب به معنا ، فإذا سألونا الطعام أعطيناهم اللعبة تلهيهم حتى يتموا صومهم .
قال الإمام النووي ـ رحمه الله ـ : وفي هذا الحديث : تمرين الصبيان على الطاعات ، وتعويدهم العبادات ، ولكنهم ليسوا مكلَّفين.
نسأل الله تعالى أن يَهَبَ لنا من لَدُنه رحمةَ ، إنه هو الوهاب ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.




 توقيع : ابتسامة الزهر


رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ ابتسامة الزهر على المشاركة المفيدة: