عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 16-03-2024, 07:22 AM
نور غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 1639
 اشراقتي » Apr 2020
 كنت هنا » 31-05-2024 (08:29 AM)
آبدآعاتي » 73,258[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » تصفح نت والشغال اليدوية
موطني » دولتي الحبيبه
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي رمضان ومصير الظلمة





في رمضان أهلك الله جبابرة الجاهليين: أبا جهل، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وأمية بن خلف، وعقبة بن أبي معيط، وذلك يوم بدر، بعد أن استخفوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وهو يؤدي شعيرة الصلاة أمام الكعبة المشرفة، حين أرسل أبو جهل عقبة بن أبي معيط ليقصد قوما ذبحوا جملا، فيأتي بفضلاته من الأمعاء والدماء والقاذورات، فيضعها على ظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين كتفيه إذا سجد، فجعلوا يضحكون ويميل بعضهم على بعض، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ساجد لا يرفع رأسه، حتى جاءته فاطمة، فطرحت الأذى عن ظهره، فرفع رأسه، ثم دعا عليهم، وقد ذكر كلَّ واحد باسمه. قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه راوي الحديث: "فَوَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا - صلى الله عليه وسلم - بِالْحَقِّ، لَقَدْ رَأَيْتُ الَّذِينَ سَمَّى صَرْعَى يَوْمَ بَدْرٍ، ثُمَّ سُحِبُوا إِلَى الْقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ" متفق عليه.

نعم، أهلكهم الله يوم بدر، لأنهم خرجوا: "بطرا ورءاء الناس ويصدون عن سبيل الله". خرجوا يقودهم أبو جهل، الذي قال بكل كبرياء وصلف: "والله لا نرجع حتى نرد بدرا، فنقيمَ بها ثلاثا، فننحرَ الجزور، ونَطعمَ الطعام، ونُسقى الخمر، وتعزفَ لنا القيان، وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا، فلا يزالون يهابوننا أبدا فامضوا".

هكذا هم الظلمة في كل مكان، كبر، وخيلاء، واحتماء بالقوة والجاه، واستقواء بالأحلاف، من الماكرين المخادعين، الذين ينكصون على أعقابهم يوم انكشاف خبث نواياهم، وسوء ضمائرهم، وفساد طواياهم. ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ﴾ [إبراهيم: 42، 43].

في رمضان أهلك الله تعالى الروم على يد المعتصم العباسي، بعد أن وجه إليهم جيشا لا يعرف أوله من آخره، بسبب ماذا؟ بسبب لطم أحد الروم امرأة مسلمة، اعتداء وظلما، فصرخت المرأة "وامعتصماه"، فبلغت الصرخةُ المعتصم، فكانت موقعة "فتح عمورية" الشهيرة.

رب وامعتصماه انطلقت
ملء أفواه الصبايا اليتم
لامست أسماعهم لكنها
لم تلامس نخوة المعتصم

كم من أعراض النساء اليوم تنتهك في أرجاء بلاد المسلمين، اغتصابا شنيعا، واعتداء مروعا، وانتهاكا سافرا فظيعا؟ فإذا دافع عنها بعض أبناء جلدتنا، ذكروا أن قضيتهم هي تعدد الزوجات، والتفاضل في الإرث، وعدم التساوي في الحقوق والحريات، أهكذا يكون الدفاع عن المرأة المسلمة، التي صارت سلعة رخيصة، تباع في سوق النخاسة على مرأى ومسمع من الجميع، حتى سمعنا بشبكات تشغل النساء في الدعارة، وشبكات ترسل الفتيات المسلمات إلى بلاد أخرى لممارسة الفاحشة، وفتيات مغربيات الأصل صرن بطلات للمحاكمات الجنسية العالمية.

فكَمْ مِنْ مُسْلِمٍ أَمْسَى سَلِيبًا
ومُسْلِمَةٍ لَهَا حَرَمٌ سَلِيبُ
أَتُسْبَى المُسْلِمَاتُ بِكُلِّ ثَغْرٍ
وَعَيْشُ المُسْلِمِينَ إِذْن يَطِيبُ
أَمَا للهِ والإسلامِ حَقٌّ
يُدَافِعُ عَنْهُ شُبَّانٌ وَشِيبُ
فَقُلْ لَذِوي البَصَائِرِ حيثُ كَانُوا
أَجِيبُوا اللهَ وَيْحَكُمُ أَجِيبُوا

ولما طغى أباطرة الفساد في الأندلس قبل الفتح وتجبروا، وعثوا في الأرض فسادا، وجعلوا المجتمع طبقيا، يأكل فيه القوي الضعيف، حتى انتشر الفقر، وعمت الأمراض التي قضت على نصف السكان، قيض الله لهم موسى بن نصير، وطارق بن زياد، وجنودهما ليقضوا عليهم في رمضان، ويفتحوا الأندلس، ويخلصوا الناس من ظلم الظالمين، وجبروت المتجبرين. قال تعالى: ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 193].

مُسَيْطِرُ الفُرْسِ يَبغي في رعيتهِ
وقيصرُ الروم من كِبْر أَصَمُّ عَمِ
يُعذِّبان عباد الله في شُبَهٍ
ويذبحان كما ضحَّيتَ بالغنمِ

وفي رمضان انتصر المسلمون على التتار الذين اكتسحوا العالم، وأرعبوا الخلائق، وجابوا الأرض طولا وعرضا، ونشروا فيها الرعب والدمار، وقضوا على الأخضر واليابس، حتى إذا ذكر هولاكو ارتعدت الفرائص، وتيبس الدم في العروق، فقيض الله له الملك المظفر قطز، الذي قضى عليه في "عين جالوت" يوم جمعة من رمضان.

وفي رمضان انتكس جبروت قريش، الذين حاربوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرابة عشرين سنة، فلم يغنهم ظلمهم وتعنتهم في وجه الدعوة الإسلامية، فأذعنوا للحق الذي لا مرية فيه، وأسلسوا القياد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، الذي أن حطم ثلاثمائةٍ وستين صنما كانت قابعة حول الكعبة وهو يقول: ﴿ وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ﴾ [الإسراء: 81].

وفي رمضان أهلك الله الحجاج بن يوسف الثقفي الذي بالغ في الظلم، وأوغل في سفك دماء المسلمين، كان أخرها قتلَ التابعي الجليل سعيدِ بنِ جبير. ﴿ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ﴾ [فاطر: 43].




 توقيع : نور


رد مع اقتباس