كان النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- حريصاً على تعليم المسلمين باللين والحسنى،
لا سيّما من كان منهم حديث العهد بالإسلام، ومن المواقف التي صحّت من حياة
الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-؛ أنه بينما كان مع أصحابه في المسجد،إذا بأعرابيّ
جاء على بعير أناخه، ثمّ اتجه إلى ناحية من نواحي المسجد وبال فيه.
وثار الصحابة الكرام لمّا رأوا الأعرابيّ وهو يبول في المسجد، فحاولوا أن ينهروه
ويثنوه عن فعله، إلا أنّ النبيّ -عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم- نهاهم عن ذلك،
وبعد أن أنهى الأعرابي بوله دعاه النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- ليأتي إليه.
ثم أرشده باللين قائلًا: (إنَّ هذِه المَساجِدَ لا تَصْلُحُ لِشيءٍ مِن هذا البَوْلِ
ولا القَذَرِ إنَّما هي لِذِكْرِ اللهِ -عزَّ وجلَّ والصَّلاةِ وقِراءَةِ القُرْآنِ)
ثمّ أمر أحد الصحابة فنضح البول بدلو من الماء ليزيل النجاسة.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ