عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 26-05-2024, 09:28 PM
سما الموج غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 725
 اشراقتي » Jun 2018
 كنت هنا » اليوم (07:47 PM)
آبدآعاتي » 3,547,016[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه United Arab Emirates
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
عناق المفاجآت » سجل الهدايا رحيق المفاجات
 
مزاجي:
 
افتراضي متى تتعظ بالموت؟.. لا تعط الأمان لعمرك فإنك ميت وإنهم ميتون







متى تتعظ بالموت؟.. لا تعط الأمان لعمرك فإنك ميت وإنهم ميتون



كثيرًا ما تأتينا العظة من الموت، حينما نستيقظ صباحًا لنفاجأ بموت الكثير من الأصدقاء والأحباب المقربين منا، رغم صغر سنهمن فالموت كما بلغ رب العزة يأتي فجأة، ولكن مع ذلك لا يعمل الكثير بموعظة الموت وفقدان الأحباب، بل تزداد القسوة في قلبه ويؤجل الرجوع إلى الله، حتى يأخذه الموت بغتة.

فربما يرى بعضنا أن ما يفعله لن يدخله النار، رغم مئات الذنوب التي يكتسبها من سبه هذا وظلمه لهذا وأكل مال هذا والنميمة على هذا، فاستغار المعصية مصيبة كبيرة، وعدم الموعظة من الأخرين مصيبة أكبر، فكما يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: "إنِّي لَأَعرِفُ اليَومَ ذُنوبًا هي أَدَقُّ في أَعيُنِكم مِنَ الشَّعرِ، كنَّا نَعُدُّها على عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِنَ الكبائرِ".

ويقول الله تعالى في سورة الكهف: ﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105)﴾.

فأمْرُ المُؤمِن بيْن الرَّجاءِ والخَوفِ، ومع ذلك فهو يَزِنُ أعمالَه ويُقَدِّرُها بمقاييسِ الشَّرعِ، والخَوفُ يَستلزِمُ الرَّجاءَ، ولوْلا ذلك لَكان قُنوطًا ويَأسًا، والرَّجاءُ يَستلزِمُ الخَوفَ، ولوْلا ذلك لَكان أمنًا واتِّكالًا، والرَّجاءُ والخَوفُ النَّافِعانِ هما ما اقتَرَن بهما العَمَلُ.

والموت محيط بنا، ليس هناك فَرْقٌ بين الكبير والصغير، ولا بين المريض والسليم، وكثرة موت الفَجْأة من علامات الساعة؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ من أمارات الساعة أن يظهَرَ موتُ الفَجْأة))؛ رواه الطبراني.

والأجل إذا جاء نموت، ولو كنا على أسِرَّتِنا وبكامل صِحَّتنا وفي عنفوان شبابنا.

وربما نسمع بخبر الموت ويموت مَنْ نُحبُّ فيحزَن القلب، وقد تدمَع العين؛ لكن تعُود الدنيا فتُلهينا بمُتَعِها ومشاكلها، وتُنسينا الأحزان والاتِّعاظ بالموت والأموات.

فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي، فقال: ((كن في الدنيا كأنك غريبٌ، أو عابر سبيلٍ))، وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: "إذا أمسيتَ فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحتَ فلا تنتظر المساء، وخُذْ مِن صحَّتِك لِمرَضِكَ، ومن حياتِكَ لِمَوتِكَ"؛ رواه البخاري.

ومن أعظم أسباب الغفلة الاغترار بالدنيا والانغماس في شهواتها. قال الله عز وجل: (ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)[الحجر:3].

إن حال هؤلاء ليُنبئ عن سُكْر بحب الدنيا وكأنهم مخلدون فيها، وكأنهم لن يخرجوا منها بغير شيء من متاعها مع أن القرآن يهتف بنا: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ)[فاطر:5].إن سكران الدنيا لا يفيق منها إلا في عسكر الموتى نادما مع الغافلين.

والغفلة خطر عظيم ومن أسباب الغفلة صحبة السوء، فقد قيل: الصاحب ساحب، والطبع يسرق من الطبع، فمن جالس أهل الغفلة والمعاصي سرى إلى نفسه هذا الداء : (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولاً)[الفرقان:27-29].

كما أن الغفلة حجاب عظيم على القلب يجعل بين الغافل وبين ربه وحشة عظيمة لا تزول إلاَّ بذكر الله تعالى، فإذا كان أهل الجنة يتأسفون على كل ساعة مرت بهم في الدنيا لم يذكروا الله فيها، فما بالنا بالغافل، لذلك يقول الله تعالى (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)[المؤمنون:99، 100].





 توقيع : سما الموج

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
4 أعضاء قالوا شكراً لـ سما الموج على المشاركة المفيدة:
, , ,