|
|
|
عضويتي
»
494
|
اشراقتي
»
Dec 2017
|
كنت هنا
»
06-02-2021 (12:33 AM)
|
آبدآعاتي
»
380,417[
+
] |
سَنابِل الإبْداع
»
[
+
] |
هواياتي
»
|
موطني
»
|
جنسي
»
|
مُتنفسي هنا
»
|
مزاجي:
|
|
|
|
|
أسمآء النجوم في الفلك الحديــث..
أسمآء النجوم في الفلك الحديــث..
يكثر أن نسمع أو نقرأ أن أسماء النجوم في الفلك الحديث هي أسماء عربية . و الراصدون العرب الذين يتابعون النجوم في الأطالس الحديثة, يلفت انتباههم كثرة الأسماء العربية التي يقرؤونها بأعينهم في الأطالس و الجداول , بالأحرف اللاتينية طبعاً.
كوكبة الفرس الأعظم
هذه الأسماء نفسها لا توجد في الخرائط و الجداول و حسب , بل توجد في كل الكتب و المقالات الفلكية التي تتحدث عن النجوم. و هي تبدو غريبة للأوروبيين و عليهم أن يحفظوها عن ظهر قلب. و لكن الراصد أو القارئ العربي يجد أنها أليفة لديه ,
بعضها بلغة عربية فصحى واضحة كل الوضوح , و البعض الآخر يلوح أنه عربي و إنما يصعب تحديده.
إن الطابع العربي واضح في أسماء النجوم الحديثة , و هذا هو الذي دفع عالماً في اللغة العربية مثل أمين فهد معلوف إلى وضع ((المعجم الفلكي)) , و دفع الأستاذ منصور حنا جرادق إلى وضع ((القاموس الفلكي)) , و كلاهما في مقدمته لكتابه يذكر هذه الحقيقة .
و الدافع نفسه هو الذي دفعني شخصياً إلى دراسة أسماء النجوم و التوسع فيها . فقد كنت راصداً للنجوم أتابع أسماءها في الأطالس الإنكليزية المختلفة , فراعني كثرة ما كنت أجد من الأسماء العربية . و هدف هذا الكتاب هو أن أبيّن أصول هذه الأسماء و كيف و صلت إلى الفلك الحديث في أيامنا هذه
نشوء علم الفلك عند العرب :
منذ أواخر القرن الثامن الميلادي ازدهرت حركة الترجمة عند العرب لجميع العلوم , و الفلك منها . أخذوا الكثير من الهند و اللغة السريانية و الإغريق . لكن جوهرة الفلك وجدوها في كتاب المجسطي لبطليموس . فترجموه عدة مرات و علقوا عليه و شرحوه , و كان هو الأساس فيما عندهم من فلك . لقد وجدوا فيه أخطاء كثيرة , هنا و هناك , فصححوها . و لكنها كانت أخطاء ثانوية لم تغير شيئاً في اللب و الجوهر .
المجسطي :
هو الدستور الذي كان يسير عليه علم الفلك في القرون الوسطى . و هو كتاب علمي بلا شك , و إن كان يقوم على أساس خاطئ , هو إن الشمس , بل الكون كله , يدور حول الأرض .
و قد قسَّم المجسطي نجوم السماء إلى مجموعات بحسب ما عرف بطليموس من الأساطير الإغريقية . و سمّى العرب كل مجموعة (كوكبة) أو (صورة). و رسم شكلاً على الكوكبة يوحي باسمها , و وضع النجوم على الشكل و عيّن لكلّ نجم طوله و عرضه في السماء (الذي يسمى الآن الطول و العرض بالنسبة لدائرة البروج) . و ما دام قد أعطى هذا التحديد بالأرقام , إذاً لم يعد مجال للخطأ في نجم أو في الالتباس بينه و بين نجم آخر.
و قد جاء الفلكيون العرب فسمّوا كلّ كوكبة :
أ- إما باسمها الموجود في المجسطي نفسه , مثل برشاوس و قيفاوس و اللورا .
ب- أو ترجموا الاسم إلى العربية , مثل الشجاع و الدب .
ت- أو وضعوا اسماً عربياً كان يطلق على الكوكبة , مثل العوَّاء و الجوزاء .
كان بطليموس قد أعطى كل نجم في الكوكبة رقماً خاصاً به . و فعل العرب الشيء نفسه , فأعطوا النجوم في كل كوكبة أرقاماً و إنما وضعوها على شكل حروف تدلّ على هذه الأرقام . و قد يكون رقم النجم في الكوكبة كافياً للدلالة عليه في أثناء الدراسة . لكن جرت العادة أن تعطى بعض النجوم أسماء أعلام خاصّة بها , على الخصوص تلك النجوم النيّرة التي تطلق عليها الشعوب أسماء .
أسماء النجوم عند العرب :
عندما استوعب العرب الفلك و ظهر العلماء الفلكيون الكبار , و أخذوا يضعون الأزياج و الجداول , و يكتبون الكتب الفلكية , نجد أن أسماء النجوم التي يطلقونها هي أسماء عربية , على العكس من أسماء الكوكبات . و لا نجد إلا اسماً يونانياً واحداً هو (السرما) أو (إيوتا العذراء) الذي يرويه الصوفي عن بطليموس .
وضع الفلكيون الأسماء العربية التي عرفت في البادية مثل الشعريين و الفرقدين و السمّاكين . و وصفوا التشكيلات النجمية , سواء في كوكبة واحدة أو في أكثر من كوكبة , مثل النسق الشامي و النسق اليماني و الناقة و الكف الخضيب و الكف الجذماء .
أما النجوم الأخرى فكانوا يرسمون صورة الكوكبة و يضعونها عليها و يعطوها أسماء بحسب موقعها من الصورة , على غرار ما فعل بطليموس . فهذا على الأنف و هذا على الفخذ و هذا على العاتق ... من هذه الصفات نجد أن نجوماً في الفلك الحديث قد استمدت أسماءها .
الترجمة إلى اللاتينية :
إن المستوى الحضاري الراقي الذي وصل إليه العرب في حضارتهم جعل أوروبا تنقل ما عندهم من علوم لكي تهتدي بها . فازدهرت الترجمة من العربية إلى اللاتينية ( و كانت هذه هي لغة العلم في جميع أوروبا آنذاك ) ابتداءً من القرن الثاني عشر الميلادي , وخاصة في الأندلس . و أخذ المترجمون و الناسخون ينقلون من اللغة العربية , و ظهر العلماء الكبار في الغرب , فوضعوا الكتب و الأطالس .
و دامت هذه العملية بضعة قرون من الزمن . و بين النقل و النسخ , نجد كثيراً من التحريفات قد طرأت على كثير من أسماء النجوم .
إن متابعة هذه التسميات و معرفة ما طرأ عليها من تحريفات , تحتاج إلى أن نبتدأ من الأساس , من الصورة التي نقلها العرب عن بطليموس . و قد اخترت كتاب الصوفي (( صور الكواكب الثمانية و الأربعين )) لأنه الكتاب العلمي الدقيق الشامل , فنقلت الصور عنه , فالنجم قد يكون استمد اسمه من الصورة.
و لكي يكون الكتاب صالحاً للرصد و المتابعة العملية في السماء , ألحَقْتُ في آخره أطلس يستطيع القارئ أن يعرف منه موضع كلّ كوكبة والوقت الذي يجدها فيه . و قد رسمته على نمط الأطالس الحديثة و إنما وضعت عليه صور الصوفي لسهولة الاستدلال .
التسمية في الفلك الحديث :
يسمّي الفلك الحديث النجوم حالياً بالأحرف اليونانية . ألفا .. بيتا .. غاما .. دلتا .. إلخ . و يوزع الحروف الأربعة و العشرين اليونانية على النجوم الظاهرة في الكوكبة . حتى إذا انتهت هذه الحروف و كانت هناك نجوم أخرى خافتة فإنه يعطيها أرقاماً أو أحرفاً لاتينية . و لكن الفلك الحديث , بالإضافة إلى هذه التسمية , يعطي الكثير من النجوم أسماء نجدها في الأطالس و الجداول و الكتب .
على أية حال , فقد آثرت في الصورة التي نقلتها عن الصوفي أن أسمّي النجوم التي على الصورة بالحروف اليونانية لكي يربط القارئ النجم الذي عناه الصوفي بالفلك الحديث مباشرة .
و لهذا كان من الضروري على قارئ هذا الكتاب أن يعرف الحروف اليونانية . فالحديث عن أيّ نجم سيكون بذكر اسمه بالحرف اليوناني , ايّ بحسب التسمية في الفلك حالياً .
و تمشّياً مع هدف هذا الموضوع , فإنني أستطيع أن أصنّف أسماء النجوم في الفلك الحديث بالنسبة إلى علاقتها مع الأسماء العربية إلى ستّة أصناف , و هي كما يلي :
أولاً : نجوم لها أسماء ليست عربية
أ. أسماء لاتينية تبلغ حوالي خمسة عشر اسماً . منها أسماء احد عشر نجماً نيراً من القدر الأول , و هذه من المتوقع أن يكون لها أسماء شعبية و أن تكون معروفة سابقاً عند الأوروبيين , و عند قيامهم بالترجمة أبقوا على هذه الأسماء لشهرتها عندهم .
أما النجوم من القدر الأول ذات الأسماء اللاتينية فهي :
ألفا الدب الأصغر , و هو النجم القطبي و سمته العرب الجدي
ألفا العواء , و هو السمّاك الرامح
ألفا التوأمين , و هو رأس التوأمين المقدم
بيتا التوأمين , و هو رأس التوأمين المؤخر
الفا ممسك الأعنة , و هو العيّوق
ألفا الأسد , و هو المليكأوالملك الصغيرأو الملكي
ألفا العذراء , و هو السمّاك الأعزل
ألفا العقرب و هوقلب العقرب
ألفا الكلب الأكبر , وهو الشعرى اليمانية أو الشعرى العبور
ألفا الكلب الأصغر , و هو الشعرى الشامية أو الشعرى الغميصاء
ألفا القاعدة (في السفينة) و هو سهيل
و النجوم التي تحمل أسماء لاتينية , بالإضافة إلى هذه النيرة , هي :
ابسلون العذراء , اسم لاتيني قديم معناه قاطفة العنب
غاما العذراء , اسم لاتيني لآلهة متنبئة
و قد جاءت هذه التسمية في العصر الحديث , لا أيام الرومان .
غاما السرطان , وهوالحمار الشمالي
دلتا السرطان , و هو الحمار الجنوبي
ب. نجمان لهما اسمان فارسيان :
بيتا العقاب , مع أنّ اسمه شاهين , الكلمة فارسية
النجوم الثلاثة المصطفّة في كوكبة العقاب (ألفا) و (بيتا) و (غاما) كان العامة عند العرب يطلقون عليها اسم ( الميزان ) و ترجمها نصير الدين الطوسي إلى الفارسية (شاهين ترازو) أي قبّ الميزان. ثم وزّع هذا الاسم الأخير على النجمين (بيتا) و (غاما) . أصبح (بيتا) اسمه الشاهين , و جرى تحريف على ترازو و أعطي للنجم (غاما) ((كونيتش)) .
ج. هناك اسم تركي , هو :
و هو تحريف كلمة ( يلدز ) التركية و معناها كوكب .
د. هناك اسم عبراني , هو :
غاما الحمَلْ , و هو ثاني الشرطين
هـ. هناك اسمان غير عربيين , غير معروف أصلهما بالنسبة لكاتب هذا الكتاب على الأقل :
بيتا الدجاجة , و هو منقار الدجاجة , و يظن أنّ الاسم خليط من العربية و اللاتينية
و يعلق الدكتور كونيتش قائلاً إن الاسم من أصل بابلي أدْخِلَ مؤخراً , مأخوذ من بعض الأبحاث المعاصرة عن الفلك عند البابليين .
ثانياً : أسماء لاتينية وضعت ترجمة للاسم العربي الذي بدوره كان ترجمة للاسم اليوناني في المجسطي
أوميكرون الدب الأكبر , و هو على الخطم
إيتا التوأمين و هو الرجل المتقدمة
ثيتا الدلو , و هو في الحوض على أعلى الفخذ
بيتا العقرب , في الإكليل , و هو يخص زباني العقرب من كوكبة الميزان
أوميغا الجاثي , بالقرب من ساعده الأيمن , بمعنى الهراوة
غاما الجبار و هو الناجذ , الاسم لاتيني معناه المرأة المحاربة
و قد ورد لأول مرة في ترجمة لاتينية لأحد كتب أبي معشر البلخي المنجّم ( كونيتش ) .
إنّ الاسماء التي ذكرتها في ( أولاً ) و ( ثانياً ) هي كل الأسماء الأجنبية اللاتينية التي استطعت أن أجمعها من الجداول و الأطالس الفلكية الحديثة المتيسرة لدي , و إذا كانت جداولي و أطالسي كاملة , فقد يعتبر هذا حصراً .
أمّا ما تبقى من أسماء النجوم , و هو يزيد كثيراً على الثلاثمائة , فهو عربي بشكل أو بآخر , قد يكون عربيّاً أصيلاً و قد يكون عربياً أصيلاً و قد يكون ترجمة عن بطليموس.
ثالثاً : نجوم ذات أسماء عربية صرفة
أ. منها ما هو واضح جداً , مثل :
سيغما العقرب , في نياط القلب
غاما الرامي , الذي على النصل
ألفا الثور , و هو الِدبَران
ب. و منها ما يلوح لأول وهلة أنّه غير عربي , نظراً لصعوبة أداء اللفظ العربي بالأحرف اللاتينية , مثلاً :
غاما الدلو , و هو من نجوم سعد الأخبية
رابعاً : نجوم حدث تحريف في أسمائها , فأصبحت تبدو و كأنها غير عربية
ألفا الجبار و هو يد الجوزاء , انظر النص و كيف تحول إلى الاسم الحالي
ابسلون الجبار , و هي في النظام , انظر النص و كيف تحولت إلى الاسم الحالي
خامساً : نجوم أخذت أسماء عربية كان وضعها العرب لنجوم غيرها
ألفا الكلب الأصغر هي الشعرى الشامية أو الغميصاء , عندما نقلها العلماء الغربيون و ضعوا لها اسماً Procyon. و لكنهم أخذوا اسم الغميصاء و وضعوه للنجم ( بيتا الكلب الأصغر ) , فأصبح اسم ( بيتا ) الآن في الفلك الحديث Gomeisa .
و بالمثل , أطلقوا اسم Canopusعلى ( الفا القاعدة ) الذي عرفه العرب باسم سهيل . و أخذوا اسم Suhailو أطلقوه على نيّر قريب له هو ( لامدا الشراع ) .
سادساً : نجوم لها أسماء عربية و ضعها الباحثون الغربيون لم ترد عن العرب أصلاً
و من هذا النوع الأمثلة التالية :
ألفا التنين , لا ترد كلمة ثعبان عند العرب
ابسلون العقرب , بالقرب من الشولة , لم يعرف العرب عنه اسم اللسعة
ابسلون الدب الأكبر , و هو الجون , لم يعرف العرب عنه اسم الألية
الحروف اليونانية
أرجو من القارئ أن يتذكر أنّ البحث في هذا الكتاب ينطبق على ما في الفلك الحديث من نجوم ترى في المناطق المعتدلة الشمالية حتى خط عرض 28 تقريباً , أيّ النجوم التي عرفها العرب و عرفها بطليموس .
و هو يتناول جميع أسماء النجوم في الجداول و الأطالس و الكتب الفلكية الحديثة باللغة الإنكليزية . و هي نادراً ما تختلف عن اللغات الأوربية الأخرى في هذا الشأن .
أقول جميع أسماء النجوم , و أعني تلك التي صادفتها في دراستي و في رصدي , و إذا و جد القارئ نجماً لم أذكره , فباستطاعته بالاسترشاد بالصور و بالأحرف اليونانية و بقليل من العناء , أن يعرف سبب التسمية و أصلها .
|