عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 28-03-2017, 03:48 AM
انسكاب حرف
ابتسامة الزهر متواجد حالياً
 
 عضويتي » 27
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » يوم أمس (09:35 PM)
آبدآعاتي » 4,099,998[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
بائع الجيلاتى .. قلمى














فى أحدى أحياء القاهرة القديمة كان يسكن عم احمد بائع الأيس

كريم هو وزوجته وابنه وأبنته فى غرفتين

صغيرتين ..

هناء ابنته طالبة فى كلية الطب وأبنه محمد فى كلية الهندسة

كان عم احمد يبدأ يومه من الفجر يخرج لصلاة الفجر هو وابنه فى

المسجد القريب من المنزل يخرج كل

منهما إلى طريق ..

محمد إلى كليته وهناء إلى كليتها .. وعم احمد يأخذ عربته

الصغيرة المحملة بالجيلاتى

اللذيذ يجوب شوارع القاهرة ويبيع فى الحوارى والأزقة .

كان عم احمد يصنع الجيلاتى فى المساء ليبيعه فى الصباح ..

وكثيرا ما كن يجد اطفالا ليس معهم نقود فكان يعطيهم الجيلاتى

بدون نقود قائلا هذه هدية من عم احمد العجوز وكم كانت تسعده ابتسامة الأطفال الأيتام والفقراء

اشتهر عم احمد واصبح الأطفال ينتظرونه كل يوم واخر اليوم

يعود بحصيلة ما باعة وعود إلى منزله ليرتاح ثم يبدأ فى صنع

الجيلاتى لليوم الثانى .

وذات يوم ولأول مرة عم احمد لا يستيقظ لصلاة الفجر كا المعتاد

واستغرب ابنه محمد فقام من فراشه ليُقظ عم احمد للصلاة

لكنه لم يرد او يستيقظ فقد فارق الحياة وحزنت اسرة عم احمد

حزنا شديدا وجيرانه فقد كان محبوبا من الجميع لطيبة قلبة ومساعداته

التى كان يقدمها لمن يحتاج دون أن يطلب منه وقد علم اولاده

ايضا الا يتأخرا على المساعدة .

وبعد مراسم الدفن جلست الاسرة وهى تبكى لفراق عم احمد والذى كان مصدر رزقهم الوحيد

هى عربة الجيلاتى .. فكر محمد وقال ان عربة الجيلاتى لا زالت موجودة وقرر ان يعمل عليها

ويفعل كما كان يعمل والده كان يفعل والده فهو الأن العائل الوحيد لأسرته

كان محمد فى عامه الأخير من الجامعة وشهور ويتخرج فقرر أن يذاكر ويعمل

على بيع الجيلاتى بدلا من أبيه الراحل وأخبر والدته بذلك القرار واشفقت
علية والدته ولكنه اخذ القرار وانتهى .

كان يصنع الجيلاتى فى المساء ويستيقظ فى الفجر للصلاة ويأخذ

عربة الجيلاتى ويفعل ما كان يفعله ابوه




الجميع يسأل عن عم أحمد والأيتام ينتظرونه وهم يسألو أين عم احمد فيقول

لهم والحزن يعتصر قلبه لقد مات عم احمد أبى ورحل عنا وأنا هنا

بدلا منه يبكى الأطفال ويبكى الناس التى عرفت عم احمد وهم

يدعون له بالرحمة والمغفرة

وكل شارع قد مر به يدعوا له ايضا .

فى نفس الوقت كان محمد سعيد بذلك الحب الذى وجده فى هؤلاء

الناس البسطاء والأطفال لعم احمد والده الطيب

مرت الأيام ونجح محمد واتخرج واصبح مهندسا وعمل فى شركة

من الشركات واجتهد فى عمله ولكنه لن ينسى عربة الجيلاتى .

وبعده بعامين تخرجت اخته هناء لتصبح طبيبة أنف وأذن وحنجرة

مرت الايام والسنيين واصبح محمد من أكبر المهندسين العاملين فى المشروعات

وذلك بفضل الله ونبوغه بعد ان أجتاز الكثير من العلوم الهندسية

وكذلك اخته الطبيبة المشهورة .

تزوج محمد وأنجب .. وايضا تزوجت هناء من زميل لها طبيب ربط الحب بينهما

وانجبت ايضا وابتسمت الحياة لهما ....

وفى يوما احست والدة محمد وزوجة عم احمد بالحنين إلى دارها القديم وزوجها

حيث عربة الجيلاتى ومكان ذكريات زوجها الجميلة .. ووافق

الجميع وذهبا جميعهم إلى هذا البيت القديم يتذكرون كيف كانت أحلى أيامهم ؟

وتحكى الجدة لأحفادها قصة عربة الجيلاتى التى ربت أبنائها حتى وصلا بجدهم

واجتهادهم لما هما فيه الأن وتصنع لهم جيلاتى عم أحمد وهم

متلذذون بطعم الجيلاتى .

وتذكر الأبناء أباهم عم احمد بياع الجيلاتى وذهبا إلى قبره لقراءة الفاتحة على روحه الطاهرة .

واخذت الزوجة تقول له انظر يازوجى الحبيب هؤلاء هم اولادك واحفادك

لقد اصبح اولادك بفضل حبك وهيبتك وطيبة قلبك وما فعلته من خير

يشير إليهما بالبنان .. بفضل مالك الحلال وسيرتك والحلوة وأعمالك

أثمرت خيرا ووضعت باقة من الورد على القبر وشعرت فى ذلك الوقت

أن زوجها يرقد بسلام وأطمئنان



تمت بحمد الله




















 توقيع : ابتسامة الزهر


رد مع اقتباس