منتديات عبق الياسمين - عرض مشاركة واحدة

#1 19-06-2019, 11:15 PM

الظلم ظلمات يوم القيامة

فعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال: ((يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرمًا؛ فلا تظالموا.
فمن الظلم أن يرزقك الله الصحة وانت تفتل عضلاتك على الضعفاء

ومن الظلم ان يرزقك الله العقل وانت تسخر على مجانينها

ومن الظلم ان يهبك الله السلطة والجاه وانت تتكبر على باقي الخلق والناس

ومن الظلم ان يهبك الله المال لتسرف وتقترف وجارك يتعطش للقمة العيش .
يخلق الانسان ضعيفا لا حول له ولا قوة يكبر مع الوقت تتولد فيه الكثير من الصفات والخصال .
ليكون ذاك المخلوق الضعيف ظالم ومستهترا ضاربا كل الخلق وكل المبادئ السامية والجميلة عرض الحائط .
لا مبالي لا بالكبير ولا بالصغير لا بالمرأة ولا بما حرمه الله .
كيف يخلق من هذا الكائن الضعيف كل هذا الظلم الذي عافه الله عن نفسه وحرمه عليه ليرتديه الانسان فيظلم ويجور ويشتري الرخيص بالغالي ويبيع الغالي بالرخيص

كيف لهذا الكائن الضعيف يدوس على كل ماهو جميل يجرح ويكسر ويحطم ويفل تارك من وراءه مظلوم يتضرع ألم وحسرة من أوقات ضاعت منه هباء منثور .
أين وضع عين الله التي تبيت تحرس كل مظلوم ؟؟
أيظن أن بظلمه قد فاز ونال ليواصل ظلمه وجبروته على خلقه

ألم يعلم أن الله يمهل ولا يهمل

ان الله لا يخيب دعوة مظلوم ولا يستر بينها وبينه حجاب .
ولكم في القصص حياة يا اولي الألباب فكم من قصة مرت علينا لذع فيها الظالم من نفس اللذعة التي لذع بها غيره وشرب السم من نفس الكأس الذي شرب منها غيره من المظلومين افلا يتعظ ويحترس .
من حفر حفرة لأخيه وقع فيها

فمن رمى يوسف في البئر جعله ملك على مصر

ومن قذف سيدتنا عائشة جعل سورة من فوق سبع سموات تثبت براءتها

ومن طرد النبي صلى الله عليه وسلم من مكة جعل كل العالم تعترف به نبيا لهذه الأمة

أفلا يكون هذا المظلوم الذي ظلم ربا سيقتص ظلمه ممن ظلمه

هكذا الحياة تحمل من الظلم ما قد يضيق على المظلومين فعندما تتذوق الظلم في حياتك يصبح عقلك اكبر من عمرك بكثير فكل ظلم تعرضت له هو مستوى جديد من النضج من لا يظلم لا يعرف معنى الظلم ولا يتعرف على الظالم وراء الآلاف الأقنعة التي على الطابور.

حصريا وبقلمي

سليدا

المصدر : منتديات عبق الياسمين

9 أعضاء قالوا شكراً لـ سليدا على المشاركة المفيدة:
, , , , , , , ,