تَك ” تَك ” تَك
قَطَرَات تِلْو قَطَرَات
تَتَسَاقَط وتتسلل حَتَّى تَتَلَاشَى
أمقتُ السُّطُورَ الَّتِي لاتعرف كَيْفَ تَرَتّبَ نَفْسِهَا
لبعثرة الْمَشَاعِر و الأحاسيس المتناقضة
وَأَبْغِض الْأَوْرَاقِ الَّتِي لَا تُعْرَفُ
كَيْف يُخطُ عَلَيْهَا الْحَرْف مَلامِح الِاشْتِيَاق
وتتلاشى الْكَلِمَات حِينِهَا فِي صُمْت وَهُدُوا .
كَم كُنْت احْتَاج لأكسر قِنَاع الْبَلَادَة
الَّذِي اسْتَوْطَن مَلامِح وَجْهِي حِين غِيَاب
لَمْ يَكُنْ الْغُيَّاب بكِ أنتِ بِحَجْم الْغُيَّاب الَّذِي ألمّني
فأمسيت فِي حَالَةِ انْفِصامِ بَيْنَ أَنَا وَأَنَا قليلاً
اللَّيْل وَالصَّمْت وَالسَّمَاء وَالنُّجُوم
وضوءٌ خافتٌ يقرأني بِحُزْن .
لَم اِكْتَمَل بكِ يوماً ، وَلَن اِكْتَمَل فَلَا أَقْوَى حِينِهَا
عَلَى أَنَّ اسْتَمَرَّ بِحَجْم الْعِشْق وَحَجْم الِاشْتِيَاق
وَحَجْم الْمَسْأَلَةِ أَنَّ أَكُونَ بكِ مُنْتَهِيًا حَدّ السُّؤَال الْأَخِير
أَمَّا زلتِ تُحِبِّين هَذَا الرَّجُلُ المصلوبُ
عَلَى قَارِعَةِ الْوَقْت ؟ كَيْف أهْرَب اليكِ
وَأَنَا مَازِلْت أَتَنَفَّس الْحَيَاة هباءً يَذُرُّوه الْحُنَيْن
كَيْف اُتُّقِي شَرّ ناركِ الَّتِي تَعْصِف بِي حِين هُدُوء
فَأَصَاب بِحُمَّى الْأُنْثَى الَّتِي لَمْ تَهْدَأْ
أَنْ تَسْكُنَ قَلْبِي حَتَّى تجاوزته مهجوراً مكسوراً
كعُش حمامٍ فِي فَصْلِ الخَريفِ .
أَتَعْلَمِين أَيْ الْأَشْيَاءَ أَكْثَر ايلاماً ؟
حرارةُ دمعةٍ عَلَى خدٍ لَمْ يَعْرِفْ النَّوْمِ فِي لَيَالِي الشِّتَاءِ
ووسادةٍ لَمْ تَهْنَأْ لَهَا لَيْلَة اشْتِيَاقٌ بَاتَت خاليةً حَتَّى
مِن الحُلم وَمَن الْإِحْسَاس وَمَن الِانْتِظَار
فأمسينا نَشْتَرِكَ فِي الْبَلَادَة والتأصُل فِي الشُّعُورِ
كَأَنّنَا رَفِيقَيْنِ فِي دربٍ لَا مَحَالَةَ مِنْهُ إلَّا منكِ .
كَيْف تَبَعْثَرَت كُلُّ هَذِهِ الْمَشَاعِر فِي مَهَبِّ النِّسْيَان
فَانْتَهَيْت مَعَهَا حَتَّى بتُ لَا أَعَرَفَنِي
وَلَا أَذْكُرُ ملامحي حَتَّى فِي مرآتي
ويسألني الرِّفَاق كيفَ أَنْت ؟
وَكَان سُؤَالِهِم خجلاً حِين همست أَعْيُنِهِمْ فِي بقاياي
مَنْ أَنْتَ ؟ تباً لكِ يَا امرأةً
علِمت كَيْفَ يَكُونُ الْمَوْتُ ببطئ .
احْتَاج لِأَشْيَاءَ كَثِيرَةٍ ، احْتَاج للهدوء ، الْمَسَاء ، الْوَقْت
ملامحي ، هويتي ، وَطَنِي ، أَحْلاَمِي وأشيائي الْمُبَعْثَرَة
لَكِنْ لَمْ أعُدْ احْتَاج مزيداً مِن الْعِشْق
احْتَاج لِصَدْر امْرَأَة يَلَمْلَم بقاياي
وَلَكِنْ لَمْ أعُدْ احْتَاج لامرأةٍ تَشَعُّلُ النَّارِ
فِي أَوْرَاقِي الْمَوْءُودَة
سَأَتْرُك كُلِّ شَيْءٍ عَلَى نَاصِيَةِ الْوَقْت
فَالِانْتِظَار خَطِيئَة لِمَنْ لَا يَعُودُونَ يوماً
بَلْ هُوَ أَشَدُّ مِنْ الْخَطِيئَةِ كالغباء فِي لَحْظَةِ بَوْحٌ .
الحُزن طاعنٌ بالعمُر ، وَالْوَقْت شَدِيدٌ الْبَأْس
لَا يَرْأَف بِنَا فِي الِانْتِظَارِ ، سأنتهي مِنِّي قريباً .
كبريائي خجلٌ مِنِّي حِينَ يَنْسَاق تَحْتَ حُكْمِ الْقَلَم
ويصفصف ويغرد الْقَلْب كالبلبل بَيْن حَضَن الْوَرِق
دَعُونِي بعزفي أُغْنِي فَالْيَوْم لَسْت مرتدياً وِشَاح الْفَرَح . !
أَيَا وَجَعِي إِلَيْكَ عَنِّي قليلاً . . .
توارَ خَلْف ابتسامتيَ الصَّفْرَاء
اشْتَقْت إلَى قَوْس الابْتِسَامَة يَرْسُم ملامحي
احْتَاج بشدةٍ إلَى فَرَحُه تنسيني عَلْقَم الْأَيَّام
لِعَلِيّ أَقْوَى أَوْجَاع السُّقُوط مَرَّات تِلْو مَرَّات . !
فَالْيَوْم سأعزف عَلَى إِطْلالٌ الْفَجْر وأغني
حَتَّى اغفو فِي حِضْنِ غَيْمُه وأعود . .
هطول الآن
رماح