أحبتى فى الله
قبل خلق آدم عليه السلام ...أرسل الله سبحانه وتعالى إشارة لخلقه فقال المولى عز وجل (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً – قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ – قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30)البقرة
لم يُذكر آدم عليه السلام فى هذه الآيه الكريمة لأنه لم يخلق بعد..ولكن الآيه إشاره لخلق آدم وهى بمثابة التمهيد للخلق ..فلم يخلق الله سبحانه وتعالى آدم فى يوم أو ساعة أو ثانية بكن فيكون وهو القادر على كل شئ ..لكن رب العزة أخذ بالأسباب ومر آدم بعدة مراحل وكل مرحلة أخذت وقتا لا يعلمه إلا الله
كل هذا لتتقبل عقولنا الحدث فهو أدرى بخلقه...وقبل أن نتعرض لمراحل خلق آدم كما ذكرها القرآن الكريم .. سوف نقف هنيهة عند خلافة الأرض .. فقد قال المولى عز وجل إنى جاعل فى الأرض خليفة... وهنا نقول هل آدم خليفة الله فى أرضه... بالطبع لا .. فمعنى كلمة خليفة فى اللغة العربية .. الخليفة هو من يخلف ما قبله... وأشترط للخلافة سببان أولهما الموت .. فهل الله سبحانه وتعالى يموت .. حاشا وكلا .. فكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والأكرام .. السبب الثانى .. الفقد أو الأختفاء للأبد .. فهل سبحانه وتعالى يغيب
.. حاشا لله فالله نور السموات والأرض وهو الحى القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم.. إذن الشروط لا تنطبق على الله سبحانه وتعالى .. فعلى من تنطبق .. بالطبع على الجن فهم من سبقوا آدم فى تعمير الأرض بشهادة الملائكة فى قوله تعالى قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء... الملائكة هنا تقصد سيدنا آدم بأنه سيفعل فعل الجن ثم ذكوا أنفسهم للمنصب فقالو .. ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك.. أى أتخلق لنا بشرا يرتكبون المعاصى ويسفكون الدماء .. ونحن نسبح بحمدك بكرة وعشيا.. فماذا قال لهم رب العزة .. قال : إن أعلم ما لا تعلمون. أى إننى أعلم الغيب وما فى الصدور.. إذن آدم خليفة الجن فى الأرض لأن الجن أختفوا من على وجه الأرض بأمر الله تعالى
وإلى هنا أكتفى بهذا القدر ثم نعود لنكمل حديثنا
بارك الله فيكم