عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 26-04-2024, 11:24 PM
انسكاب حرف
ابتسامة الزهر متواجد حالياً
 
 عضويتي » 27
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » اليوم (11:02 PM)
آبدآعاتي » 4,110,234[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي هِنْد بنت المهلَّب والحجَاج الثقفي



بسم لله الرحمن الرحيم

‏تزوج الحجاج بن يوسف الثقفي من امرأة اسمها هند بنت المهلب رغماً عنها وكانت أجمل وأذكى نساء عصرها ،
وذات مرة وبعد مرور سنة على زواجهما جلست هند أمام المرآة تترنم بهذين البيتين:
‏وماهندُ إلَّا مهْرةٌ عربيةٌ
‏ سليلةُ أفراسٍ تحللَها بغْلُ
‏فإنْ وِلدَتْ مهْراً فللهِ درُّها
‏ و إنْ وِلدَتْ بغْلاً فقد جاءَ بهِ البغلُ
‏فسمعها الحجاج فغضب ، فذهب إلى خادمه وقال له اذهب اليها وبلغها أني طلقتها في كلمتين فقط لو زدت ثالثة قطعتُ لسانك ،
وأعطها هذه العشرين ألف دينار ، فذهب اليها الخادم فقال لها:
‏كنْتِ .. فبنْتِ !!
‏كنتِ يعني كنتِ زوجته
‏فبنتِ يعني أصبحت طليقته
‏ولكنها كانت أفصح من الخادم فقالت:
‏كنا فما فرحنا … فبنا فما حزنا !!
‏وقالت : خذ هذه العشرين ألف دينار لك بالبشرى التي جئتَ بها !!
‏وبعد طلاقها من الحجاج لم يجرؤ أحد على خطبتها
‏وهي لم تقبل بمن هو أقل من الحجاج ، فاغرت بعض الشعراء بالمال فامتدحوها وامتدحوا جمالها عند عبد الملك بن مروان ، فأعْجِب بها وطلب الزواج منها .
‏وأرسل الى عامله على الحجاز ليخبرها له، أي يصفها له ، فأرسل له يقول إنها لاعيب فيها ، فلما خطبها كتبتْ له وقالتْ له :
‏ ان الإناء قد ولغ فيه الكلب
‏ فارسل لها:
‏ اغسليه سبعآ احداهما بالتراب .
‏ووافقتْ وبعثتْ إليه برسالة اخرى تقول: أوافق بشرط
‏أن لا يسوق بعيري من مكاني هذا إليك في بغداد إلَّا الحجاج نفسه !!
‏فوافق الخليفة ، و أمر الحجاج بذلك .
‏فبينما الحجاج يسوق الراحلة إذا بها توقع من يدها ديناراً متعمدة ذلك ، فقالت للحجاج:
‏ يا غلام لقد وقع مني درهم فأعطنيه فأخذه الحجاج فقال لها
‏إنه دينار وليس درهماً
‏فنظرتْ إليه وقالت:
‏ الحمد لله الذي أبدلَني بدل الدرهم دينارا
‏ففهمها الحجاج و أسرَّها في نفسه أي أنها تزوجتْ خيراً منه
‏وعند وصولهم تأخَّر الحجاج في الأسطبل والناس يتجهزون للوليمة فأرسل إليه الخليفة ليطلب حضوره
‏فرد عليه :
‏ربتني أمي على ألَّا آكل فضلات الرجال
‏ففهم الخليفة و أمر أن تدخل زوجته بأحد القصور ولم يقربها إلَّا أنه كان يزورها كل يوم بعد صلاة العصر ، فعلمتْ هي بسبب عدم دخوله عليها،
فاحتالتْ لذلك وأمرت الجواري أن يخبروها بقدومه لأنها أرسلت إليه أنها بحاجة له في أمر .
‏فتعمدتْ قطع عقد اللؤلؤ عند دخوله ورفعتْ ثوبها لتجمع فيه اللآليء ، فلما رآها عبد الملك أثارته روعتها وحسن جمالها ونَدِم لعدم دخوله
بها لكلمة الحجاج تلك ، فقالت وهي تنظم حبات اللؤلؤ:
‏ سبحان الله
‏ فقال عبد الملك مستفهما:
‏ لِمَ تسبحين الله ؟!!
‏فقالت: أن هذا اللؤلؤ خلقه الله لزينة الملوك
‏قال: نعم
‏قالت: ولكن شاءت حكمته ألَّا يستطيع ثقْبَه إلَّا الغجر
‏فقال متهللاً: نعم والله صدقتِ وفهم قصدها ، وقال قبَّح الله من لامني فيك ودخل بها من يومه هذا
‏فغلب كيدُها كيد الحجاج !!​




 توقيع : ابتسامة الزهر

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس