عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 16-07-2021, 10:04 PM
بنت الخيال متواجد حالياً
 
 عضويتي » 2051
 اشراقتي » Apr 2021
 كنت هنا » يوم أمس (03:15 PM)
آبدآعاتي » 1,120,949[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
 
افتراضي شرح قول عمر: إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع



وعن عمر رضي الله عنه: أنه قبل الحجر الأسود وقال: إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك. متفق عليه.


المفردات:

قبل الحجر الأسود: أي وضع فمه عليه.
لا تضر ولا تنفع: أي لا تؤثر بذاتك في دفع ضر أو جلب نفع، لأن ذلك لله وحده جل وعلا.

البحث:

قد تقدم في بحث الحديث السادس من هذا الباب ألفاظ هذا الحديث الثابت عن عمر رضي الله عنه عند البخاري ومسلم, وقد روى البخاري من طريق الزبير بن عربي قال: سأل رجل ابن عمر رضي الله عنهما عن استلام الحجر فقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمه ويقبله قال: قلت: أرأيت إن زحمت؟ أرأيت إن غلبت؟ قال: اجعل "أرأيت" باليمن، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمه ويقبله. فالحجر الأسود يستلم ويقبل والركن اليماني يستلم ولا يقبل كما تقدم. وقول عمر رضي الله عنه في حديث الباب: إنك حجر لا تضر ولا تنفع. أراد رضي الله عنه دفع ما قد يخطر من الخواطر الشيطانية بأن هذا التقبيل عبادة للحجر كما كان يفعل أهل الجاهلية، فبين الفرق رضي الله عنه كان يفعله أهل الجاهلية من اعتقادهم في أن هذه الأحجار التي يعبدونها تنفعهم وتضرهم، وبين ما يفعله المسلمون من اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم في تقبيل الحجر الأسود وهم يعتقدون أنه لا يجلب نفعًا ولا يدفع ضرًا لذاته. وأما ما رواه البيهقي في شعب الإيمان بأن عليًا قال لعمر رضي الله عنهما: بلى يا أمير المؤمنين هو يضر وينفع قال: وأين ذلك؟ قال في كتاب الله؟ قال: وأين ذلك من كتاب الله عز وجل؟ قال: قال الله (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا) قال: فلما خلق الله آدم مسح على ظهره فأخرج ذريته من صلبه فقررهم أنه الرب وهم العبيد ثم كتب ميثاقهم في رق, وكان لهذا الحجر عينان ولسان فقال له: افتح فاك، فألقمه ذلك الرق. وجعله في هذا الموضع وقال: تشهد لمن وافاك بالإيمان يوم القيامة فقال عمر: أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن. فإن أمارات الوضع ظاهرة عليه، وهو دس من بعض أهل الأهواء، وقد ضعف هذا الأثر البيهقي، وذكره الحاكم من حديث أبي سعيد وفي سنده أبو هارون العبدي. قال الذهبي: ساقط، وقال الحافظ ابن حجر في تلخيص الحبير: حديث عمر أنه قال وهو يطوف بالركن: إنما أنت حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك، ثم تقدم فقبله. متفق عليه من حديثه واللفظ لمسلم دون قوله في آخره: ثم تقدم فقبله. وله عندهما طرق، والزيادة وهي قوله: ثم تقدم فقبله، رواها الحاكم من حديث أبي سعيد الخدري عن عمر في هذا الحديث مطولًا، وفيه قصة لعلي, وفي إسناده أبو هارون العبدي وهو ضعيف جدا. اهـ، وقد قال أحمد في أبي هارون العبدي: ليس بشيء, وقال النسائي: ليس بثقة, وقال الجوزجاني: كذاب مفتر.

وأما ما يحصل بسبب تقبيل الحجر من الثواب وهو نفع وتكفير السيئات وهو دفع ضرر فليس لذات الحجر بل للامتثال واتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم, وأما قول ملا علي القاري: إنه لا يظن بأرباب العقول ولو كانوا كفارًا أن يعتقدوا أن الحجر ينفع ويضر بالذات، وإنما هم يعبدون الأحجار معللين بأن هؤلاء شفعاؤنا عند الله, والفرق بيننا وبينهم أنهم كانوا يفعلون الأشياء من تلقاء أنفسهم ما أنزل الله بها من سلطان بخلاف المسلمين فإنه يصلون إلى الكعبة بناء على ما أمر الله ويقبلون الحجر بناء على متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم. أقول: إن قوله: لا يظن بأرباب العقول ولو كانوا كفارًا أن يعتقدوا أن الحجر ينفع ويضر بالذات قول غير سديد فإن المفهوم الظاهر من سياق القرآن أن أهل الجاهلية كانوا يعتقدون أن هذه الأحجار تنفع وتضر لذاتها بل كانوا يعلقون تمائم ويعتقدون أنها تدفع عنهم الشر، فلله در أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو المحدث الملهم بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم, ونحن قد نرى ممن ينتسبون للإسلام من الجهلة من يتمسحون بأحجار بعض البنايات التي بنيت على قبور بعض المنتسبين للصلاح بل يطوفون حولها كما يطوف المسلم بالبيت العتيق, مع إجماع علماء الإسلام على أنه لا يجوز الطواف إلا حول الكعبة المشرفة فإن الطواف من خصائصها ولذلك قدمه الله عز وجل على الصلاة والاعتكاف في المسجد الحرام فقال: (أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود)، وكما قال: (وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود).


ما يفيده الحديث:

1- أن المقصود من تقبيل الحجر الأسود هو الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
2- يجب على كل مسلم أن يعتقد أن الحجر لا يضر ولا ينفع.
3- أنه لا يجوز تقبيل أي حجر سوى الحجر الأسود.
4- أنه ينبغي لأهل العلم أن يوضحوا للناس ما قد يحدث لهم من شبهات.
5- أنه قد يخشى على المسلم أن يقع في أعمال أهل الجاهلية ولا يعصمه من ذلك إلا اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم.




 توقيع : بنت الخيال

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ بنت الخيال على المشاركة المفيدة:
,