عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 30-04-2020, 10:11 PM
حكآية روح غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 106
 اشراقتي » Apr 2017
 كنت هنا » 08-09-2021 (03:34 AM)
آبدآعاتي » 719,463[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
 
احذر الفتور في رمضان والزم التذكر واليقظة".



احذر الفتور:
فرحٌ بقدوم الشهر الكريم، همَّة ونشاط وكد ومجاهدة ووعود بأن نُريَ اللهَ منا ما يحب، ثم يمر اليوم واليومان، فإذا بتلك الرُّوح التي كانت بالأمس تتوقد همة وحيوية، أصبحت راكنة إلى الكسل والخمول والفتور والشعور بالضعف والثقل أثناء أداء الطاعات.

وصار الانشغال بالسفاسف عن فعل الخيرات، والفوضى والهروب من العمل الجدي المنظم، وتلك النفس التي كانت معك بالأمس القريب شفافة وفيَّة، قد أصبح ديدنها مخادعتك وإيهامك بأنك تعملُ ولكنك في الحقيقة بطَّال فارغ.. وإذا بالعزيمة تصبح تسويفًا وتأجيلاً وأمانيَّ خدَّاعة.

هي جبلَّة في النفس البشرية الخنوع، الراكنة إلى الراحة والبطالة، لكن ليكن الحذرُ مِن تفلت كل زمامها منك، ولتكن فترتك إلى سُنَّة جديدة، وعلى تسديد ومقاربة؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لكل عمل شرَّة، ولكل شرَّة فترة، فمن كانت فترته إلى سُنَّتي فقد أفلح، ومن كانت على غير ذلك فقد هلك))؛ صححه أحمد شاكر.

قال ابن القيم رحمه الله: "تخلُّل الفترات للسالكين أمر لا بد منه، فمن كانت فترته إلى مقاربة وتسديد، ولم تُخرِجْه من فرض، ولم تدخله في محرَّم، رُجِي له أن يعود خيرًا مما كان".

فلتكن الفزعة إلى التنويع في العبادات، فذلك يمنع الفتور ويجدِّد النشاط، ولنتذكر باستمرار عِظَم الهدف، وقلة الزاد وطول الرحلة، فتعلو الهمة من جديد، وتنبعث الرُّوح النشيطة والنفس التواقة للمعالي من جديد، ويتأجَّج الشوق إلى الجنة وإلى لقاء الجَوَاد الكريم العفوِّ الرحيم سبحانه.

الزم التذكر واليقظة:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ﴾ [الأعراف: 201].

نزغ الشيطان سنَّة ماضية لا يسلم منها وليٌّ ولا مقرب، والنجاة والسلامة من الانسياق معه إنما تكون بالتذكر - حين طوافه بنا محاولاً الاستقرار بقلوبنا وتحريض الجوارح - بأنه لا يألو جهدًا في الإطاحة بنا في شباكه، وبتذكُّر ما شرع الله لنا تحرزًا منه، وبالتيقظ لمكره وكيده، والفزع إلى الله، والهروب إليه، استعاذة به سبحانه من كيدِه وشَرَكه..

والتذكر يحتاج يقظة وبصيرة وعزمًا وقوة، وقبل ذلك صدقًا مع النفس، وقربًا منها، واطلاعًا مستمرًّا على خفاياها، وشفافية في التعامل مع تقلباتها..

عزموا في ثبات، وتذكروا أوامر الله ووصاياه والدواء لهذا الداء، فأنجاهم الله من خواطرهم الشيطانية فهاجَرَتهم، وظهر لهم الحق أبلج ناصعًا، فعملوا بما تذكروا، فكان جزاؤهم من جنس العمل، وولَّد الثباتُ على الحق ثباتًا آخر على الهدى والتقوى..




 توقيع : حكآية روح




2 أعضاء قالوا شكراً لـ حكآية روح على المشاركة المفيدة:
,