قال الله تعالى:﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ، وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ، الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ، وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ، فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً، فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ، وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ﴾.
الآية الأولى: خطابٌ موجَّهٌ للنَّبي صلى الله عليه وسلم أي يا محمَّد قد شرحنا لك صدرك لقبول النُّبوة، وهو السَّبب وراء قدرتك على القيام بالدَّعوة، وتحمل أعباء النُّبوة وحفظ الوحي.
الآية الثَّانية: أي حططنا وأنزلنا عنك ما سلف منك في الجاهلية.
الآية الثَّالثة: أي الذي أثقل عليك حِمله؛ فمن كرم الله أنّه وضع عنك هذه الأوزار التي لو بقيت لسُمع نقيض ظهرك من ثِقلها.
الآية الرَّابعة: من نِعم الله على رسوله رفع ذِكره في الدُّنيا والآخرة؛ فعلى سبيل المِثال: قول أشهد أنّ لا إله إلا الله يجب أنْ يُتبع بقول: أشهدُ أنّ مُحمَّداً رسول الله، كذلك ذِكر الرَّسول في الأذان، والأمر بالصَّلاة والسَّلام عليه.
الآية الخامسة: أي أنّ كلَّ عُسرٍ سوف يتبعه اليُسر، وهذا وعدٌ حقٌّ من الله تعالى.
الآية السَّادسة: توكيدٌ على ما جاء في الآية السَّابقة من اتباع اليُسر لكل عُسر، وقد قال النّبي صلى الله عليه وسلم في ذلك: لن يغلب عُسرٌ يُسريْن.
الآية السّابعة: أي إذا انتهيت من صلاتك وعبادتك أو انتهيت من التَّبليغ والدَّعوة لله؛ فاجتهد في الدُّعاء والسَّعي لطلب الرِّزق واطلب حاجتك من الله.
الآية الثَّامنة: الأمر بالتَّوجّه إلى الله تعالى بالتَّضرع إليه رهبةً منه ومن عذاب النَّار ورغبةً فيما لديه من المغفرة ودخول الجنّة.