عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 26-06-2019, 12:36 AM
انسكاب حرف
ابتسامة الزهر متواجد حالياً
 
 عضويتي » 27
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » يوم أمس (11:27 PM)
آبدآعاتي » 4,115,763[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي الاحتراق النفسي للعاملين مع ذوي الاحتياجات الخاصه





الاحتراق النفسي للعاملين مع ذوي الاحتياجات الخاصه
يعتبر مفهوم الاحتراق النفسي Psychological Burnout من المفاهيم الحديثة نسبياً .
ويعتبر فرويدنبرجر Freudenberger أول من استخدم هذا المصطلح في أوائل السبعينات للإشارة إلى الاستجابات الجسمية والانفعالية لضغوط العمل لدى العاملين في المهن الإنسانية الذين يرهقون أنفسهم في السعي لتحقيق أهداف صعبة .
إن العمل مع ذوي الاحتياجات الخاصة يأتي في مقدمة المهن التي يمكن أن تخلق مشاعر الإحباط لدى العاملين لما تقتضيه هذه المهن من متطلبات مع فئات متنوعة من الأشخاص غير العاديين الذين يعانون من الإعاقات الحركية والعقلية والسمعية والبصرية أو الإعاقات المتعددة ، حيث يعتبر كل شخص حالة خاصة تتطلب نمطاً خاصاً من الخدمة والتعليم والتدريب والمساندة .

بالإضافة إلى ذلك فإن انخفاض قدرات وإمكانيات بعض الأشخاص المصابين بالإعاقة وتنوع مشكلاتهم وحدتها أحياناً ، قد يخلق لدى العديد من العاملين معهم الشعور بالإحباط وضعف الشعور بالإنجاز أو النجاح . الأمر الذي من شأنه أن يولد لدى هؤلاء العاملين الشعور بالضغوط النفسية والمهنية وبالتالي الوصول إلى الاحتراق النفسي .

ما أسباب الاحتراق النفسي ؟

إن البحث عن أسباب الاحتراق النفسي لا يختلف عن البحث في أسباب الضغوط المهنية . وذلك من منطلق تشابه الظروف والخلفية التي ينمو فيها كل منهما .
علماً بأن شعور الفرد بالضغوط المهنية أو الضغوط النفسية في مجال العمل لا يعنى بالضرورة إصابته بالاحتراق النفسي ولكن إصابة الفرد بالاحتراق النفسي هو حتماً نتيجة لمعاناته من الضغوط النفسية الناجمة عن ظروف العمل .

وفي هذا الصدد ذكرت إحدى الدراسات من خلال استعراض أربعة عشر دراسة بحث عن أسباب وأعراض الاحتراق النفسي وتبين فيها وجود ثمانية أسباب رئيسية للاحتراق النفسي وهي :
1- العمل لفترات طويلة دون الحصول على قسط كافٍ من الراحة .
2- غموض الدور .
3- فقدان الشعور بالسيطرة على مخرجات العمل أو الإنتاج .
4- الشعور بالعزلة في العمل وضعف العلاقات المهنية .
5- الزيادة في عبء العمل وتعدد المهام المطلوبة .
6- الرتابة والملل في العمل .
7- ضعف استعداد الفرد للتعامل مع ضغوط العمل .

8- الخصائص الشخصية للفرد .
وعن أعراض ومؤشرات الاحتراق النفسي تؤكد إحدى الدراسات بأنه يمكن أن نستدل على وجود الاحتراق النفسي بواسطة ثلاثة مؤشرات أو إعراض بارزة هي :

1- شعور الفرد بالنهاك الجسمي (تعب مستمر-صداع - قلة نوم )والنفسي مما يؤدي إلى شعور الفرد بفقدان الطاقة النفسية أو المعنوية وضعف الحيوية والنشاط وبالتالي إلى فقدان الشعور بتقدير الذات .

2- الاتجاه السلبي نحو العمل والفئة التي يقدم له الخدمة ( طلاب , مرضى , مسترشدين ) وفقدان الدافعية نحو العمل .

3- النظرة السلبية لذات و الإحساس باليأس والعجز والفشل .

وللعمل على إزالة العقبات التي تحول دون التوافق المهني للعاملين مع ذوي الاحتياجات الخاصة وتحقيق ظروف مهنية أفضل , فإنه يجب ما يلي :

1- إجراء بعض الراسات المسحية بهدف معرفة واستقصاء الأسباب والظروف التي تخلق الشعور بالاحتراق النفسي لدا العاملين مع ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام . والعاملين مع ذوي الإعاقات المتعددة بشكل خاص .

2- تدريب كوادر مهنية متخصصة تكون قادرة على تقديم الاستشارات اللازمة للتصدي لضغوط العمل والاحتراق النفسي .

3- ضرورة تصمي وتنفيذ بعض البرامج الوقائية التي تساعد العاملين مع ذوي الاحتياجات الخاصة على تحقيق تكيف أفضل مع ظروف صعوبات العمل .

4- التأكد من مناسبة أعباء العمل والمهام الموكلة لقدرات ومؤهلات العاملين مع ذوي الاحتياجات الخاصة لتجنب شعورهم بالعجز نقص الشعور بالإنجاز .

ويؤكد العديد من الاحثين والمهتمين في مجال الإرشاد المهني وفي مجال إرشاد الضغوط النفسية , إلى أن التصدي للاحتراق النفسي يتطلب مستويين من الجهود :

أولا – الجهود الوقائية : وتتمثل في :

1- التدريب والتعليم .
2- الاختيار المناسب للموظفين .
3- استخدام الحوافز المادية والمعنوية .
4- اللياقة الصحية والبدنية .

ثانياً- الجهود العلجية : وتتمثل في ما يلي :

1- تحليل الدور : ويتضمن ذلك توضيح الحقوق والوجبات المسؤوليات والمهام والتوقعات لتجنب النزاعات والصراعات المختلفة بين الموظفين أو العاملين .

2- تحسين مناخ العمل من خلال توفير فرص للترقية والمكافآت وفرص التقدم .

3- إيجاد مناخ مهن صحي مؤازر للموظفين يتيح قدراً أكبر من المشاركة واللامركزية والمرونة .

4- توفير المؤازرة الاجتماعية من خلال توفير علاقات اجتماعية إيجابية بين الموظفين أو العاملين لتبديد الشعور بالوحدة والعزلة .

5- توفير برامج توير ومساعدة الموظفين كالبرامج التعليمية والتدريبية .

6- توفير برامج الإرشاد النفسي لتحقيق النمو النفسي السليم والتغلب على المشكلات النفسية والاجتماعية التي قد تعيق التكيف المهني والاجتماعي .

استراتيجيا الوقاية والعلاج:
هناك العديد من الاستراتيجيات الوقائية والعلاجية التي اقترحها كثير من الباحثين بغرض الوقاية من الضغوط النفسية وتجنب مشاكل الاحتراق النفسي .

وأكد بعض الباحثين أهمية هذه الاستراتيجيات وفائدتها في هذا الجانب . وقد تم تقسيم هذه الاستراتيجيات إلى مجموعتين رئيستين :

(1) ما بل الخدمة .
(2) أثناء الخدمة . وهذه تم تقسيمها إلى استراتيجيات فردية وأخرى مهنية .

أولاً : استراتيجيات ما قبل الخدمة :
أفضل الطرق للتعامل مع الاحتراق النفسي هو محاولة كشفه , واتخاذ الخطوات اللازمة للوقاية منه , ومنعه قبل حدوثه . حيث تعتبر هذه الطريقة من أسهل الطرق واقلها تكلفة لتجنب مشاكل الاحتراق النفسي , بدلا من علاجه بعد ظهوره واستفحاله . هذا القسم من استراتجيات الوقاية والعلاج يركز على البرامج ما قبل الخدمة ( برامج الدراسة والتدريب ) .

أكدت الدراسات على أن برامج الوقاية يجب تطبيقها أثناء فترة الدراسة والتدريب , وذلك لاعتقاد الباحثين بأن مشكلة الاحتراق النفسي يمكن أن تظهر خلال السنوات الأولى من التحاق الفرد بمهنة التدريس . وفي إحدى الدراسات اقترحت برنامجا وقائيا لما قبل الخدمة يشمل على أربعة عناصر كما يلي :

(1)الواقعية في العمل :
يجب أن يركز تدريب المعلمين قبل الخدمة على واقع وحقيقة المدارس والفصول الدراسية أكثر من تشجيع التوقعات المثالية . ومن شأن الكثير من الأنشطة , مثل : الالتقاء , والتحدث مع أصحاب الخبرة من المعلمين والإداريين في المدارس أن يعطي هؤلاء المتدربين فكرة عن المشاكل داخل الفصول الدراسية , مما يقلل من حجم الصدمة التي قد يتعرض لها الكثير من هؤلاء المتدربين بعد التحاقهم بالحياة العملية .

(2) التوازن في العلاقة مع الطلاب :
حيث أن المعلمين الذين يشاركون بعمق في مشاكل طلابهم قد يتعرضون إلى بعض المشاكل العاطفية التي قد يمتد تأثيرها سلبيا إلى أسرهم إذا لم يكن في مقدورهم فصل الحياة العملية عن الحياة الأسرية . أما المعلم الذي يقوم بفصل وعزل نفسه عن الطلاب , فإن ذلك من شأنه إحداث أثار سلبية عن الطلاب .
ويكمن الحل في إيجاد علاقة متوازنة مع الطلاب , أساسها الاحترام لمتبادل . ولا شك أن خبرات المعلم العملية لها دور كبير في منع حدوث مثل هذه المشاكل .

(3) إدراك معنى النجاح و الفشل :
يجب أن يتعلم المعلم أثناء دراسته ، ويدرك معنى النجاح الذي سيحققه ، وكذلك الفشل الذي قد يواجهه . وذلك بالتركيز على الإستراتيجيات والخطط التي من شأنها تعزيز نجاح المعلم والطالب .
(4) خفض الضغط النفسي :
يجب أن تساعد برامج إعداد المعلمين على التعرف على طرق واستراتيجيات خفض الإجهاد والضغوط النفسية , حيث يمكن تدريسهم كيفية إدراك الإعراض الجسمية والضغط النفسي والطرق اللازمة لضبط وخفض هذه الأعراض .

ثانياً : استراتيجيات أثناء الخدمة :

الاستراتيجيات الفردية :

يبدو أن مشكلة الاحتراق النفسي لدى معلمي التربية الخاصة مشكلة مستديمة ولهذا فمن الضروري أن يتعلم هؤلاء المعلمون الاستراتيجيات الفعالة لخفض الإجهاد والضغط النفسي ، وتجنب الاحتراق النفسي في حياتهم اليومية .

ويجب التركيز على أهمية المعالجة الشخصية للتعامل مع مشكلة الاحتراق النفسي . حيث أن معلمي التربية الخاصة مسؤولون عن سلوكهم الخاص , وعن التوصل إلى حلول شخصية لمنع حدوث الإجهاد الانفعالي .

وإحدى الدراسات اقترحت الاستراتيجيات التسع التالية , والتي يمكن لمعلم التربية الخاصة إتباعها للتغلب على مشكلة الاحتراق النفسي :

(1) يجب أن يعرف ويرك معلمو التربية الخاصة سلفاً المشاكل العاطفية الكامنة في مهنتهم .

(2) يجب أن يكون معلمو التربية الخاصة واقعيين ومنطقيين فيما يتعلق بالأهداف التي يضعونها لأنفسهم ولتلاميذهم .

(3) يجب على معلم التربية الخاصة تفويض بعض مسؤولياتهم لمساعديهم , وإلى المتطوعين الراغبين في العمل معهم .

(4) يجب على علمي التربية الخاصة طلب الدعم والمساندة من زملائهم .

(5) يجب على معلمي التبية الخاصة خفض فترات الاتصال المباشر مع تلاميذهم .

(6) يجب على معلمي التربية الخاصة مزاولة أنشطتهم الفكرية , والمحافظة على علاقات جيدة مع أقرانهم من المعلمين .

(7) يجب على معمي التربية الخاصة مزاولة التمارين الرياضية .
(8) يحتاج معلمو التربية الخاصة إلى التغيير في عملية التدريس , واستخدام عناصر جديدة ومتنوعة .

(9) يحتاج معلم التربية الخاصة إلى مزاولة أنشطة بعيدة عن مجال العمل من شأنها المساعدة في نسيان هموم المدرسة ومشاكلها , وتنمية ذلك .

الاستراتيجيات المهنية :

يمكن أن يكون دور المدرسة في خفض مستوى الاحتراق النفسي أكثر فعالية من الجهد الفردي الذي قد يقوم به مدرس التربية الخاصة بمفرده .
وقد يكون ذلك صحيحاً في المجال المهني , طالما أن الكثير من الأعمال وتنظيمها خارج نطاق تحكم وسيطرة المدرس لذا يجب على مدراء المدارس إدراك أن بإمكانهم القيام بدور رئيسي وهام لمنع حدوث الاحتراق النفسي لدى معلميهم .

وقد اقترحت إحدى الدراسات بعض الطرق لإداريي المدارس , لخفض معدلات الاحتراق النفسي بين المعلمين وهي كما يلي :

1- يجب على مدرا المدارس تشجيع وحفز المعلمين لوضع أهداف واقعية.

2- يجب على الإداريين تحديد المسئوليات , وبوضوح , لكل معلم .

3- يحتاج المسؤولن في المدرسة إلى إحداث تغييرات بصورة تدريجية , وبخطوات محددة .

4- يجب على مدراء المدارس خفض الضغوط النفسية لدى معلميهم , وذلك بتوفير الظروف المادية والنفسية المساعدة على العلاج .

5- يجب على مدرء المدارس تطوير قدراتهم لمعرفة أعراض الاحتراق النفسي , ومواجهة مشاكله بصورة فورية .

6- يجب على الإداريين في المدارس تقديم البرامج المتعلقة بضبط مشاكل الاحتراق النفسي , والسيطرة عليها .





 توقيع : ابتسامة الزهر


رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ ابتسامة الزهر على المشاركة المفيدة: