عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 30-10-2019, 11:23 PM
مرافئ الذكريات غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 25
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » 18-09-2023 (09:13 PM)
آبدآعاتي » 492,540[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي العظمة الذاتية في رسول الله صلى الله عليه وسلم( الجزء الثاني )



6. رفع ذكره وتقدير جسمه :
والله جل وعلا قال: { ورفعنا لك ذكرك }، قال القاضي عياض في [الشفاء في حقوق المصطفى] كلامًا نفيساً جميلاً، معناه: "أي فلا يذكر الله جل وعلا إلا وتذكر معه"؛ فنحن إذا جئنا لندخل في الإسلام أو لنذكر الشهادة قلنا لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله هذا ذكر ليس فيه مقارنه محمد عليه السلام عبد الله ورسوله، لكن إذا ذكرنا توحيد الله وإخلاص العبادة ذكرنا نبوة ورسالة النبي صلى الله عليه وسلم إذا جئنا في الصلاة نصلي فنذكر الله، ثم نصلي بالصلاة الإبراهيمية فنذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تكاد تجد ذكراً إلا وفيه ذكر رسول الله عليه الصلاة والسلام، فلا يمر بك - أيها المسلم - يومٌ إلا وأنت تذكر رسول الله عليه الصلاة والسلام.. في الأذان تذكره، في الصلاة تذكره، في كثيرٍ من الأذكار تذكره.. كلما ذكر اسمه صلى الله عليه وسلم صليت عليه مع من يصلي على رسول الله عليه الصلاة والسلام.. فذكره مما لا يكاد ينقطع منه المسلم بحالٍ من الأحوال، وهذا من عظمة ما أكرم الله عز وجل به رسوله صلى الله عليه وسلم.
والتقديم لاسمه إذا ذكر الأنبياء -كما هو في القرآن- فإن رسول الله عليه الصلاة والسلام مذكورٌ في مقدمتهم، كما في قوله جل وعلا: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوحٍ والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب...} إلى آخر الآية.
وكذلك: {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوحٍ وإبراهيم وموسى وعيسى}.
هؤلاء الذين هم أولو العزم من الرسل ذكر في مقدمتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
***************
7. التكفّل الرباني بالحفظ المتعلق به:
وقد جاء الحفظ له، وجاء الحفظ لكتابه، ولسنته صلى الله عليه وسلم..
أما الحفظ له -عليه الصلاة والسلام- فقد قال جل وعلا: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}.
كان النبي عليه الصلاة والسلام في أول الأمر يحرسه حرسٌ من الصحابة، يتناوبون حراسته ليلاً ونهاراً؛ خوفاً عليه من الأعداء، فلما نزلت هذه الآية رفع الحرس.
ومن لطائف ما ذكر من محبة وتعظيم الصحابة -وإن كنت سأذكر ذلك لكن فيما خطر الذهن قد يكون أحياناً أولى- لما قفل النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة خيبر، وتزوّج صفية بنت حيي بن أخطب -زعيم اليهود الذي كان من ألدّ أعداء الإسلام وقتل- فلما بنى النبي عليه السلام بهذه الزوجة -من أمهات المؤمنين- كان في طريق عودته إلى المدينة، وعملت له قبة فدخل عليها، فلما أصبح الصبح نظر النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا عند قبته أبو أيوب الأنصاري قائمٌ بسيفه، قال: ما لك يا أبا أيوب؟! قال: والله يا رسول الله خشيت عليك هذه المرأة؛ قد قتل أبوها وأخوها وقومها فخشيتها عليك يا رسول الله!
فنزلت هذه الآية: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك فإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}.
الرسول عليه السلام يأتيه وحي مسدد، لكن الصحابة كانت قلوبهم معلقة به عليه الصلاة والسلام فخافوا عليه ذلك لذا نزلت هذه الآية؛ فكانت عصمةً لرسول الله عليه الصلاة والسلام.
ثم كذلك نعلم جميعاً قول الله سبحانه وتعالى: {فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين * إنا كفيناك المستهزئين * الذين يجعلون مع الله إلهاً آخر فسوف يعلمون}.
وكلنا نعلم كذلك حفظ الله جل وعلا لكتابه: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}، وحفظ السنة التي تشرح القرآن تبعٌ لذلك، وهذا لم يكن إلا لرسولنا صلى الله عليه وسلم..
الرسل السابقين؛ وخاصةً أهل الكتاب الله عز وجل قال: {والربانيون والأحبار بما استحفظوا عليه من كتاب الله}.
ما معنى ذلك؟ الأحبار أوكل إليهم حفظ كتاب الله فما الذي جرى؟
{واشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً فبئس ما يشترون}.. أما كتاب الله الذي أنزله الله على رسوله عليه الصلاة والسلام وهو القرآن فقال: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}.
***************
8. ربط الإيمان برسول الله وبطاعته ومبايعته لله رب العالمين:
فإذا ذكر الإيمان بالله ذكر معه الإيمان برسوله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله}. وقوله تعالى: {آمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته}.
وفي الطاعة قال تعالى: {من يطع الرسول فقد أطاع الله}.
والمبايعة قول الله عز وجل: {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم}.
وهذا وجوه عظمةٍ واضحةٍ وبينة.
*****************
9. التوقير الرباني في ندائه ومخاطبته :
الرسل والأنبياء في القرآن ذكروا بالنداء بأسمائهم.. قال تعالى: {يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة}، وقوله تعالى: {يا نوح اهبط بسلام منا وبركات}، وقوله تعالى: {يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا}.
هل تقرؤون في القرآن "يا محمد"؟ أبداً!
بل قال تعالى: { يا أيها النبي.. } وقال تعالى: { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك {، وقال جل شأنه: {يا أيها النبي قل لأزواجك.. }، خطاب الله جل وعلا لرسوله كان فيه ذلك الوجه التعظيمي الذي فيه دلالةٌ على عظمة قدر رسول الله عليه الصلاة والسلام.. فإذا كان الخطاب الرباني كلام رب العالمين -سبحانه وتعالى- يظهر فيه هذا التعظيم، فأي تعظيمٍ أعظم من تعظيم الله سبحانه وتعالى؟! وأي مكانةٍ ومنزلةٍ يمكن أن تستنبط بأكثر مما تستنبط من الآيات القرآنية التي تنزلت في شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو في نداءه ومخاطبته؟!
***************
10. الإجابة والدفاع عنه :
إذا قرأتم الآيات في شأن الرسل والأنبياء تجدون أقوال خصومهم والذين عارضوهم والملأ الذين خالفوهم ثم يأتي الرد على لسان النبي نفسه -على سبيل المثال- قال قومٌ: {إنا لنراك في ضلالٍ مبين * قال يا قومي ليس بي ضلالةٌ ولكني رسولٌ من رب العالمين}.
ولو قرأتم في سورة هود، وفي سورة الأعراف قصص الأنبياء لرأيتم أقوال الكافرين والجاحدين والمناوئين، وردود الرسل والأنبياء عليهم.. لكن النبي صلى الله عليه وسلم ذكرت الأقوال عنه، والرد لم يأت منه، وإنما الردّ من الله عز وجل الذي ردّ عنه، والذي أجاب عنه، والذي دافع عنه هو الله سبحانه وتعالى كما قال جل وعلا: {وما صاحبكم بمجنون * ولقد رآه بالأفق المبين * وما هو على الغيب بضنين * وما هو بقول شيطانٍ رجيم * فأين تذهبون * إن هو إلا ذكرٌ للعالمين * لمن شاء منكم أن يستقيم}.
وكذلك في سورة الحاقة كما تقرءون كل الآيات.. فيها الرد والإجابة الربانية في آيات الله عز وجل إشارةً إلى رفعة ومكانة وقدر وعظمة رسول الله عليه الصلاة والسلام.




 توقيع : مرافئ الذكريات

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ مرافئ الذكريات على المشاركة المفيدة:
,