عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 31-03-2019, 03:19 AM
همس الروح غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 525
 اشراقتي » Dec 2017
 كنت هنا » 09-05-2024 (01:52 AM)
آبدآعاتي » 1,581,077[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » القراءة..والرياضة.. والطبخ
موطني » دولتي الحبيبه
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي شرح حديث المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده









بسم الله الرحمن الرحيم

كف الأذى

المسلم يجب أن يكون مميزًا عن غيره من الناس بخُلقه وأدبه قبل أي شيء، فالدين الإسلامي دين أخلاق وآداب وسلوكات صحيحة قبل أن يكون دين شعائر وعبادات، كيف لا والقدوة الأولى للمسلمين هو النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم صاحب الخلق الحسن والمعروف بصدقه وأمانته حتى قبل ظهور الإسلام وانتشاره، ومن قبل أن يكون نبيًا. المسلم الحقيقي يتجنب الأذى ليس خوفًا من عقاب أو حساب دنيوي، بل يتجنبه لأنه يريد بذلك رضا الله وشفاعة نبيه، حتى فيما يخص الأشخاص الذين يؤذونه فإنه يحاول قدر الإمكان امتصاص غضبه أمامهم وتحمل ما يصدر منهم وتهدئة الأمور دون أن يكون في هذا إهانة لكرامته، فهو قادر على أن يُخجلهم ويأسرهم بذوقه ورفعة أخلاقه كما كان يفعل النبي مع من كان يؤذيه.

شرح حديث المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده

عن عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "المسلم من سلِم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجَر ما نهى الله عنه". المسلم حريص على معرفة الأمور التي تُقربه لله سبحانه وتعالى، ولذلك فإن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم حريصٌ على أن يبين للمسلمين كل الأمور التي تهمهم والتي تجعل إسلامهم صحيحًا وتقربهم من الله أكثر، وفي هذا الحديث الشريف بين النبي الكريم بعض الصفات التي تميز المؤمن الحقيقي، إذ قال إن المسلم هو الذي لا يتعرض للمسلمين بأي شكل من الأشكال ولا يؤذيهم أبدًا لا في القول ولا في الفعل، ليبقوا بمأمن وسلامة من لسانه ويده. كما يسلم المسلمين من لسانه بعدم شتمهم أو تجريحهم بالكلام، أو ذكر عيوبهم ومساوئهم في غيابهم ومعايرتهم بها في حضورهم، أو حتى الخوض في أعراضهم، أما أن يسلم المسلمون من يده فيكون هذا بعدم التعرض لهم بأي أذى سواء ضرب أو سرقة أو وضع الأذى في طريقهم. تطرق النبي الكريم في الحديث أيضًا إلى أمر مهم وهو هجران الذنوب، وهجران الذنوب له نوعان، الهجران الباطني للذنوب ويكون هذا من خلال محاربة النفس الأمارة بالسوء ومقاومتها من الداخل وعدم السماح لها بأن تقود الشخص إلى فعل ما به ضرر على دينه أو على غيره، والنوع الثاني هو الهجران الخارجي للذنوب ويعني اجتناب الفتن والابتعاد عن مواطنها حتى لا تتأثر بها النفس أبدًا.

المبادرة بالصلح

علاوة على أن المسلم الحقيقي لا يؤذي الناس بالقول أو الفعل، هو أيضًا مبادر بالصلح حتى مع من يخاصمونه، ففي حال وُجِد خلاف بينه وبين أي شخص آخر سواء كان مسلمًا أو غير مسلم، فإنه يمتثل إلى حديث النبي فلا يتعرض له بالقول أو الفعل، ويمتثل أيضًا لقول الله تعالى "ولا تَستَوي الحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَة ادْفعْ بالتي هِيَ أَحْسَن فَإذا الذي بَينَكَ وَبينَهُ عَدَاوةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيم" فيبادر إلى الصلح والمسامحة.


🌹🌺💐🌷🌸







 توقيع : همس الروح

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس