التعليمُ بالقدوةِ والمثال خيرٌ من ألفِ مَقَال ومَقَال،
وفعلُ رجلٍ في ألفِ رجل خيرٌ مِن قولِ ألفِ رجلٍ لرجلٍ،
والأفعالُ أولى من الأقوال، مِصداقًا لقوله تعالى:
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ»
كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ»
[الصف: 2 - 3]
بهذه الكلمات وبتلك الآية القرآنيةالكريمة،
نمهد لأولوية بناء القدوة وصناعة النموذج الحسن،
فشبابُنا عاجزٌ عن التمييزِ بين ما هو حسن وقبيح
وبين ما هو جيد وردئ، فعندما يجدون
مَنْ لم يُحَصِّلْ تعليمًا ولم يَحُذْ فضلًا وقيما ودينا،
هو من يتصدر الشاشات التليفزيونية والمواقع
الإلكترونية ويجمع ملايين الدولارات
وتُفتح له كُلُّ المسالكِ والمنتدياتِ،
فلا بُدَّ مِن أن يضطربوا ويهجروا العِلمَ والعملَ
والاجتهادَ ويبحثُوا عن تقليدِ هذه النماذجِ القبيحةِ
لأنصافِ العقول.
وعلى ذلك يجب أن يتحول كلُّ فرد في المجتمع
إلى قدوةٍ في مجالهِ، لابُدَّ مِن أنْ نُعظم قدرَ المعلم؛
فهو القدوة العظمى في المجتمع، ويجب أن ينير
الإعلامُ العقولَ مِن خلالِ إلقاءِ الضوءِ على العقولِ
الفارقة في كُلِّ العلومِ والفنون،
وأن نبرز النُجَبَاءَ والنبغاءَ والشرفاء،
وأن نقاطع أنصافَ العقولِ وصانعي القبح ومُروجي الفساد،
وأن نُخصص يومًا مِنْ كُلِّ عام نكرِّمُ فيه شرفاءَ
الوطنِ مِمَّنْ يبنون العقولَ ويصنعونَ الوعيَ
ويحرسون الحدودَ ويُشيدون السدودَ
ويبتكرون ويخترعون، وينتصرون على المُعوقات
ويتخطون الصِعَابَ، وأن نطلق حملةَ
«القدوة الحسنة» ننشر من خلالها قِيَمَ الجمالِ
وتكريمَ الشرفاءِ العِظام والرحماء بالأنام
وحراس الأوطان وأهل البناء والغرس والعمران.