عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 08-02-2019, 01:30 PM
دلاُل..✾ متواجد حالياً
 
 عضويتي » 1077
 اشراقتي » Jul 2018
 كنت هنا » يوم أمس (11:29 AM)
آبدآعاتي » 395,011[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » ربما أكون شاعرة !!🤚🏻❤
موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي معلم اللغة العربية .. الدخل والخرج




(1)
إن التحمُّلَ والأداء بلغة أهل الحديث، والدَّخْل والخَرْج بلغة أهل الاقتصاد والتدبير، هما المهمَّتان المطلوبتان من المعلِّم، أيِّ معلم.

كيف؟
عليه أن يتعلم؛ أي: يتحمَّل؛ أي: يُدخل المعلومات اللازمة، ثم يُعلِّم؛ أي: يؤدي؛ أي: يُخْرج المعلومات التي سبق أن أدخَلَها.

أين يحدث ذلك؟ ومتى؟
يحدُثُ ذلك في طور التعليم الجامعي الذي يؤهل المعلمين في مستواه وما دونه من مراحل تعليم قبل الجامعة، وبعد التخرُّج تتعدَّد المصادر.

كيف؟
بعد ترك الجامعة، وانغماس المعلم في التعليم، تصبح تجرِبتُه السابقة في أثناء التلمذة مصدرًا للخِبرة التعليمية، فيتذكر تجرِبتَه وينتقي منها، كما يحدث مع الأبِ الذي يتذكر تجرِبتَه مع والديه في أثناء تربية أبنائه.

وماذا أيضًا؟
وكذلك القنوات التعليمية، والدورات التدريبية التي تصقُلُ خِبرته في أثناء ممارسته العمل التربوي، والقراءات، و... إلخ.

هل سنعيش مع كلِّ هذه المصادر؟
لا، إننا سنعيش مع مصدرينِ فقط، هما: الجامعة، والقنوات الفضائية التعليمية.


(2)
وسنبدأ بالجامعة التي سنبدأ معها بهذا السؤال: ما علاقة الجامعة بما بعدها وبما قبلها؟ أي: هل ينحصُرُ اهتمام الجامعة فيما قبلها في الكليات المتصلة بالشأن التعليمي في إعداد المعلم لمراحل التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي؛ لذا ينبغي لها أن تهتم بمعطياتها وتؤهِّل لها؟ أم تلتفت إلى ما بعدها فلا يصحُّ منها الالتفات إلى ما قبلها؛ لأنها تؤهل للبحث العلمي بدرجاته؟ أم ينبغي لها أن تهتم بالاثنين معا؛ فتُعِدَّ المعلِّم للمرحلة السابقة بعد تخرجه، وتُعِدَّ الباحث لما بعدها من دراسات عليا وأبحاث علمية متخصصة؟

ثلاث نظرات سنقف مع اثنتين منها، ونترك الثالثة إلى موضع آخر إن شاء الله تعالى.


(3)
نظرتان قد تتبنى إحداهما عزيزي القارئ، وقد تتبناهما معًا بتفسير وتأويل خاصين، فماذا عن أولاهما المتصلة بالجامعة؟

إن من يرى أن الجامعة تؤهل لما قبلها يتهمها بالتقصير وبإهمال فروع اللُّغة العربية في إعدادها معلِّم اللُّغة العربية.

كيف؟
بعد إلغاء دُور المعلِّمين صارت كليات التربية والآداب واللُّغة العربية وغيرها من الكليات التي تُعنى بتخريج معلِّمي اللُّغة العربية - هي المخوَّلة بتقديم برامج إعداد معلمي اللُّغة العربية، فهل تفعل ذلك؟ ولنا أن نسأل: لأي شيء تُعِدهم؟ وماذا تقدِّم إليهم؟

والجواب العلمي والمنطقي هو أنه يجب أن يكون الإعداد فيها - لا سيما كليات التربية - منصبًّا على ما بعد التخرُّج؛ أي: على مناهج التربية والتعليم التي سيدرِّسها المعلِّم للطلاب، وعلى فروع اللُّغة العربية التي تعلم للطلاب وتدرس لهم.

هذا ما يجب، فهل هو الواقع الحاصل؟
لا.

ماذا يُنتجه ذلك؟
يُنتج أن دَخْل الجامعة لا يمثل خَرْج التربية والتعليم؛ فما يدرسه الطالب في الجامعة شيءٌ ينقص كثيرًا عما سيكلَّف بأدائه عندما يُعلِّم.

كيف؟
يقول الواقع المعيش - كما يعبر عنه الدكتور حسن شحاتة في كتابه "تعليم اللُّغة العربية بين النظرية والتطبيق" ص430 عند حديثه عن النظرة التقليدية في إعداد معلم اللُّغة العربية -:
"بيد أن هناك أمورًا تحتاج إلى مراجعة، منها:
أن اللُّغة العربية الأكاديمية هي السِّمة الأساسية الغالبة على البرنامج التخصصي الذي يقدَّم لإعداد هذا المعلم، على حين أن اللُّغةَ العربية المدرسية شيءٌ لا تعرفه تلك البرامج.

أن هناك علومًا لُغَوية لا يدرسها الطالب المعلم في أثناء إعداده، لكنه يدرِّسها لطلابه بعد تخرُّجه، من أهمها: التعبير، والقراءة، والإملاء، والخط العربي، والنحو المدرسي، وقرارات مجمع اللُّغة العربية".

وما قاله الدكتور حسن هو واقعُ كلِّ معلِّمي اللُّغة العربية، الذين لا يجدون مقررًا في الإملاء، ولا التعبير، ولا القراءة، ذلك الفرع الذي لا يجدون حوله إلا طريقة تدريسه، ويذكرني هذا بما يردده طلابُ كلية الحقوق بأن ما يدرسونه لا علاقة له بما يمارسونه، على الرغم من وجود فَرْق بين الحالين.

لكن ذلك مؤشر إلى ما يعانيه التعليم الجامعي من خللٍ يجب أن يتدارك بالعلاج السريع، الذي اقترح له الدكتور حسن في الكتاب المذكور ص432 - 433: "أن يكون الوعاء التخصصي كيفًا وكمًّا هو أساسَ النظرة الحديثة ... بحيث تُقدَّم له العلوم اللغوية والأدبية والإسلامية التي تجمع بين الوظيفي من التراث والمعاصرة، وأن يركز هذا الإعداد في الإنتاج اللغوي والممارسة اللغوية التطبيقية الشفوية والكتابية، وأن يتضمن هذا الإعداد اللُّغة العربية المدرسية لا الأكاديمية فقط، بحيث يتدرَّب لغويًّا على المقرَّرات المدرسية للتعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي، التي سيدرسها للطلاب، وأن تكون قاعات البحث وأوقات التدريبات اللغوية فرصةً مواتية للتدريب التطبيقي الشفوي والكتابي على ما درسه أكاديميًّا ومدرسيًّا، وعلى ظهور التكامل اللغوي، بحيث يصبح معلمًا متنورًا لغة وأدبًا، متعلمًا اللُّغةَ العربية لا متعلمًا عنها".


(4)
ولأن معلم اللُّغة العربية يحمل جدول التربية الإسلامية، فإن الجامعة متهمة بعدم إعداد معلم اللُّغة العربية لذلك؛ فنجد أن التربية الإسلامية تعيش تهميشينِ، لا تهميشًا واحدًا: تهميش عدم الإعداد الجامعي، وتهميش المقررات.

كيف؟
تهميش التربية الإسلامية معروف منذ دنلوب القس الإنجليزي، الذي قرَّبه المعتمد البريطاني كرومر، فجعل التربيةَ الإسلامية لا تدخل مادة نجاح ورسوب؛ مما صرَف اهتمام الطلاب عنها في مختلف الصفوف، وأسنَد تدريسها إلى معلِّمي اللُّغة العربية؛ مما يجعل اهتمامهم بها في الدرجة الثانية بعد تخصُّصهم ومادتهم اللُّغة العربية.

ويزداد الأمر تهميشًا عندما تُعامَلُ سُوَرُ القرآن معاملةَ النصوص الأدبية في اللُّغة العربية.

كيف؟
في النصوص الأدبية هناك نص يكون المطلوب من التلاميذ حِفظه ودراسته، ويكون المطلوب منهم في نص آخر الدراسة فقط، وهذا تجدُه في مقرَّرِ القرآن الكريم في الصف السادس الابتدائي.

كيف؟
تجد في كل فصل دراسي سورتين، أُولاهما: للتلاوة والتدبر فقط، وأُخراهما: للحفظ والتلاوة والتدبُّر، وتكون السورة الأولى مهملة من التلميذ الذي لا تحركه إلا درجة الامتحان، ولا تجد لها أسئلة في الكتاب الوزاري، ولا تأتي في الاختبارات، عكس النص الذي يكون مطلوبه الدراسة.


(5)
فإن انتقلت إلى القنوات التعليمية التي تصقل خبرة معلم اللُّغة العربية في مناهج مراحل ما قبل الجامعة، فماذا سنجد؟
إذا كنتَ مهتمًّا بالشأن التعليمي أو كنتَ من أهله وذويه، وكان لديك وقت يسمح لك أن تتابع القنوات التعليمية - فإنك ستجد أن هناك قنواتٍ تعليمية متعددة، وإن كنت مهتمًّا باللُّغة العربية فإنك ستتابع هذه القنوات التعليمية لمختلف الدول العربية في هذا المجال: مصر، والعراق، وسوريا، والكويت، واليمن، والسودان، وفلسطين.

في مصر أكثر من قناة تعليمية ضُمَّت في عهد حكومة الإخوان في قناة تعليمية واحدة لما قبل الجامعة، وللعراق قناة العراق التربوية، ولسوريا قناة التربوية السورية، ولليمن قناة اليمنية التعليمية، وللكويت قناة التربوية، ولفلسطين قناة "أونروا" unrwa، وللسودان قناة المعرفة.

فإن عشت معها وقضيت وقتًا، ظهر لك الفَرْق بينها واضحًا.

كيف؟
السورية والعراقية فيهما شريط تربوي ينقل لك الفعاليات التربوية في مختلف المحافظات، وفي مختلف المدارس، وفي قناة المعرفة شريط برامج ليس إخباريًّا، وأما بقية القنوات، فهي خالية من الشريط الإخباري أو البرامجي.

ولن تجد الفرق السابق هو الفَرْقَ الوحيد بينها، إنما سيمتد بك الفرق إلى عناصر المنهج التعليمي.

كيف؟
ليس المنهج عنصرًا واحدًا يتمثل في المقرر؛ إنما المنهج عناصر متعددة، هي: الأهداف، والمقرر، والوسائل، وطرق التدريس، وإستراتيجياتها، والتقويم.

وعلى وَفْقِ ذلك ستجد أن التعليمية اليمينة تخصِّصُ برامج تعليمية للمحتوى؛ أي: المقرر، وبرامج أخرى تربوية لعناصر المنهج الأخرى، فتستعين بأساتذة الجامعات في محاضرات تتناول بقية العناصر المشار إليها آنفًا، وتجد برامج أخرى تعرض أداءات المعلِّمين وتقيِّمها، ولا تجد ذلك في أي قناة أخرى من القنوات المذكورة.

وعلى الرغم من خلوِّ القنوات الأخرى من البرامج التربوية التي تتناول عناصر المنهج المختلفة، فإن التربوية الكويتية والعراقية والسورية تنقل فعاليات الوزير والمدارس المختلفة، ومعها في ذلك التعليمية اليمنية، أما البقية فلا.

وتخرج بعضُ القنوات عن النمط التعليمي، فتقدِّم أفلامًا كرتونية ووثائقية؛ كالسورية، والعراقية، والمعرفة السودانية، والأونروا الفلسطينية، أما البقية فلا.

وتمتاز العراقية بتخصيص قناة لها على YOU TUBE، تحتوي على برامجها، وتخصيص منتدى تعليمي لها يخص بعض برامجها ومقرراتها، وكذا السورية لها موقع، وكذا الفلسطينية، وتقِفُ المصرية من بين كل هذه القنوات فقيرة من كل ذلك؛ لأنها محصورة في المحتوى فقط؛ أي: المقرَّرات.

وتنفرد الأونروا عن بقية القنوات بأنها متميزة في إعداد المحتوى وعرضه؛ فإن لها فِرقًا متعددة في المحتوى والتصميم والوسائط المتعددة، وغير ذلك، مما يجعل عرضَهم المحتوى التعليمي أفضلَ من عرض كل القنوات.


(6)
هذه هي روافد الدخل الرئيسة لمعلم اللُّغة العربية استعرضناها، فهل تساعده في أداء عمله؟
بالنسبة إلى القنوات التعليمية، فنعم؛ لأنها تعالج المادة التي تُهمُّ المعلم معالجةً مباشرة، أما بالنسبة إلى الجامعة، فهل هي كما قال الدكتور حسن شحاتة؟
إن علوم اللُّغة العربية المدرسة في الجامعة تدرِّس النحو، والنصوص من خلال تاريخ الأدب العربي، والقراءة من خلال مادة قاعة بحث أو مكتبة، وقد تمس الإملاء مسًّا، وقد لا، لكن الإنشاء لا يشار إليه، إلا إن تمحَّلْنا في فنون الأدب من قصة ومسرحية وغير ذلك؛ لذا تكون الاستفادة غير مباشرة، ولا يهتم بها إلا المعلِّم الأديب، أو المعلِّم المحب الذي يؤثِر التلميذ ويريد أن ينمِّيه، وهذا ما لا يلائم حقل التعليم الذي يقتضي التعليم الجامعي المباشر في حده الأدنى، ويترك للتجرِبة الشخصية بعد ذلك مساحةَ التميز والإبداع على وَفْق قدرة كل معلم، وهذا يفرض على الجامعة أن تهتمَّ بما قاله الدكتور حسن شحاتة، ولا تنسى واجبها البحثي لمن سيستمر فيها.




 توقيع : دلاُل..✾


كريزما/ اتمني ان يتزاحم الفرح بااعماقك
و و ليُمنـآكِ مِنـي كُل سلآمَ وَ حُبَ كُ


؛
أمل/؛
غمر الله قلبك بفيضٍ من السعادة ♥


-‏الصفوف الأخيرة ليست صفوفي!
‏ أنا أينما أقف يبدأ العد .."💙💎


رد مع اقتباس