الموضوع: "سيبانة" رمضان
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 02-04-2021, 03:26 PM
سما الموج متواجد حالياً
 
 عضويتي » 725
 اشراقتي » Jun 2018
 كنت هنا » اليوم (09:25 AM)
آبدآعاتي » 2,420,702[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه United Arab Emirates
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي "سيبانة" رمضان









"سيبانة" رمضان



يبدأ إستعداد المسلمين للشهر المميّز إعتباراً من شهر شعبان الذي يسبق رمضان، وتحديداً من ليلة النصف منه، التي يحيونها بالصلاة وتلاوة القرآن. ولا تقتصر إستعداداتهم على الجانب الروحي للصوم، بل تشمل أيضاً التحضر نفسياً للشهر الفضيل من خلال إحياء واحدة من العادات والتقاليد التراثية الراسخة، التي تختلف تسميتها ومظاهرها ما بين بلد وآخر، إلا أن مضمونها واحد. هذه العادة تسمى "الشعبنة" في أرض الحجاز و"حق الليلة" في الإمارات وعُمان و"قريش" في الكويت و"تكريزة" في سوريا و"سيبانة" في لبنان و"الشعبونية" في المغرب وفلسطين، و"ليلة الناصفة" في بعض أجزاء الجزيرة العربية.
في لبنان، كان الناس يخرجون في آخر يوم عطلة أسبوعية من شهر شعبان إلى الحقول والبساتين والمنتزهات وشواطىء البحر مع عيالهم وأولادهم وأقاربهم، ويقضون النهار في أكل ولهو ولعب وغناء، في شكل من أشكال "السيران"، أي ما يعرف في أيامنا بـ "البيكنيك". هذه النزهة تسمى "سيبانة رمضان"، والمرجح أنها تصحيف لكلمة "شعبانة"، المستمدة من شهر شعبان.
أما في دول الخليج فيحتفل بالإستعداد لبدء صيام رمضان بيوم "القريش". وكلمة "القريش" في اللغة العربية تعني السخاء، (فيقرقش الإنسان) أي يسمع صوت النقود في جيبه، ومن هنا جاءت التسمية حيث كانت كل أسرة تجود بما لديها من طعام وشراب.
وتحرص الأسر الخليجية على الإحتفال بـ"يوم القريش" الذي يصادف آخر أيام شهر شعبان، ويتم الإحتفال به يوم رؤية هلال رمضان، فاعتادت كل الأسر على حمل مختلف أنواع الأطعمة المتوافرة في المنزل والذهاب بها إلى بيت كبير العائلة والتجمع فيه للإحتفال بقدوم الشهر الفضيل. أما الأطفال فينطلقون في رحلة كرنفالية في طرق مدنهم وأحيائهم وشوارعها حاملين الأكياس المزركشة، متجولين بها من بيت لآخر للحصول على حصة من الحلويات المتنوعة التي توزع في تلك الليلة، منشدين الأغاني التراثية والأهازيج الشعبية، ومتزينين بأحلى ملابسهم.
أما في وسوريا، فقد إعتادت العائلات منذ زمن بعيد القيام بنزهات في المناطق الجبلية وعلى ضفاف الأنهر، وذلك ترويحاً عن النفس وإستعداداً لشهر مكرس للعبادة وأداء فريضة الصوم. ويسمون هذه النزهة بـ"تكريزة رمضان"، وهي التسمية نفسها المستخدمة لدى بعض المصريين. أما إذا إنتقلنا إلى بلاد المغرب العربي، فإن لـ"الشعبانة" مظاهرها وطقوسها. إذ تقام فيها الإحتفالات التي تتخللها الأناشيد والمدائح والموشحات، فتراهم، بزيهم التقليدي، (جلباب وطربوش أحمر) يشاركون في تلك الإحتفالات منشدين ومتلهفين إلى سماع الطرب الأندلسي الذي يتميزون به. وبما أننا في صدد الحديث عن شهر شعبان والطقوس المتصلة بالإستعداد لرمضان، نشير إلى أن بعض الشعوب كانت تسمي ليلة التاسع والعشرين من شعبان "الليلة الكذابة"، لأن رؤية هلال رمضان ليست مؤكدة في تلك الليلة. وفي أواخر شعبان، وقبل أيام معدودات من رمضان، كان الفقراء يشكون سوء أوضاعهم المالية وعدم قدرتهم على تحمل أعباء مصاريفه، ما دفع أحد الشعراء إلى تذكير الأثرياء بجوع الفقراء:
قيل شهر الصيام آت فقلنا
نحن شعب يصوم في كل آن
نحن لا نصوم في العام شهراً
واحداً بل نصوم طول الزمان





2 أعضاء قالوا شكراً لـ سما الموج على المشاركة المفيدة:
,